مكتبة البوابة: رواية “كايميرا” للأديبة سميحة خريس تدور أحداث رواية “كايميرا” لسميحة خريس بين مدينتي عمّان ومادبا في الأردن، ومدن غربية أخرى ارتحل إليها بطل الرواية في طلب العلم، ثم ليدير استثمارات ضخمة جعلته من كبار الأثرياء.
مكتبة البوابة: رواية “كايميرا” للأديبة سميحة خريس
"كايميرا"
وأخذت الرواية الصادرة عن “الآن ناشرون وموزعون”، عنوانها من اسم مرض نادر يسبب تشوهات جينية دقيقة، وينتج عن اختلاط جيني من توأم لم يكتمل، فتتسلل بعض خصائصه إلى التوأم الآخر الذي يحمل طيفا منها لا يمكن كشفه إلا في مختبرات الفحص الدقيق.
وكايميرا أيضا، بحسب نص الرواية: “وردت في إلياذة هوميروس، إنها مخلوق مذهل، لا يقهر، من سلالة الخالدين. ترسلها الآلهة لتحارب مع من اصطفتهم. لها رأس أسد وجسد عنز، ومؤخرة أفعى، تنخر زفيرًا مرعبًا ونيرانًا كالبراكين، ولا يمكن الاقتراب منها”.
وقد ألقت الرواية ضوءا على البنية الاجتماعية التي تشكلها العشيرة بهرميتها الفاعلة على مستوى الفرد والجماعة، ثم استخدمت هذه الهرمية في تشكيل البنى النفسية للشخصيات التي حملت معها هذا الموروث لتواجه العالم بتغيراته العميقة التي شهدها خلال الألفية الجديدة.
مكتبة البوابة: رواية “كايميرا” للأديبة سميحة خريس
عن الرواية
وتمرد بطل الرواية على أبيه الذي قدس هذه الهرمية وانصاع لها طوال عمره رغم أضرارها الفادحة التي كان بإمكانه أن يتجاوزها لولا رضوخه الأعمى لها، فتنصل البطل منها، وشكل حياته بطريقته الخاصة. بيد أنه وقع في المحظور حين بات جزءا من نخبة عالمية من تجار السلاح الذين يستثمرون في الحروب ودماء الأبرياء.
يجسد البطل تمرده، فيخاطب أباه في أحد المقاطع قائلا: “تشكر؟ ليش؟ شو ساوى لك؟ كنت عريان وكساك؟ جيعان وأطعمك؟ ما هو من تعبك وكدك، وتعليمي والدار من حق أرضك ومن سهري الليالي، خزيتني، ما أنت عارف قيمتك ولا قيمة ولدك، قللت قيمتي بين الناس. فتح جفنيه المغضنتين مذعورًا، كمن يرى أمامه ولدًا لا يعرفه”.
ويصف طبيعة الدور الذي يلعبه في تجارة السلاح التي يمارسها دون أن يهتز ضميره أمام تبعاتها: “فما يزال السلاح الصغير سيد الحروب الكبيرة ومفجر جنونها وشططها، وما عليّ إلا تهيئة المسرح ليلعب فيه، فالحياة مسرحية عظيمة تفوق خيال الكتاب والمتأدبين وواسعي الخيال. وهاأنذا أسير كما لو كنت مستمتعا مطمئنا بين أزهار وأشجار هايد بارك، تلسعني نسائم باردة، أبعد عن خاطري أوجاع الضحايا الذين يقعون تحت رحمة شخوصي الأخرى. عادة لا تعنيني أوجاعهم، ليس عليّ جلد ذاتي أو تعذيبها بعويل الذاهبين إلى الجحيم حتى لو كنتُ أنا من مهد الطريق”.
ثم يخاطب نفسه في حساب لجردة العمر، قائلا: “لماذا لست فلاحًا يعزق الأرض وينظفها من الحصى والأعشاب الضارة ثم يتمدد في ظل شجرة يغفو متشقق القدمين آمنًا؟ ماذا يفيدني كل هذا الـ”لماذا”؟ إني أنا فحسب، ملكٌ بلا تاج على إمبراطورية اقتصادية شاسعة خفية وظاهرة، تمنح الحياة وتسلبها”.
وبرزت فترة الحجر الصحي التي رافقت جائحة “كوفيد 19” لتكون مسرحا لكثير من الأحداث، ولتسهم في ربط الجانب المحلي لشخوص الرواية وأحداثها، بالمتغيرات العالمية التي فرضت نفسها على العالم في حالات الحرب وحالات السلم.
مكتبة البوابة: رواية “كايميرا” للأديبة سميحة خريس
سميحة خريس
تلقّت تعليمها الابتدائي والإعدادي في قَطر ثم في السودان تبعاً لتنقُّل والدها الذي عملَ في السلك الدبلوماسي، أنهت الثانوية العامة/ الفرع الأدبي في مدرسة الخرطوم الثانوية بالسودان سنة 1973، وحصلت على شهادة البكالوريوس في علم الاجتماع من جامعة القاهرة في مصر سنة 1978.عملت في مجال الصحافة؛ في صحيفة “الاتحاد” الظبيانية بالإمارت (1981-1998)، ثم في الأردن؛ في صحيفة “الدستور” (1998)، ثم في “الرأي” منذ سنة 1999، صحفيّةً ومديرة للدائرة الثقافية، ثم تولت رئاسة تحرير مجلة “حاتم” للأطفال التي كانت تُصدرها المؤسسة الصحفية الأردنية (الرأي) حتى تقاعُدها. شغلت عضوية مجلس إدارة الإذاعة والتلفزيون (2009)، ومجلس إدارة وكالة الأنباء الأردنية “بترا” (2010). حُوّل عدد من أعمالها إلى مسلسلات إذاعية أنتجتها مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، وحازت جوائزَ في مهرجانات الإذاعة والتلفزيون العربية بالقاهرة، ومن هذه الأعمال: “شجرة الفهود”، و”خشخاش”، و”القرمية” (تحولت إلى مسلسل باسم “الليل والبيداء”). عضوة في رابطة الكتّاب الأردنيين، ورابطة القلم الدولية/ فرع الأردن (PEN JORDAN)، كما أنها عضوة مؤسسة في اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات. ترجمت بعض أعمالها للغة الألمانية.
مكتبة البوابة: رواية “كايميرا” للأديبة سميحة خريس
الاعمال الادبية
النتاج الروائي:
• “رحلتي”، 1982
• “المد”، 1989
• “شجرة الفهود.. تقاسيم الحياة”، 1995
• “شجرة الفهود.. تقاسيم العشق”، 1998
• “القرميّة”، 1999
• “خشخاش”، 2000
• “الصحن”، 2003
• “دفاتر الطوفان”، 2003
• “امبراطورية ورق- نارة”، 2007
• “نحن”، 2008
• “الرقص مع الشيطان”، 2009
• “يحيى”، 2010
• “على جناح الطير”، 2012
• “بابنوس”، 2014
• “فستق عبيد”، 2016
النتاجات الأخرى:
• “مع الأرض” (قصص)، 1978
• “أوركسترا” (قصص)، 1997
نقد ودراسات عن الروائي:
• “سميحة خريس.. قراءات في التجربة الروائية”، نضال الصالح، 2005
• “معجم الأدباء الأردنيين” (ج2، م1)، وزارة الثقافة بعمّان، 2006
• “تحليل سيميائي لرواية (الصحن)”، رشيد بن مالك، جامعة تلمسان، الجزائر، 2007
• “مرايا السرد في (خشخاش)” كمال الرياحي، تونس، 2007
• “سميحة خريس.. الرؤية والفن”، إبراهيم أحمد ملحم، عمّان، 2009
معلومات أخرى (جوائز، ندوات، استضافات.. إلخ):
• جائزة الدولة التشجيعية من وزارة الثقافة عن رواية “شجرة الفهود” عام 1997
• الميداليةَ الذهبية للعمل المتكامل من مهرجان القاهرة للأعمال الدرامية عام 2002
• جائزة “أبو القاسم الشابي” في تونس عن روايتها “دفاتر الطوفان” عام 2004
• جائزةَ الإبداع الأدبي من مؤسسة الفكر العربي في بيروت عن مجمل أعمالها عام 2008
• جائزة الدولة التقديرية في الآداب (بالاشتراك) عام 2014
• وسام الحسين للعطاء المميّز عام 2015
• جائزة كتارا للرواية العربية – فئة الروايات المنشورة لعام 2017 عن رواية “فستق عبيد”
اقرأ أيضاً: