حصل محمد بن عيسى الوزير المغربي السابق على جائزة الشيخ زايد للكتاب كأفضل شخصية ثقافية للدورة الثانية 2007 - 2008، حسبما أعلن أمس راشد العريمي الأمين العام للجائزة، وتتضمن جائزة شخصية العام الثقافية ميدالية ذهبية تحمل شعار الجائزة المعتمد وشهادة تقدير، في حين تبلغ قيمتها المادية مليون درهم إماراتي «حوالي 275 ألف دولار».
في حين تبلغ القيمة المادية للجائزة في جميع الفروع حوالي 2 مليون دولار، وسيتم تكريم الفائزين بالجائزة بمختلف أقسامها يوم الأربعاء 12 مارس الجاري في احتفال كبير يجري الإعداد له في قصر الإمارات في أبو ظبي.
وجاء في حيثيات فوز «بن عيسى» بهذه الجائزة: تقديراً لدوره المهم في تأسيس مهرجان «أصيلة» للفنون والثقافة والفكر كمشروع ثقافي حضاري هام استمر بدأب نحو ثلاثة عقود دون توقف منذ عام 1978، وجعله ملتقى للمبدعين والمفكرين العرب والأفارقة والغربيين، ومنارة تتحول بها قرية عربية بسيطة إلى نموذج مبدع للقرية العالمية في العصر الحديث، ولإسهاماته في إنعاش الحياة الثقافية المغربية ووصلها الحميم بالثقافة العربية والإنسانية.
يذكر أن توصيف جائزة الشيخ زايد لشخصية العام الثقافية يُقر منحها لإحدى الشخصيات الثقافية البارزة على المستوى العربي أو الدولي، على أن يكون لها إسهامها الواضح في إثراء الثقافة العربية إبداعاً أو فكراً، وأن تتجسد في أعمالها أو نشاطاتها قيم الأصالة والتسامح والتعايش السلمي، ومن الجدير بالذكر أن محمد بن عيسى هو من مواليد مدينة أصيلة ـ المغرب 1937.
وقد شغل منصب وزير الثقافة المغربي منذ عام 1985 ـ 1992، ووزير الدولة للشؤون الخارجية والثقافة من 1999 ـ 2007. وبالإعلان عن شخصية العام الثقافية تكون جائزة الشيخ زايد للكتاب، والتي أطلقتها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في أكتوبر 2006، قد أعلنت عن النتائج في جميع فروعها للدورة الثانية 2007ـ 2008.
وفاز الدكتور د. محمد سعدي من المملكة المغربية بجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع المؤلف الشاب عن كتابه «مستقبل العلاقات الدولية من صراع الحضارات إلى أنسنة الحضارة وثقافة السلام»، كما فاز الدكتور فايز الصياغ من المملكة الأردنية الهاشمية بجائزة الترجمة عن كتابه المترجم عن اللغة الإنجليزية «علم الاجتماع ـ لانتوني غدنز»، وحصل المعماري العراقي رفعة الجادرجي على الجائزة في فرع الفنون عن كتابه «في جدلية وسببية العمارة».
كما حصل مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية على جائزة الشيخ زايد للكتاب فرع النشر والتوزيع، وفاز الروائي الليبي إبراهيم الكوني بجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع الآداب عن روايته «نداء ما كان بعيداً»، فيما حصلت الكويتية هدى الشوا على جائزة أدب الطفل، وذلك في حين تم حجب جائزة الشيخ زايد للتنمية وبناء الدولة، وكذلك حجب الجائزة في فرع أفضل تقنية في المجال الثقافي.
يذكر أن حصيلة المشاركات التي اعُتمدت من قبل الجائزة لدورة 2007 - 8002 وأرسلت إلى المحكمين لدراستها بلغت 512 مشاركة في جميع الفروع من 30 دولة عربية وأجنبية، منها 137 مشاركة في فرع الآداب، 100 مشاركة في فرع المؤلف الشاب، 74 مشاركة في أدب الطفل، 73 مشاركة في فرع التنمية وبناء الدولة، 67 مشاركة في فرع الترجمة، 23 مشاركة في فرع النشر والتوزيع، 15 مشاركة في فرع الفنون، و12 ترشيحاً لشخصية العام الثقافية، و10 مشاركات في فرع أفضل تقنية ثقافية.
تهدف الجائزة بفروعها التسعة لتحقيق جملة من الغايات والأهداف النبيلة، تتمثل بشكل أساس في تكريم المبدعين العرب والأجانب الذين يساهمون في إثراء المشهد الثقافي العالمي والعربي على وجه الخصوص، تشجيع النشر العربي وحث الناشرين على تقديم كل ما يساهم في الارتقاء بالعقل العربي ويرفد الثقافة العربية بما هو جديد ومميز ومواكب لقضايا العصر.
المساهمة في الارتقاء بالإنتاج الإبداعي في مجالات التقنية والاستفادة منها في تطوير الثقافة والتعليم في الوطن العربي، تنشيط حركة الترجمة الجادة ودعم الأعمال المميزة التي تسهم في رفع مستوى العلوم والفنون والثقافة في الوطن العربي، الاهتمام بأدب الطفل العربي وحض الكتاب المختصين على طرق المجالات الإبداعية التي تسهم في تنمية عقل الطفل العربي وإنارة وعيه من أجل خلق جيل واعٍ لقضايا العصر، دفع المبدعين والمفكرين إلى التنافس في صنع المشاريع الإبداعية والأطاريح الفكرية المتحققة في مؤلفٍ مميز.