الأردن: انطلاق فعاليات الموسم الثقافي لمجمع اللغة العربية

تاريخ النشر: 22 أكتوبر 2014 - 06:57 GMT
البوابة
البوابة

حذر الدكتور محمد حمدان نائب رئيس مجمع اللغة العربية الأردني من الضعف المتفاقم الذي يعاني منه أبناء المجتمع العربي في استعمال لغتهم الأم في شتى المجالات، فضلاً عن تحدي "الازدواجية اللغوية" بين العربية واللغات الأجنبية، أو بينها وبين اللهجة العامية، خاصة في ظل العولمة وثورة المعلومات والتقنيات الحديثة كالشابكة (الإنترنت) والأجهزة الخلوية "التي تحولت في فترة قياسية من مرحلة الكماليات إلى أساسيات لا يمكن الاستغناء عنها".

وأضاف في كلمته بافتتاح الموسم الثقافي الثاني والثلاثين للمجمع، الذي يعقد في مقره قرب مسجد الجامعة الأردنية ويحمل عنوان "مشروعات أنجزتها اللجنة الوطنية الأردنية للنهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة"، أن هذا الواقع "يفرض علينا أولاً الاعتراف بالمشكلة، ومن ثم الانتقال خطوة إلى الأمام بإجراءات عملية لحلها عن طريق تيسير تعلم اللغة العربية وتعليمها، وتطوير مناهجها وتحديثها، وتطوير أساليب تدريسها، بعد دراسة مشاكلها دراسة ميدانية وتحليلها واقتراح الحلول المناسبة".

وأشار إلى أنه من هذا المنطلق ارتأى المجمع هذا العام أن يأخذ موضوعُ موسمه الثقافي طابعاً يتجاوز مرحلة التنظير، وذلك بتسليط الضوء على المشروعات التي أنجزتها اللجنة الوطنية الأردنية للنهوض باللغة العربية التي يرأسها رئيس المجمع وتضم نخبة من العلماء.

وقال إن اللجنة تبنت البدء بدراسات تحليلية إحصائية علمية محكّمة أثمرت عدداً من المشروعات المهمة التي تستهدف الإصلاح اللغوي المنشود، أهمها: "الرصد اللغوي الإعلامي"، "وضع امتحان الكفاية في اللغة العربية"، "اللغة العربية في القضاء الأردني وفي كليات الحقوق في الجامعات الأردنية"، رصد واقع اللغة العربية في ميدان التواصل على شبكة الإنترنت والهاتف المحمول".

وفي ختام كلمته قدم الدكتور حمدان عرضا موجزا عن عمل اللجنة الوطنية الأردنية للنهوض باللغة العربية، مشيرا أن إنشاءها تم عام 2010 بقرار من رئيس الوزراء استجابة لقرار مجلس الجامعة العربية في قمتي دمشق عام 2008، والدوحة عام 2009م، بتنفيذ مشروع "النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة"، وتشكيل لجان قُطرية تقوم كل منها باتخاذ التدابير اللازمة لدراسة ما جاء في هذا المشروع، واقتراح الوسائل الكفيلة لتنفيذه بالتعاون مع المؤسسات الرسمية التعليمية والأكاديمية والخدمية ومؤسسات المجتمع المدني في كل قُطر، وتقديم ما توصلت إليه هذه اللجان إلى جامعة الدول العربية وإلى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ليصار إلى وضع استراتيجية لغوية موحدة على مستوى الوطن العربي للنهوض باللغة العربية والارتقاء بها.

في المحاضرة الأولى التي حملت عنوان "صورة اللغة العربية في وسائل الإعلام والاتصال" أكد الدكتور عودة أبو عودة عضو المجمع أن مسؤولية اللغة العربية مسؤولية جماعية، "وعلى كل فرد، وعلى كل مؤسسة، أن يقوم بواجبه في حماية اللغة، والارتقاء بها ونشرها".

ودعا في الجلسة الأولى التي رأسها الدكتور عبدالجليل عبدالمهدي عضو المجمع الجهات الرسمية المعنية بالإعلام إلى وضع تشريع ينظم العمل في مؤسسات الإعلام من حيث استخدام اللغة العربية السليمة والحرص على نشرها وتقديم صورتها المشرقة للناس.

وقال إن مشروع الرصد اللغوي الإعلامي الذي تبنته اللجنة الوطنية الأردنية للنهوض باللغة العربية رصد واقع المادة اللغوية في مختلف وسائل الإعلام الوطنية، وقام بتحليل بياناتها تحليلاً إحصائياً، واستخلاص النتائج وإيجاد الحلول من أجل التطوير.

وأضاف أن اللجنة الوطنية الأردنية قامت هذا العام بتوثيق هذا المشروع في كتاب (صورة اللغة العربية في وسائل الإعلام والاتصال) الذي صدر مؤخراً، وهو يحمل التفاصيل الكاملة لخطوات العمل في المشروع والنتائج التي وصل إليها فريق العمل وتوصياته.

وأكد أن هذه الدراسة، وإن كانت مختصة في الإعلام ووسائل الاتصال الأردنية إلا أنها يمكن أن تكون مفيدة فائدة كبيرة لكل من يطلع عليها من أبناء الوطن العربي، وبخاصة أن مشاكل اللغة العربية في وسائل الاتصال والإعلام تكاد تكون هي نفسها في الأقطار العربية.

وفي ختام الجلسة عقب على المحاضرة الدكتور نبيل الشريف وزير الإعلام الأسبق مدير مركز إمداد للإعلام، والدكتورة خلود العموش من الجامعة الهاشمية. ودعا الشريف إلى إضافة مساقات باللغة العربية الأساسية إلى مناهج  كليات الإعلام بسبب طبيعة العمل الإعلامي الراهن الذي يقوم على إناطة جميع مراحل إعداد النص الإعلامي (سواء أكان خبرًا أو تقريرًا أو تحقيقًا) بشخص واحد.

وقالت الدكتورة العموش إنّ دراسة الظواهر الاستعمالية الطارئة على لغة الإعلام وتحليلها قد يفتحان الباب واسعا أمام البدائل التي تقربنا إلى الاستعمالات الصحيحة والمقبولة، "وذلك شأن اللغويين ومجال عملهم، يساندهم في ذلك نفرٌ من الإعلاميين الشجعان الذين يعملون على تعميم هذه الاستعمالات وإشاعتها".