ما هي دوافع رواية "قناديل ملك الجليل"؟

تاريخ النشر: 21 يناير 2012 - 07:08 GMT
ما هي دوافع رواية "قناديل ملك الجليل"؟
ما هي دوافع رواية "قناديل ملك الجليل"؟

عمان - قال الروائي والشاعر إبراهيم نصر الله إنَّ الدافع لكتابة روايته "قناديل ملك الجليل"، قيم التسامح التي عبرت عنها شخصية ظاهر العمر الزيداني في القرن الثامن عشر، مبينا أن ما يؤرقه اليوم عربيا، ظاهرة التعصب المتمثلة في إقصاء الطرف الآخر.

وتحدَّثَ نصرالله في المحاضرة التي نظمتها اللجنة التنسيقية الثقافية للهيئات المقدسية يوم الثلاثاء الماضي في مقر جمعية حماية القدس الشريف، وأدارها الكاتب محمود عواد، عن تجربته لكتابة الرواية، مبينا أنَّ مجتمعات كهذه لا يمكنها التطور والتقدم واللحاق بركب الإنسانية، إذا ما واصلت التشبث بانغلاقها واحتكارها للحقيقة، ولعب أدوار حاسمة في مصائر البشر والبلاد.

وقال "افتقاد مجتمعاتنا لقيم التسامح وأدٌ شرسٌ للأوطان ومن فيها، لأنَّ الشيءَ الوحيدَ الذي سنحصده، هي الحقول المحترقة، التي لا تنبت فيها سوى الطوائف والأقليات والأكثريات والعصابات أيضا".

وأكَّدَ المحاضر أنَّ الأدب المشغول بالقضية الفلسطينية عاشَ زمناً طويلاً، كان الوطني فيه يضيِّقُ الإنساني، وحين انتبه للمصيدة الخطيرة التي وقع فيها، اكتشف أن عليه إعطاء الأولوية للإنساني، لأننا بغيره لا نستطيع أن نوسع الوطني ونعطيه معناه الحقيقي.

وأضاف أنَّ "الإنساني هو ما يوسع الوطني ويعطيه بعده الحقيقي والجوهري في الضمير الإنساني؛ لأننا إذا أخفقنا في أن نكون بشرا أولا وأخيرا، فلن ننجح في أن نكون بشرا جيدين: سواء أكنا أردنيين أو فلسطينيين أو مصريين أو سوريين أو لبنانيين إلى آخر القائمة".

وتحدث نصرالله عن شخصية روايته "قناديل ملك الجليل" ظاهر العمر التي تتبعها الرواية على مدى ستة وثمانين عاما، مشيرا إلى سؤال وجهه له مهم حول الشخصية المعاصرة التي أكون قد استحضرتها لكتابة هذه الرواية، والإفادة منها لرسم صورة ظاهر العمر الزيداني.

وقال "إنَّهُ في الوقت الذي كان هذا السؤال يفتحُ باباً على الحاضر المُرّ، فإنه كانَ يفتَحُ باباً على الهاجس الذي أرقني، وهو كيف تكتب عن شخصية حقيقة، وهذه هي تجربتي الأولى في الكتابة عن شخصية تاريخية، هذا إذا ما استثنيا ما كتبته عن فوزي القاوقجي في رواية زمن الخيول البيضاء".

وتابَعَ "لا يمكن أن استحضر أحداً وأنا أكتبُ روايَةً عن شخصية تاريخية حقيقية، إنْ كل همك يكون منصبّا على إعادة بعث تلك الشخصية إلى الحياة من جديد، لأن ظاهر ليس صورة لأحد".

وأضاف نصرالله عن صفات هذه الشخصية "لا أظن أنَّ هناك إنساناً خاليا من العيوب، وجمال الرواية أن ترى في الإنسان صفاته كلها، ولكن جمال شخصية ظاهر كان قائما في قدرته على محاربة أخطائه، والاعتذار عنها بصورة واضحة".

وكشف المحاضر أنَّه عندما بدأ بكتابة الرواية، لم تكن الثورات العربية قد انطلقت، لكنه كانَ يعي أنه يكتبُ عن ثائر عربي كبير، هذه الشخصية الفذة التي رفضت التوريث في ذلك الزمان، وأرافقه في رحلته الكبرى لإنشاء دولة عربية مستقلة في فلسطين، وتتبع حياته الإنسانية أيضا.

وخلص إلى القول "عندما تكتب رواية تاريخية، تكتب في الحقيقة أطروحتك الفنية لمعنى الرواية في التاريخ، ومعنى التاريخ في الرواية. ولعل أكثر ما كان يؤرقني هو هاجس كتابة ملحمة معاصرة. إذ بدا، لفترات طويلة، وكأن الملاحم تنتمي لزمن بعيد، وأن كتابتها اليوم أمر مستحيل، وإذا كان من أمر سعدت به فهو أن كثيرا من النقاد قد صنفوا هذه الرواية وما قبلها (زمن الخيول البيضاء) كروايتين تنتميان للأدب الملاحم". الغد