وقع الكاتب أسعد العزوني أول من أمس في رابطة الكتاب الأردنيين، روايته التي حملت عنوان (كيلا)، وشارك في الحفل الشاعر هشام عودة قائلاً إن الرواية تسعى لقول المسكوت عنه، وفضح المستور في العلاقات الغامضة في المجتمع الصهيوني.
أشار عودة إلى أن «كيلا» ليست أول رواية عربية تتحدث عن غول الاستيطان الصهيوني، لكنها الأولى التي اتخذت من موضوع الاستيطان مادة رئيسة لها، واخترقت (الفيتو) الصهيوني لتتحدث من داخله عن الاستيطان ورسالته القبيحة.
الرواية بحسب عودة يتداخل فيها الموقف الوطني مع الوعي السياسي عند العزوني ليرسم حركة شخوص الرواية بما يدركه من تحولات في المجتمع الصهيوني، وهي تفاصيل عاشها العزوني ، وهي حقبة تركت أثرها ليس على المنطقة والمجتمع الصهيوني فحسب، بل على العالم كله، فقد شهدنا انهيار الاتحاد السوفييتي وتحكم القطبية الواحدة بمسار العالم، وشهدنا كذلك انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الأولى وما أحدثته من حراك غير مسبوق في القضية الفلسطينية، كما شهدنا العدوان الثلاثيني على العراق وانعكاسه على المنطقة، وكذلك بدء محادثات التسوية بين الكيان الصهيوني وبعض العرب، وكل هذه الأحداث وغيرها نرى ظلالها في الرواية أو في حركة الشخوص وحواراتهم.
وشرح عودة أن العزوني كان يعي إبراز حجم الهجرة المعاكسة، والدور الذي لعبه الضابط السابق في الاستخبارات السوفيتية الذي هاجر إلى أميركا. والكشف عن الدور الخطير الذي لعبه الموساد الصهيوني في استقطاب المزيد من المهاجرين السوفييت، وخاصة الكفاءات العلمية. كما تشير الرواية بوضوح إلى النظرة الصهيونية للأنظمة العربية، وهي نظرة تعال واحتقار، مطالبا هذه الأنظمة بوقف تعاملها مع الكيان الصهيوني.
إلى ذلك العزوني كلمة جاء فيها:رواية كيلا، ليست عملا أدبيا، سعيت فيه لنيل جائزة دولية، لافتاً أن أحداثها بدأت في هضبة الجولان وتنقلت مشاهدها إلى القدس وتل أبيب»حيث مكاتب الموساد» والضفة الفلسطينية، وانتهى المطاف بها في مطار لوس أنجلوس بأميركا.
وبين أن وكيلا، هو اسم لمستعمرة أعلنت إسرائيل عن بنائها في هضبة الجولان عشية مؤتمر مدريد، هذه الرواية ليست أدبا من أجل الأدب ولا فنا من أجل الفن إيمانا مني بأننا لسنا في مرحلة مرتاحة نكتب من أجل الكتابة فقط بل هناك رسالة.
وختم إن هذه الحوارية جاءت معي وبدون تخطيط استشرافا لنهاية الكيان الصهيوني الذي دخل مرحلة الغروب ولكننا كعرب ومسلمين لم نستوعب هذه الحالة ليس لقصور فينا بطبيعة الحال، ليقرأ بعد ذلك مقاطع من الرواية.