كتاب عن الهوية الجنسية يثير الجدل في المدارس الامريكية طالب حاكم ولاية كارولينا الجنوبية، هنرى ماكماستر، وزارة التعليم فى ولايته هذا الأسبوع بإزالة أحد الكتب عن الهوية الجنسية من المدارس، واصفًا إياه بالكتاب «الفاحش والإباحي»، كما طالب بفتح ملف للتحقيق فى أى محتوى مشابه يُقدم للأطفال فى المدارس.
كتاب عن الهوية الجنسية يثير الجدل في المدارس الامريكية
عن الكتاب
ويسرد الكتاب الذى يحمل عنوان «مذكرات عن النوع الاجتماعى»، رحلة المؤلفة مايا كوبابي فى إيجاد هويتها الجنسية، وهو مليء بالرسوم التوضيحية للتجارب الجنسية الخاصة بمجتمع الميم أو ما يُعرف بـ LGBTQ.
وأرسل «ماكماستر» رسالة إلى مديرة القطاع التعليمي فى وزارة التعليم، مولى سبيرمان، الأسبوع الماضى طالب فيها بسرعة التحقيق فى كيفية وصول الكتاب المٌصوّر إلى إحدى المدارس الثانوية العامة فى فورت ميل بولاية ساوث كارولينا، كما شدد على ضرورة «منع» الكتب المماثلة من مكتبات المدارس الحكومية.
وقال «ماكماستر» لشبكة «إن بى سي» الإخبارية: «سنقوم بإزالة المحتوى الذى يسبب ضررًا لأطفالنا أو يسبب لهم التشويش فى مرحلة البلوغ».
وقد تزامن طلب الحاكم مع أحدث توجُّه لمسئولى الحكومة والمدارس فى جميع أنحاء أمريكا ــ بما فى ذلك تكساس وفيرجينيا وأوهايو ونيوجيرسى ــ بهدف تخليص المكتبات المدرسية من الكتب التى تحتوى على LGBTQ والمحتوى المتعلق بقضايا العِرق أو التفرقة العنصرية.
وقد دأبت جمعية المكتبات الأمريكية على تجهيز قائمة «بالكتب الأكثر إثارة للجدل» فى البلاد كل عام والتى تحتوى على الكتب التى طالبت شريحة كبيرة من المجتمع بوجوب حظرها من المكتبات والمدارس، «لإعلام الجمهور بالرقابة»، وفقًا لموقع الجمعية على الإنترنت.
وقالت مديرة مكتب ALA للحرية الفكرية، ديبورا كالدويل ستون، لشبكة «إن بى سى نيوز» إنه على الرغم من أن البلاغات ضد الكتب التى تحتوى على محتوى خاص بمجتمع الميم والمثلية الجنسية «ثابتة»، إلا أن الجمعية شهدت ارتفاعًا مخيفًا فى عدد البلاغات هذا العام.
وأضافت: «سوف يؤثر هذا العمل التعسفى للرقابة بالسلب على هؤلاء الطلاب الذين يحتاجون بشدة إلى كتب تعكس حياتهم وهوياتهم الجنسية المختلفة عن سواد المجتمع، والتى تجيب على أسئلة حول هويتهم، وحول تجاربهم الخاصة التى يشعرون أنهم لا يستطيعون التحدث مع الكبار عنها».
وتابعت: «إن مثل هؤلاء ليس لديهم سوى المكتبة لتكون المساحة الآمنة بالنسبة لهم؛ حيث يمكنهم الحصول على معلومات دقيقة حول هذه الموضوعات التى لا يمكنهم العثور عليها بطريقة أخرى».
كما أكدت أن العديد من المراهقين يستمتعون بالكتب المكتوبة للبالغين ويفضلون قراءتها على الكتب الموجهة لأعمارهم»، وفقًا لموقع ALA على الويب.
جدير بالذكر أن الكتاب المذكور تم حظره من قبل فى عدة مدارس أمريكية؛ فحظرت مدرسة مقاطعة فيرفاكس العامة بولاية فيرجينيا الكتاب شهر سبتمبر الماضى، وقامت مدارس بريفارد العامة بولاية فلوريدا بإزالة الكتاب من أرفف مكتبتها الشهر الماضى، كما هاجمت مجموعة من الآباء فى ولاية نيوجيرسى الكتاب والعديد من الآباء الآخرين المؤيدين لوجود الكتاب بالمدارس واصفة إياهم بـ«المنحرفين».
وصرح كبير مسئولى الاتصالات فى إدارة التعليم فى ساوث كارولينا، ريان براون، لشبكة «إن بى سى نيوز» يوم الجمعة الماضى قائلًا إن القسم علم بوجود الكتاب فى المدارس العامة فى منطقة فورت ميل الأسبوع الماضى واتصل بمدير المنطقة، الذى كان قد أصدر تعليماته للموظفين بإزالة الكتاب فورًا.
كتاب عن الهوية الجنسية يثير الجدل في المدارس الامريكية
تداعيات
وفى بيان صادر عنها بهذا الصدد، قالت مديرة برنامج صحة المجتمع، آيفى هيل: «نحتاج فى الفترة الحالية إلى التركيز على المشكلات الحقيقية التى تؤثر بشكل فعلى على الطلاب؛ مثل: إعادة التعليم إلى المسار الصحيح بعد أن أثر الوباء المستجد على قدرة الاطفال على التعلم واستيعاب المعلومات، ومعالجة المخاوف الصحية للشباب، والتأكد من أن الجميع يشعر بالأمان والترحيب فى المدرسة».
وعلى الصعيد المُعارِض لإزالة الكتاب من حوزة المكتبات، كتب السياسى «كوبابى» مقالا للرأى فى صحيفة «واشنطن بوست» مفاده أن «إزالة أو تقييد كتب المثليين فى المكتبات والمدارس يشبه قطع شريان الحياة للشباب المثليين، الذين قد لا يعرفون حتى الآن أبسط المفردات البحثية التى تتيح لهم معرفة المزيد عنها عن هوياتهم وأجسادهم وصحتهم.
وأدان المدافعون عن حقوق مجتمع الميم طلب «مكماستر» بحظر الكتاب، ووصفوه بأنه «هجوم سياسى».
وأضافت كالدويل ستون أن التطورات الأخيرة التى شهدتها الديموقراطية فى دولة معروفة بالديموقراطية مثل الولايات المتحدة كانت «لا تُصدق».
وأردفت: «إن مبادئ الحرية لهى من الأساسيات التى قامت عليها دولة فى الولايات المتحدة وهى حرية تشمل كل شىء: حرية التفكير واتخاذ القرارات، واختيار ما نريد أن نقرأه، ونقول ما نريد قوله، ونقرر بأنفسنا ما نؤمن به، وهذه المطالبات الأخيرة بتنظيف المكتبات المدرسية والمكتبات العامة من هذه الكتب لهى حرب على الديموقراطية، ومن شأنها تدمير الديموقراطية بالكامل إن تم فرضها».
