وفاة الروائي البحريني عبدالله خليفة بعد مسيرة حافلة بالعطاء

تاريخ النشر: 22 أكتوبر 2014 - 06:35 GMT
البوابة
البوابة

سكينة الطواش:

لم يمهل الأجل الكاتب والروائي البحريني عبدالله خليفة من أن يشهد «لحن الشتاء» لهذا العام والذي هو عنوان أول كتبه، فرحل عن هذه الدنيا يوم أمس بعد أزمة صحّية ألمت به وسط ذهول وصدمة من قبل الشارع الادبي والثقافي البحريني، رحل العملاق الروائي قبل ان تحتفي به «أسرته» أسرة الأدباء والكتّاب حيث كان من المقرر أن يتم الاحتفاء به في شهر ديسمبر المقبل بالإضافة لطرح روايته الأخيرة «خليج الأرواح الضائعة»، ولكن لم يمهله الأجل حتى تلك اللحظة. عبدالله خليفة ترك برحيله فراغا كبيرا في قلب الصحافة البحرينية وفي الروح التجديدية للرواية البحرينية.
«الأيام» التقت مجموعة من الكتّاب والأدباء البحرينيين الذين عاصروا الكاتب الراحل فتحدثوا عن تجربته وأثرها في المشهد الثقافي البحريني.

تحدث رئيس أسرة الأدباء والكتّاب ابراهيم بن هندي عن الراحل فقال «الاستاذ عبدالله خليفة خسارة كبيرة على مستوى المشهد الثقافي بشكل عام والادبي بشكل عام خاص وذلك على مستوى النقد والفكر الثقافي وعلى مستوى الابداع الروائي، فنحن في أسرة الأدباء والكتّاب حظينا بكثير من العطاء من قبل الراحل على المستوى الاداري والعمل الثقافي، فكان دائما موجودا في الأوقات التي نحتاجه، فكان يتحمل أي مسؤولية توكل إليه سواء في تحرير بعض الأعداد لمجلة »كلمات«.
وأضاف »إن غيابه بالنسبة لنا يعد خسارة كبيرة جدا، خاصة أنه في المرحلة الأخيرة تنوع في عطائه على مستوى الابداع الادبي والفكري، كما أن له كماً كبيراً من الانتاج الفكري والادبي ولم يأخذ حقه من النقد، فأرجو تسليط الضوء على هذه التجربة الغزيرة التي تمثل أحد اعمدة المشهد الادبي في البحرين«.
وتابع »ولم يسعف الأسرة الوقت إلى أن تحتفي به حسبما هو مقرر في شهر ديسمبر المقبل وقد كان رحمه الله على علم بذلك، حيث استقدمت الاسرة بعض الباحثين للحديث عن تجاربه الروائية وكان من المفترض أن تطرح روايته التي لم تنشر بعد والتي هي بعنوان «خليج الأرواح الضائعة»، ولكن غيابه سيدفعنا ان نواصل في مشروع الاحتفاء به وكنا نتمنى ان يتواجد في هذا الحفل ولكن هذا ما شاءه الله تعالى».
وعبر الكاتب البحريني د. محمد الخزاعي عن تفاجئه بوفاة القاص والاديب عبدالله علي خليفة فقال »عرفت الراحل منذ أن كان طالبا في معهد المعلمين، ولم تكن مواهبه الأدبية قد برزت حينها، ولكنه عندما خاض تجربة العمل كصحفي في صحيفة اخبار الخليج بدأت تلك المواهب بالظهور من خلال كتاباته الصحفية المتّزنة والرزينة والجادة، أما عن نتاجه الادبية فقد كتب عدّة روايات يمكن أن تعتبر ظاهرة في البحرين وعلماً من اعلام الرواية، وخاصة في ما يتعلق عن كتاباته الروائية التاريخية، حيث كتب عن جميع الخلفاء الراشدين روايات أدبية جميلة تذكرنا بمصطفى العقاد الى حد ما، له توجهات فكرية واضحة جدا التي قد لا تتوافر في الكثير من الكتّاب«.
أما الكاتب والمؤرخ البحريني منصور سرحان فتطرق إلى نبذة عن حياة الراحل من ناحية تاريخية وقال »يعد الراحل عبدالله خليفة أحد كبار كتابة الرواية في البحرين وهو باحث معروف وصاحب مشروع فكري تمثل في عنوان «الاتجاهات المثالية في الفلسفة العربية الاسلامية»، حيث قام بقراءة جديدة للوعي الديني والفكري في المنطقة العربية، بالإضافة إلى ذلك فهو قاص وقد كتب العديد من القصص القصيرة الهادفة، وبدأ عمله في سلك التدريس عام 1975 إلا أنه وجد نفسه صحفيا أكثر من ميله للتدريس فعاد للعمل كصحفي متميز بدءا من عام 1981 وكتب الكثير من المقالات والدراسات التي نشرت في الصحف العربية والمحلية، وانتشرت مقالاته في شتى المواقع العربية وقد تميز بعموده «أفق» الذي يكتبه في جريدة أخبار الخليج حيث تدل مقالاته على فكر متنور محاولا نشر ثقافة التسامح في معظم مقالاته.
وأضاف «والراحل عضو فاعل في اتحاد كتّاب العرب وشارك في العديد من الندوات المتعلقة بالقصة والرواية، وحصد بعض الجوائز عن بعض أعماله الادبية، وقد بلغ مجموع الكتب التي ألفّها من قصة ورواية وفكر وفلسلفة زهاء تسع وعشرين عنوان كتاب كان أولها »لحن الشتاء« الصادر عن 1975 واخرها رواية بعنوان »عنترة يعود إلى الجزيرة« التي نشرها عام 2011 وبهذا نقول بفقده خسرت البحرين احد ابنائها البررة وكتابها الكبار».