صدور كتاب "جينالوجيا التقدم.." للباحث الإردني إبراهيم غرايبة

تاريخ النشر: 24 يونيو 2021 - 05:00 GMT
صدور كتاب "جينالوجيا التقدم.." للباحث الإردني إبراهيم غرايبة

صدر عن مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية كتاب بعنوان "جينالوجيا التقدم: التكوين الاقتصادي والسياسي والاجتماعي للإصلاح والتنمية"، للباحث في المركز إبراهيم غرايبة...


اختار المؤلف تعريف صمويل هنتنغتون للتقدم وهو “التغير باتجاه التطوير الإيجابي في مجموعة من المؤشرات، من أهمها النمو الاقتصادي، ومستوى المعيشة (الرفاه) والعدالة الاجتماعية والاقتصادية، والحريات والديمقراطية.
وجاء الكتاب في ستة فصول؛ هي كيف تتقدم الأمم، والتنظيم الاقتصادي والتنموي: إدارة وتنظيم الموارد بعدالة وكفاءة، والحكم الرشيد: تنظيم سياسي ومدائني لجميع الناس، ورأس المال الاجتماعي والثقافي؛ بمعنى المجتمعات المستقلة ووعي الذات والعيش معا: قيم التقدم، وهي الاعتدال والثقة ونبذ الكراهية والتطرف، والمستقبل: رواية للتنمية والتقدم، أو استشراف مستقبلي مستمد من تصور أو نموذج مقترح للتقدم والتنمية.
وبالطبع فإن الحديث عن التقدم يقتضي بالضرورة الحديث عن الفشل والمخاطر التي تهدد حياة الأمم وتقدمها، مثل ضعف مؤشرات التنمية والتقدم في الاقتصاد والتعليم والصحة والتكامل الاجتماعي والحريات والديمقراطية والشعور بالرضا.
وقد حدد تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية الذي يعتبر اليوم أفضل وأهم مقياس للتقدم مجموعة من المؤشرات القياسية لملاحظة الإنجاز والقصور لدى الأمم ومقارنتها ببعضها وكذلك التغير في المؤشرات عبر السنين والتوقعات المستقبلية، ومن أهمها مستوى الدخل والحياة الأفضل المستدل عليها بمجموعة من المؤشرات، مثل التعليم المدرسي والجامعي والمدارس والمهارات والكفايات المعرفية، والعمر المتوقع المستدل عليه بالخدمات الصحية ونسبة وفيات الأطفال في مرحلة الرضاعة وقبل سن الخامسة، وتلقي الرعاية الصحية الأساسية مثل التطعيم ضد الأمراض والخدمات الصحية في المستشفيات والمراكز الصحية والحصول على غذاء كاف وجيد، وخدمات الرعاية الاجتماعية مثل كبار السن والأطفال والمعوقين ومواجهة الجرائم والإدمان والتفكك الأسري وعمالة الأطفال والاتجار بالبشر، والاستقرار السياسي المستدل عليه بالأمان وحماية الأرواح والملكيات الخاصة والحريات والديمقراطية، وهناك أيضا مؤشرات إضافية مثل المساواة بين الطبقات والفئات الاجتماعية في المشاركة العامة والسياسية وفرص العمل والوصول إلى منافع التنمية، وعدالة التوزيع الاقتصادي والعدالة الاجتماعية.
وتقتضي سلسلة الإزدهار والتقدم تكريس قيم تحمي التقدم وتديمه في وعي وثقافة الأمم، مثل الاعتدال والتسامح والتعددية والتنوع والثقة ومواجهة التطرف والتعصب والكراهية. فالمجتمعات تتبع في علاقاتها وتنظيم مواردها منظومة من القيم والثقافات الإيجابية والتقدمية، ثم تدور حولها المؤسسات السياسية والعامة، وهي قيم وأخلاق يفترض أن ينشئها موقف عقلاني، فإذا لم تكن القيم والأخلاق عقلانية، فإن السلوك السياسي والاجتماعي الفردي والجماعي يمكن أن يتحول إلى تسويات غير أخلاقية، ويزود التخلف بمبررات أيديولوجية أو اجتماعية وثقافية.
يبدأ الإصلاح بتقليل الفروق والفجوات الاقتصادية والاجتماعية بين الفئات ودمجها معا في رواية جامعة للمواطنين لا تستثني أحدا منهم، ولذلك فإن الكتاب كما يقدمه المؤلف يحاول أن يساهم في إنشاء علاقة إيجابية مع المكان والموارد أكثر مما يريد أن ينظم نطرية أو يثبت أو ينقد وقائع ونظريات (مع الإقرار بأهمية هذا النوع من البحث والتأليف) ولكن قد تكون الحاجة أكثر إلى التأثير في مسار السياسات واستمالة الأفراد والمجتمعات نحو قيم التقدم.

"مصرع أحلام مريم الوديعة" للكاتب الروائي الجزائري واسيني الأعرج