صدور كتاب «ملكة خداع هوليوود: مطاردة العبقري الشرير»

تاريخ النشر: 11 يونيو 2023 - 12:31 GMT
«ملكة خداع هوليوود: مطاردة العبقري الشرير»
«ملكة خداع هوليوود: مطاردة العبقري الشرير»

البوابة - صدر فى السادس من شهر يونيو الجارى كتاب جديد للكاتب والصحفي الأمريكي الاستقصائي، سكوت سى جونسون، صادر عن دار نشر «هاربر» ويحمل عنوان «ملكة خداع هوليوود: مطاردة العبقري الشرير» والذى تتبع من خلاله قصة الإيقاع بنصاب هوليوود الشهير الذى حمل لقب «ملكة الخداع» بسبب انتحاله شخصيات عدة سيدات فى الوسط الفني الأمريكي والذى تاجر بأحلام الشباب فى تحقيق الشهرة السريعة فى مجال العمل السينمائي.

صدور كتاب «ملكة خداع هوليوود: مطاردة العبقري الشرير»

عن الكتاب

«ملكة خداع هوليوود: مطاردة العبقري الشرير»

وارتكزت عمليات الاحتيال على إرسال مجموعة من الرسائل عبر البريد الإلكتروني للضحايا ممن على الأغلب يكافحون من أجل إيجاد فرصة للعمل فى المجال الفني من المصورين السينمائيين والممثلين الناشئين وفناني الماكياج وأفراد الأمن وغيرهم، والتى يتم إرسالها من قِبَل كبار المديرات التنفيذيات فى هوليوود؛ مثل ويندى مردوخ أو ميجان إليسون وأخريات ولكن بعد انتحال شخصياتهن، وتتضمن رسائل البريد الإلكتروني فرصا للعمل فى مشروع سينمائي جديد ضخم.

وبعد ذلك كان يتم إجراء مكالمات دورية عبر تطبيق «سكايب» لإقناع الضحية بالسفر إلى إندونسيا حيث موقع التصوير المزعوم، ثم يقابلهم أحد الأشخاص يزعم أنه السائق الخاص بهم الذى سيوصلهم بأقطاب الإنتاج الذين تواصلوا معهم عبر الإنترنت ولكنه يخبرهم أن عليهم أولًا استكشاف مواقع التصوير، ومن ثمّ يأخذهم فى رحلات ممتدة لعدة ساعات بالسيارة بسبب الزحام، ثم يطلب منهم فى نهاية الرحلة أن يدفعوا ثمنها نقدًا مع وعود مزيفة بقيام شركة الإنتاج برد تلك المبالغ إليهم فور البدء فى العمل.

واستكشف «جونسون»، والذى عمل سابقًا فى مجلة «هوليوود ريبورتر» المعنية بأخبار مشاهير هوليوود، عبر صفحات الكتاب الجديد قصة ذلك المجرم الذى انتحل شخصية عدة نساء باستعمال مواهبه الخاصة فى الإقناع وتغيير طبقة صوته خلال المكالمات الهاتفية، كما تضمن الكتاب عدة فصول عن مقابلات تم إجراؤها مع الضحايا ومحققي الشرطة بالإضافة إلى «ملكة الخداع» نفسها كما أطلق الضحايا عليها والتى اتضح فى النهاية أنها رجل.

وذكر «جونسون» أن النصاب هو فى الحقيقة رجل إندونيسي يبلغ من العمر الآن 44 عامًا ويُدعى هارجوبيند تاهيلرامانى أو «هارفي»، وقد تلقى تعليمه فى الولايات المتحدة ثم عاش لفترة طويلة فى إنجلترا، وقد أنشأ حسابا وهميا على تطبيق «انستجرام» يضم 50 ألف متابع من الحسابات المزيفة من أجل نصب الشرك للضحايا الذين يطمحون للعمل فى قلعة صناعة السينما هوليوود.

ومن أجل الإيقاع بضحاياه، كان «هارفي» يتواصل معهم بشكل ودود وحميمي مستغلًا أحلامهم العريضة للشهرة، ويدّعى معرفته الوثيقة بأقطاب صناعة السينما فى هوليوود من كبار الممثلين والمخرجين، وكان يدّعى أن الفيلم السينيمائى الوهمى الذين هم بصدد المشاركة فيه من إنتاج شبكة نتفليكس أو HBO، وذكرت إحدى الضحايا أنه تم إيهامها أن العمل الفنى الذى ستشارك فيه هو فيلم من بطولة الممثل الأمريكى توم كروز بتمويل عملاق من رجل الأعمال والمخترع إيلون ماسك على أن يتم تصويره فى الفضاء الخارجى.

وقال «جونسون» عبر الكتاب: «صناعة السينما بأكملها مبنية على وهم أن أى شخص يأتى مدينة إلى لوس أنجلوس الأمريكية محملًا بالقدر الكافي من العزيمة والإرادة والحظ يمكنه أن ينجح وأن يصبح ثريًا ومشهورًا وهكذا يصبح عرضة للنصابين الذين يقتاتون على أحلام الشباب»، نقلًا عن صحيفة الجارديان البريطانية.

وتحدث «جونسون» بالتفصيل عن الكيفية التى تمكنت بها المحققة الخاصة بمدينة نيوجيرسى، نيكول كوتسياناس، من الإيقاع بـ «ملكة الخداع» بعدما تمكنت من جمع أدلة كافية من عدد من الأشخاص عن تلك الرحلات «غير المثمرة» إلى إندونيسيا، وأمضت «كوتسياناس» سنوات فى جمع خيوط الحكايات ودراسة البصمات الرقمية والحسابات الإلكترونية المزيفة العديدة حتى تمكنت من تحديد هوية المشتبه به الرئيسي وهو الرجل الإندونيسي والنصاب البارع الذى عمل جاهدًا حتى لا يترك أى أثر خاص به على الإنترنت.

وقدّرت جهات التحقيق حجم الأضرار المالية الإجمالية بمبلغ 1.5 مليون دولار، وهو رقم صغير نسبيًا بالنظر إلى أن عدد الضحايا الذين وقعوا فى شباك «هارفي» والذى تم تقدير عددهم بالمئات، وقال «جونسون» إن «هارفي» لديه خلفية سابقة من السلوك السيئ حيث كان قد أمضى بعض الوقت فى السجن لأنه دعا إلى إلقاء قنبلة على سفارة الولايات المتحدة فى إندونيسيا، وتم طرده من فريق المناظرة فى الكلية بتهمة السرقة الأدبية، كما أنه لم يتحلَ بأى قدر من النزاهة فى عمله الخاص، وهو مدون إلكترونى عن الطعام يقدم ترشيحات للأكلات ولأفضل المطاعم فى إندونيسيا، وقد قام الكاتب ورئيس الطهاة البريطانى، يوتام أوتولينجى، بمنعه من دخول جميع المؤسسات الخاصة بعمله.

صدور كتاب «ملكة خداع هوليوود: مطاردة العبقري الشرير»

وعن حياته العائلية، ذكر «جونسون» أن لـ «هارفى» أختًا تكرهه بشدة، وتصفه بـ «الوحش» نظرًا لما وصفته بـ «التاريخ الطويل من سوء المعاملة والقسوة والخداع»، ومن الوقائع العجيبة والمثيرة فى هذه القضية أن «جونسون» تمكن من تحديد موقع النصاب «هارفى» بطريقة لا تخطر على البال؛ حيث شاهد بالصدفة مقطع فيديو بث مباشر عبر تطبيق «إنستجرام» لسيدة تقوم بإجراء مقابلة حية مع الشخص صاحب حساب «إنستجرام» الشهير لنقد الطعام والذى يحمل اسم «بيوربايتس»؛ حيث كان «جونسون» على دراية أن صاحب هذا الحساب هو النصاب المتخفي «هارفي ذاته»، وبالفعل شاهده خلال مقطع الفيديو، وتمكن بالاستعانة بأحد أصدقائه الإنجليز من تتبع مكان سكنه إلى برج سكنى يقع فى مدينة مانشستر، بل وتمكن من تحديد موقع الطابق الذى يسكن به «هارفى».

ولم يكذب «جونسون» خبرًا فذهب لملاقاة الرجل على نحو السرعة من أجل أن يروى جانبه من القصة، وهكذا تمكن «جونسون» من إجراء مقابلة حية مع النصاب الذى سرق أحلام مئات الشباب وأموالهم ليختتم بذلك الفصل الأخير من كتابه وليجد أخيرًا الفرصة للعثور على إجابات الأسئلة العديدة التى كانت تلاحقه.

صدور كتاب «ملكة خداع هوليوود: مطاردة العبقري الشرير»

وعن انطباعه عن تلك المقابلة، قال «جونسون» عبر صفحات الكتاب إنه فى البداية توقع أن يقابل شخصًا مختلًا أو مريضًا نفسيًا، ولكنه وجد «هارفي» شخصًا عاديًا تمامًا؛ متحدثا بارعا ومنتقيا جيدا لكلماته حتى إنه ليجعلك أحيانًا تتعاطف معه، وشقته هى الأخرى عادية تمامًا بها غرفة يبث فيها التلفزيون فيلمًا من أفلام شركة إنتاج «ميراماكس»، بالإضافة لبعض البرامج الحوارية المحافظة عبر الراديو.

واُختتمت فصول القصة بإلقاء القبض على «هارفى» فى المملكة المتحدة عام 2020 وسط دعوات بتسليمه إلى الولايات المتحدة من أجل محاكمته. 

اقرأ أيضاً:

كتاب "الهاشميون وحلم العرب" روبرت ماكنمارا

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن