صدر مؤخرا "بائع الطين".. لفايز الأشتر

تاريخ النشر: 20 أغسطس 2011 - 07:15 GMT
 صدر مؤخرا "بائع الطين".. لفايز الأشتر
صدر مؤخرا "بائع الطين".. لفايز الأشتر

الدارالبيضاء : صدرت مؤخرا في الدارالبيضاء رواية " بائع الطين" للكاتب السوري فايز الأشتر، ضمن سلسلة الضفة الأخرى التي تهتم بأدب المهجر، وذلك بشراكة دار "القرويين" ومنشورات مجلة "أجراس الثقافية" بالمغرب.

 

جاءت الرواية في خمس وسبعين صفحة، ويحمل غلافها لوحة للفنان الهييتي لوفوي إكسيل. وتتحدث عن معاناة المهاجرين العرب في أوروبا وأسباب هجرتهم وظروف عيشهم في المنافي.

 

من أجواء الرواية، نقرأ مايلي : انقضت ثلاث ساعات قبل أن تهبط الطائرة في المطار، نزلنا من الطائرة، واتجهنا إلى مبنى المطار، ومن ثم إلى شرطة الجوازات لوضع تأشيرة الدخول. كنت أمشي وراء أيمن، وكأني طفل صغير يلحق بأبيه، وصلنا إلى غرف صغيرة من الزجاج يجلس داخل كل واحدة شرطي، وكان للغرفة نافذة صغيرة تسمح بإدخال الجواز فقط.

 

أعطى أيمن جوازه للشرطي، فوضع عليه الختم وأعاده إليه، ثم غادر إلى الجانب الثاني من المبنى، ولم أعد أراه. جاء دوري، فأعطيت الجواز للشرطي الذي فتحه، وهو يتمعن تارة في الصورة التي على الجواز وتارة أخرى في وجهي، مما جعلني أشعر بالارتباك، ثم خرج من الغرفة الزجاجية، وأشار لي بيده أن ألحق به، التفت يميناً ويساراً لعل أحدا يشرح لي ماذا يريد مني الشرطي، ولكني لم أجد جواباً أو تعليقاً من أحد، كان يجب أن أعطي جوازي قبل أيمن، كيف فاته هذا الموضوع!

 

لحقت بالشرطي إلى غرفة جانبية من الإسمنت، وفيها كرسي ومنضدة صغيرة. نظرَ إليَ الشرطي، وأشار لي بأن أخلع ثيابي، فشعرت بشيء من الخوف والقلق، حاولت إفهامه بأني لا أفهم ماذا يريد، ولكنه مرة ثانية أشار بأن أخلع ثيابي، وبدأ يصرخ ويدمدم بكلمات لم أفهم منها شيئاً، ثم خرج من الغرفة بعد أن أشار لي بيده أن أبقى مكاني، وأنه سوف يعود بسرعة.

 

لم يطل غياب الشرطي طويلاً، فقد عاد ومعه شاب أسمر، ذو ملامح شرقية، عرفت من خلالها بأنه عربي. تحدث الشرطي مع الشاب بضع كلمات بلغة لم أفهمها، ثم نظرَ الشاب نحوي وقال:

 

ـ هذا الشرطي يريد منك أن تخلع ثيابك كي يفتشك.

 

فقلت:

 

ـ ولماذا أنا لوحدي..أنا فقط.. يريد أن يفتشني، وبهذه الطريقة المهينة؟

 

فرد قائلاً:

 

ـ إنه يريد إخافتك حتى تعطيه بعض النقود، وأنصحك أن تعطيه بدلاً من أن يطبق عليك قوانينه الدنيئة.

 

للحظات اعتقدت بأن الشاب يخدعني، وربما يكون متعاونا مع الشرطي ضدي، فحاولت المراوغة، وقلت:

 

ـ ولكني لا أملك نقوداً، فأنا قادم مع صديقي، وهو قد خرج قبلي.

 

ابتسم الشاب وقال:

 

ـ لا عليك أنا سوف أعطيه.

 

وأخرج من جيبه عشرة دولارات ودسها في جيب الشرطي،. عندها ابتسم الشرطي، وأعطاني جواز سفري وعليه تأشيرة الدخول، وأشارَ لي بيده أن أذهب.