صدرَ حديثًا عن دار روافد للنشر والتوزيع في القاهرة، ديوان "ذاكِرةُ نبيٍّ لم يُرسَلْ" للشاعرة المصريّة سلمى فايد، والذي يضمُّ مجموعة قصائد عربيّة فصيحة، تتناول مضامين وجوديّة إنسانيّة وتساؤلات كونيّة عديدة.
من قصيدة "هكذا يُوحَى إلَيّ":
يا أيُّها المطرودُ دونَ خطيئةٍ..
إلَّا لأنّكَ قد شكَكْتَ بما يُصدَّقُ..
وانتصرتَ لآدمَ المظلومِ مِثلَكَ..
لا دُخانَ الآنَ يَهدِي..
لا سَرابَ.. ولا غَمَامَ..
فلا تُصدّقْ غيرَ قَولِكَ..
قُلْ هوَ الْوَحْيُ الذي
أَوْحَى إلَيَّ بما هجَسْتُ..
وما أردْتُ.. وقُلْ هُوَ
الإنسانُ مسأَلَتي الوحيدةْ..
قُلْ إنَّنِي وحدي هُنا..
وحدي هُناكَ..
ولستُ وحدي
في متاهَتِيَ البعيدةْ..
تحاولُ الشاعرةُ من خلال ما وردَ في قصائد الديوان أن تتلمّس ما يدور في خاطر النفس المُحمّلة بالنبوءة، هذه النفس البشريّة التي ربما ترى ما لا يراه الآخرون، كيف تتعامل مع الأفكار الدنيويّة الأرضيّة من الحُبّ والضياع والتأمّل والتِّيه ومحاولة الوصول إلى فلسفة وجوديّة مناسبة، فنجِدُ عناوين القصائد في الديوان تحمل ما يدلّ على تلك الأفكار مثل: هكذا يُوحَى إليّ، فرصةُ الغُرباء، خروج، فاتحًا عينيّ أحلُم، وأينَ الحياة؟، شرف الغريزة، مِنَ العدل، لا تُزعجوا الأموات، نزفَت نبوءتُهُ دمًا.. إلخ.
يقع الديوان في 160 صفحة من القطع المتوسّط، والغلاف من تصميم الفنّانة نور إسلام.