أدباء أردنيون: "دفتر الرائحة" لزليخة أبو ريشة يمزج بين الصوفي والنسوي

تاريخ النشر: 28 أكتوبر 2014 - 06:50 GMT
البوابة
البوابة

وقعت الشاعرة زليخة أبو ريشة، كتابها "دفتر الرائحة" الصادر عن وزارة الثقافة الأردنية، وهو المشروع الذي تقدَّمت به الشاعرة للتفرُّغ الإبداعي قبيل إلغائه.

شارك في حفل التوقيع الذي اقيم أول من أمس في المكتبة الوطنية ضمن برنامج "كتاب الأسبوع كل من د. إبراهيم السعافين، د. حفيظة أحمد، الروائي هاشم غرايبة، وأداره الروائي والقاص هزاع البراري.

دعت الشاعرة زليخه ابو ريشة وزارة الثقافة الى أن :"تعيد النظر في قرار تجميد مشروع التفرغ الابداعي، وان تقوم باحيائه من جديد فهو الجائزة المتميزة"، مبينة ان دعوتها جاءت من موقعها ككاتبة وكشاعرة وكناشطة في الهم العام وخبيرة في الشأن الثقافي.

وتحدثت الشاعرة عن مشروع التفرغ الذي لولاه "لم يكن لهذا الكتاب ان يرى النور، ومنحة التفرغ الإبداعي جنبتني القلق وقدمت إليّ هدنة من مطاحنة الحياة والسعي في ردهاتها المعقدة والمضنية".

وبينت ابو ريشة انها قضت ثلاث سنوات في لجنة التفرغ الإبداعي، تقول "أعي أهمية هذا البرنامج لأهل الثقافة والفن، واعي الخيبة التي منينا بها عندما ألغي أو جمد، هذا المشروع".

ورأت ابو ريشة ان منحة التفرغ الابداعي هي :"مكافأة او جائزة كانت تمنح لمن تتوافر فيه او فيها شروط بعينها، اهمها القيمة الفنية المتميزة، وليس من سبب آخر ينبغي ان يكون وراء انتخاب هذا او هذه. فكما لا يجوز ان يكون والوضع المادي المتردي للشخص سببا في المنحة، كما لا ينبغي ان يكون الوضع المادي المتفوق سببا للحجب".

من جانبه رأى د. إبراهيم السعافين ان الكتاب يمثل نصوصا لسيرة شعرية خيالية فيها نفس واقعي يلم برباط الوجد الصوفي الذي يتجلى في المعنى والمبني، فاذا كانت لغة التصوف وبنائها المعرفي حاضرة في النصوص فإن الشاعرة لم تقيدها بنى التصوف المعرفية فانطلقت الى افاق جديدة فالتقى الروحي والجسدي والخيالي والواقعي في صعيد واحد.

ووصف السعافين ابو ريشة بأنها في هذا الكتاب تمتلك :"طاقة لغوية مكتنزة مصدرها التراث ولاسيما التراث الصوفي ولغة الشعر الحديث ومعجم العصر الذي ينفتح على حقول المعرفة كلها، وفوق ذلك تمتلك جرأة واضحة في استخدام المفردات العامية وفي الاشتقاق وفي التصرف باللغة، ولا تعبأ بمن يزور عن العامية او الاساليب المبتدعة، فهي واثقة من قدرتها اللغوية ومن الارض الصلبة التي تقف عليها".

من جانبها رأت د. حفيظة احمد ان الشاعرة عبرة من خلال توظيفها للمفردات الصوفية عن مواجع الانثى ومعاناتها التي جعلتها تنكفئ على ذاتها وتحكي عن المثل التي تطمح اليها، وتقدم رؤية جديدة للكون والوجود، وتربط بين عالم التصوف وعالم النسوية والأنوثة.

وبينت احمد ان الكتاب هو عمل ابداعي شعري سردي سيري مكثف من حيث الايحاءات المتنوعة، والصور الشعرية والدلالات القوية المعبرة عن ذات شاعرة تمتلك اليات شعرية عميقة، قادرة على بلورة المفاهيم لخيال شعري غير متناه، نابعة من خبرة الحياة، ونهلت من معين التجربتين :"الصوفية والنسوية".

واوضحت احمد أن الكتابة عن الجسد ليس بالضرورة تعبيرا غرائزيا للاستثارة، ولكنها تمثل احيانا موقفا من الواقع وادانة له، والكتابة عن الجسد تعكس تحولا اجتماعيا ثقافيا نوعيا في الوعي الابداعي.

وأشارت احمد إلى جماليات الرائحة عند ابو ريشة حيث تلعب دورا اساسيا في استراتيجية الحواس كمقدمة للحضور واحيانا بديلة عنه، مشيرة إلى التقنيات التي يمتاز بها شعر ابو ريشة في كتاب "دفتر الرائحة".

وخلصت احمد الى ان ابو ريشة جمعت في هذا الكتاب بين رصانة اللغة الفصحى التقليدية واللغة العصرية، فمفرداتها قوية ثرية تكشف عن وفرة محصولها اللغوي، والى جانب الفصحى كثيرا ما تستخدم مفردات وتعبيرات حياتية عامية شائعة وجريئة تكسب السياق حيوية الاستخدام التداولي الاجتماعي كثيرا من الدلالات والقراءات المختلفة للسياق.

من جانبه قال الروائي والقاص هاشم غرايبة إنه قرأ هذا الكتاب وهو مخطوط عندما كان ضمن لجنة مشروع التفرغ الابداعي، مبينا ان مفتاح هذا الكتاب "المتعة"، وان ابو ريشة قدمت من خلاله قضية وهي "الحرية"، والشاعرة تكتب بحرية. وكانت أبو ريشة قد قرأت مجموعة من القصائد.