ترجمة كتاب “أنا ديناميت! حياة فريدريك نيتشه”

تاريخ النشر: 17 يونيو 2020 - 05:00 GMT
ترجمة كتاب “أنا ديناميت! حياة فريدريك نيتشه”

قد نعتقد بأننا نعرف كل شيء عن هذا الفيلسوف، فجميع أعماله مترجمة إلى اللغة العربية وقصته مع النساء معروفة، وكذلك شارباه اللذان قد يكونان أشهر شاربين. إلّا أنّ «سو بريدو» ستفاجئ القارئ، الذي لطالما انتابه الفضول حول هذا الفيلسوف الإشكالي، بتفاصيل جديدة عن حياته من طفولته حتى وفاته، وذلك بأسلوب أدبي ساحر وممتع.

تقول الكاتبة سو بريدو في السيرة الجديدة لحياة نيتشه التي صدرت بعنوان “أنا ديناميت! حياة فريدريك نيتشهإن تشديد هذا الرجل الصعب على “ضرورة التغلب على أنفسنا أصبحت تشويهها ضرورة التغلب على الآخرين”. وتكتب مجلة “إكونوميست” في مراجعتها الكتاب أن مسؤولية نيتشه عن جعل أفكاره سهلة التشويه مسألة فيها نظر. وإذا لم يكن نيتشه ديمقراطيًا بكل تأكيد، فإنه قال الكثير عن انحطاط القديم، وربما القليل جدًا عما يمكن أن يحل محله.

كان نيتشه فيلسوفًا إلى حد الجنون، فضح الأخلاق المسيحية، وقدم حداثة نقدية، وأراد أن يُرينا نهاية الحقيقة القديمة، وأن يجد سبلًا لتأكيد الحياة. تم هذا كله بعدما فارق الحياة.

مات الله!…. ونحن قتلناه!”. قال نيتشه كلماته الشهيرة هذه على لسان رجل مجنون في كتابه “العلم المرح” الذي نشره حين كان في أواخر الثلاثينيات من العمر. وبعد عقد على نشر الكتاب، بدأ يجد قراء له، لكن صاحبه أُصيب حينذاك بالجنون، فكان أحيانًا يتوهم أنه الله.

حدث هذا الانهيار العقلي في 3 يناير 1889 عندما شعر نيتشه بشفقة غامرة على حصان مضطهَد في شارع قرب مسكنه في تورينو. كانت بوادر أزمة أخذت تلوح في رسائله، كذلك في سيرته الذاتية “هو ذا الإنسان” التي يزهو فيها بنفسه.

بصرف النظر عن جنون العظمة في هذه السيرة، فإنها تجسد أهداف نيتشه الفكرية، وهي “فضح” الأخلاق المسيحية وتقديم “حداثة نقدية”، وأن يُرينا “نهاية الحقيقة القديمة” ويجد سبلًا لتأكيد الحياة على الرغم من كل شيء.

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({}); -->


توفي نيتشه بعد 11 عامًا من هذا الانهيار الذي أصابه بشلل عقلي وجسدي. وفيما كان يجلس صامتًا يعبث بالدمى، كانت شهرته تنتشر. وفي عام 1896، كتب ريتشارد شتراوس قصيدته الغنائية “هكذا تكلم زرادشت”، كناية بأشهر كتب نيتشه.

 

استخدم الموسيقار مالر كلمات من الكتاب في سيمفونيته الثالثة. وكان توماس مان وأندريه جيد ودبليو. بي. ييتس وجورج برناردشو يعتبرون أنفسهم نيتشويين.

كما كان لدى نيتشه معجبون مقيتون لأسباب عدة، منها جهود شقيقته إليزابيث فورستر نيتشه التي أصبح لا يحبها، وخاصة عندما تزوجت معاديًا للسامية؛ إذ كان نيتشه يكره النزعة القومية الألمانية ومعاداة السامية. كان بيرنهارد فورستر زوج إليزابيث مؤسس مستوطنة اسمها “ألمانيا الجديدة” في إحدى الغابات المطرية في بارغواي، حيث حاولت عائلات من مقاطعة سكسونيا أن تُري العالم ما يستطيع الألمان أن يحققوه حين يكونون بعيدين عن اليهود.
انتحر فورستر في عام 1889، وعادت إليزابيث إلى ألمانيا للعناية بشقيقها، ثم أمضت 35 عامًا في ترويج تركته الفكرية، وخاصة بين الفاشيين. في عام 1931، أرسل إليها موسوليني برقية تهنئة بمناسبة عيد ميلادها، فيما وضع هتلر إكليلًا من الزهور أمام تابوتها في عام 1935.

كان لدى نيتشه الكثير مما يجب أن يتغلب عليه في حياته التي يستعرضها كتاب بريدو واسع النطاق وذو الحساسية المرهفة في تناول موضوعه. فهو كان يعاني من أوجاع شديدة في الرأس والعين، ومن مشاكل في المعدة.

تقاعد في وقت مبكر من عمله أستاذًا للفلسفة في جامعة بازل. كان وحيدًا على الصعيد الفردي والمهني.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن