عن محيط
"النكبة" هو مصطلح أطلقه العرب عقب إعلان إسرائيل قيامها كدولة في الخامس عشر من مايو 1948 على حساب الأراضي الفلسطينية، بينما يطلق الإسرائيليون على هذا اليوم "يوم الاستقلال"، وقد ترتب على ذلك نشوب عدد من الحروب بين العرب وإسرائيل، ونتج عنها استيلاء الأخيرة على أجزاء كبيرة من الأراضي الفلسطينية وتشريد الشعب وتهجيرهم وتدمير مئات القرى، والاعتراف بقيام إسرائيل كدولة من قبل الغرب.
ثيودر هرتزل .. حلم بمدينة اليهود
هو صحفي يهودي نمساوي ولد في شهر مايو عام 1860 وهو نفس الشهر الذي وقعت فيه النكبة الفلسطينية بإعلان إسرائيل نفسها دولة على حساب الأراضي والشعب الفلسطيني ولكن مع اختلاف الأعوام.
التحق هرتزل بكلية القانون وحصل على الدكتوراه عام 1884، وعمل بمحاكم فيينا وسالزبورغ، ثم مالبث أن توجه إلى الأدب والتأليف، ونشر عدد من القصص والتي لم تلقى نجاحاً، ثم أتجه للعمل بالصحافة فعمل بباريس كمراسل لصحيفة Neue Freie Presse وبدأت تتشكل عنده تدريجياً أفكاراً معينة بأنه يجب أن يكون هناك بديل لوجود اليهود كمجرد أفراد مندمجين في المجتمعات الأوروبية، خاصة في ظل التيار المعادي للسامية.
وقد جاءت أفكاره هذه في إحدى كتبه التي نشرت عام 1896 بعنوان " Der Judenstaat " أو مدينة اليهود، وقد وضع هذا الكتاب على الرغم من عدم تحقيقه للكثير من النجاح البداية لتأسيس الحركة الصهيونية وذلك بعد انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل السويسرية في الفترة من 29- 31 أغسطس 1897 وانتخاب هرتزل رئيسا للمنظمة الصهيونية العالمية.
بعد انعقاد هذا المؤتمر بدأ هرتزل في التحرك والسعي من اجل إقامة وطن يهودي، فبدأ بنشر أفكاره في أوروبا، وعقد عدة محادثات مع شخصيات عديدة من دول مختلفة، مثل القيصر الألماني فيلهلم الثاني الذي التقى به عام 1898 مرتين في كل من ألمانيا والقدس، والسلطان العثماني عبد الحميد الثاني عام 1901، وذلك بحثاً عن مؤيدين للمشروع الصهيوني، ولكن باءت محاولاته بالفشل، فعندما عرض على السلطان عبد الحميد الثاني مبلغ من المال للحصول على فلسطين، جاء رد السلطان قاطعاً " لا أقدر أن أبيع ولو قدمًا واحدة من البلاد، لأنها ليست لي، بل لشعبي، لقد حصل شعبي على هذه الإمبراطورية بإراقة دمائهم، وفضلوا أن يموتوا في ساحة القتال، إن الإمبراطورية ليست لي، بل للشعب التركي، ولا أستطيع أن أعطي أحدًا أي جزء منها، ليحتفظ اليهود ببلايينهم، فإذا قسمت الإمبراطورية فقد يحصل اليهود على فلسطين بدون مقابل، إنما لن تقسم إلا جثثنا، ولن أقبل بتشريحنا لأي غرض كان".
وعد بلفور..أعطى من لا يملك لمن لا يستحق
وكانت أولى الخطوات التي اتخذها الغرب من اجل الاعتراف والتأييد لإنشاء الدولة الصهيونية على حساب فلسطين أرضاً وشعباً، هو ما عرف بوعد بلفور، وكان عبارة عن رسالة بعث بها وزير الخارجية البريطانية أرثر بلفور إلى اللورد ليونيل والتر روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية عام 1917 وفيها وعد من الحكومة البريطانية بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
وهنا ينطبق المثل أو الحكمة القائلة "أعطى من لا يملك لمن لا يستحق" وجاء في نص الرسالة التي تم إرسالها في الثاني من نوفمبر 1917 ما يلي :
عزيزي اللورد روتشيلد
يسرني جدا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:
"إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جليا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى".
وسأكون ممتنا إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علما بهذا التصريح.
المخلص
آرثر بلفور
وقد استمسك الصهاينة بهذا الوعد الذي يعد اعتراف رسمي من بريطانيا بحق الشعب اليهودي في وجوده من خلال دولة له، هذا بالإضافة إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أقرت في 29 من نوفمبر 1947م مشروعًا يدعو إلى إقامة دولة يهودية على الأراضي الفلسطينية.
تقسيم فلسطين
بدأ التطبيق الرسمي للانتداب البريطاني على فلسطين في أعقاب الحرب العالمية الثانية وبعد موافقة مجلس عصبة الأمم المتحدة في 29 سبتمبر 1923.
وفي 29 نوفمبر 1947 قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالموافقة على قرار تقسيم فلسطين إلى دولة يهودية ودولة عربية فلسطينية وتدويل منطقة القدس بمعنى جعلها منطقة دولية لا تنتمى لدولة معينة توضع تحت حكم دولى، وبالفعل عدت هذه الخطوة بمثابة بداية تحقيق للحلم الصهيوني والذي رحب بقرار التقسيم.
قررت الحكومة البريطانية إنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين في يوم 15 مايو 1948، في نفس اليوم الذي أعلن فيه المجلس اليهودي الصهيوني بتل أبيب قيام دولة إسرائيل، وعقب هذا الإعلان سارع الرئيس الأمريكي هاري ترومان بالاعتراف بدولة إسرائيل، تلاه بثلاثة أيام اعتراف من الاتحاد السوفيتي بها.
وبعد الإعلان عن قيام الدولة الصهيونية اشتعلت الحرب بين إسرائيل والدول العربية في 26 مايو 1948، والتي تمثلت في مصر وسوريا والعراق والأردن ولبنان، وأعلن جيش الدفاع الإسرائيلي تأهبه بأمر من ديفيد بن غوريون رئيس الحكومة الإسرائيلية المؤقتة.
واستمرت المعارك إلى أن تدخل مجلس الأمن التابع للأمم الدولية وفرض وقف إطلاق النار في العاشر من يونيو 1948، وحظر تزويد أطراف الصراع بالأسلحة ومحاولة الوصول إلى تسوية سلمية، إلا أنه تجدد القتال مرة أخرى في الثامن من يوليو من نفس العام من جانب الجيش الإسرائيلي، وتعرضت القوات العربية لسلسلة من الهزائم، نتيجة لضعف التسليح وفساد المعدات الحربية واختلاف الأنظمة العسكرية وأساليب تدريبها، هذا في مقابل الاستعدادات والأسلحة التي جهز بها الجيش الإسرائيلي والدعم البريطاني وتمويل إسرائيل بالأسلحة المختلفة.
وعقب الهزيمة فرضت إسرائيل سيطرتها على مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية، وتم توقيع اتفاقيات الهدنة بين كل من إسرائيل من جانب ومصر والأردن وسوريا ولبنان من جهة أخرى، وفي السابع من مارس 1949 وصى مجلس الأمن بقبول إسرائيل عضوا كاملا في الأمم المتحدة وفي 11 مايو 1949 أقرت الجمعية العامة هذه التوصية.
تهجير الشعب الفلسطيني
خلال حرب 48 تعرض الفلسطينيون للعديد من المذابح الوحشية والتي تسببت في تشريد ألاف الأفراد من أبناء الشعب الفلسطيني، وتدمير مئات المدن والقرى، منها جنين، حيفا، بيسان، بئر سبع وغيرها، وارتكبت العديد من المجازر الأخرى في حيفا، يافا، ودير ياسين، وقرية الحسينية وجنين والقدس وغيرها.
وقد بدأت المذابح الإسرائيلية قبل النكبة بسنوات عديدة ومنذ أن كانت فلسطين مازالت تحت الانتداب البريطاني، فارتكبت العصابات الصهيونية مثل الهاجاناة والشتيرن والإتسل مئات المجازر والتي راح ضحيتها ألاف الفلسطينيين من قتلى وجرحى، وذلك تحت مسمع ومرأى من البريطانيين والذين من المفترض كان الفلسطينيين تحت حمايتهم.
وبعد إعلان إسرائيل نفسها دولة بدأت في شن حملات الدعاية للدولة الجديدة وأعلنت عن استقبالها لليهود من كافة أنحاء العالم، ليصبحوا مواطنين فيها، وكان هذا في مقابل تهجير ألاف الفلسطنين وتدمير حوالي 500 قرية، ومازال التاريخ يدون إلى اليوم المسلسل الدامي المستمر تجاه الفلسطينيين.
الصراع في سطور:
1948 مذبحة دير ياسين
1956 مذبحة خان يونس
1956 العدوان الثلاثي على مصر - شاركت فيه إسرائيل، إنجلترا، وفرنسا
1966 معركة السموع - مهاجمة الجيش الإسرائيلي لقرية السموع الأردنية.
5 يونيو 1967 النكسة أو كما تسميها إسرائيل حرب الأيام الستة.
21 مارس 1968 معركة الكرامة بين الجيش الأردني والإسرائيلي
6 أكتوبر 1973 حرب بين مصر وسوريا من جانب وإسرائيل من الجانب الأخر.
1990 مذبحة المسجد الأقصى - حاول متطرفون يهود وضع حجر الأساس للهيكل الثالث في ساحة المسجد الأقصى، وتصدى لهم الفلسطينيون وكانت مجزرة بشعة.
28 سبتمبر 2000 انتفاضة الأقصى – دخول رئيس الوزراء الإسرائيلي إرئل شارون إلى المسجد الأقصى مع جنوده.
1994 مذبحة الحرم الإبراهيمي.
1996 اتفاقية نيسان "إبريل" بين إسرائيل ولبنان
1982 مذبحة صابرا وشاتيلا
2002 مذبحة مخيم جنين
2006 حرب تموز "يوليو" - بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله
2008 – 2009 حرب غزة – هجوم الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة.