يصنف كتاب "النسر المتمرّد"، لمؤلفه الأستاذ في معهد لندن الملكي البريطاني، هاليك كوشانسكي، في سياق المؤلفات التي ترصد ذكريات الحرب العالمية الثانية، التي انتهت قبل حوالي سبعة عقود، ولم تزل آثارها واضحة في نفوس الكثير من الأوروبيين، حتى وإن أقامت القارة الأوروبية إطاراً يجمعها، تحت تسمية "الاتحاد الأوروبي".
ويحاول المؤلف، ذو الأصل البولندي، شرح الأبعاد المأساوية التي عاشتها بولندا أثناء تلك الحرب. هذا خاصّة وأنها كانت البلاد الأوروبية الأولى التي وقعت تحت الاحتلال النازي.
وكانت البلاد الأخيرة التي تحررت منه.
ومن النقاط التي يؤكّد عليها، أن الجمهورية البولندية الفتيّة، وجدت نفسها بين فكّي كمّاشة نظامين شموليين، شكّلا تهديداً كبيراً ودائماً بالنسبة لها
وهما: النظام النازي الألماني والنظام الشيوعي الستاليني. ويبين أن هذين النظامين اتفقا على شيء واحد، هو "حذف بولندا من خارطة العالم".
وهذا ما ترجم أثناء الحرب العالمية الثانية، بمعاملة البولنديين كعبيد، طبقاً للمؤلف، ثمّ انصب عليهم الإرهاب الستاليني على أساس أنهم "بورجوازيون وأرستقراطيون، ينبغي فرض الثورة عليهم بالقوّة، ولو كان ذلك بقوّة السلاح".