صدر حديثًا عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، العدد الثالث عشر (صيف 2015) من مجلة "عمران" للعلوم الاجتماعية الإنسانية، وكذلك العدد الثالث عشر من مجلة "تبين" للدراسات الثقافية والفكرية، وهما مجلتان فصليتان علميتان.
وضمت "عمران" الدراسات والأبحاث التالية: دراسة عامر مهدي دقو "العلاقة بين التعليم الجامعي والديمقراطية في الوطن العربي"، وتبحث هذه الدراسة في العلاقة بين التعليم الجامعي ودعم الديمقراطية على مستوى الأفراد في عشر دول عربية هي: الجزائر، ومصر، والعراق، والأردن، ولبنان، وفلسطين، والسعودية، والسودان، وتونس، واليمن.
ويتميّز هذا البحث عن غيره من البحوث السابقة، بأنه يركز على منطقة الوطن العربي بدلًا من دراسة مجموعة كبيرة من الدول عبر القارات، لا تجمع بينها أي ثقافة أو حضارة مشتركة.
تهدف دراسة نضال المصري ومحمد الأغا "إدارة المواهب البشرية في الجامعات الفلسطينية، مقترح تطبيقي تنموي إستراتيجي"، إلى تقديم إطار مقترح لتطبيق إستراتيجية إدارة المواهب البشرية؛ لتحقيق التميز البحثي في الجامعات الفلسطينية، في ضوء مجتمع المعرفة، موظِّفًا المنهج الوصفي التحليلي.
وعمد علام محمد موسى حمدان، في دراسته "الطريق نحو الجامعات البحثية عالمية المستوى، دراسة شمولية في الجامعات العربية"، إلى توظيف نموذج الجامعات البحثية الهادف إلى استطلاع حوكمة التعليم العالي في الوطن العربي، ومدى جذب الجامعات العربية المواهب من الطلاب والأكاديميين والباحثين وتركيز هذه المواهب، ومدى تمتعها بالتمويل الكافي.
وافتتح عدد مجلة "تبيّن" أوراقه بمقال للدكتور عزمي بشارة بعنوان "مقاربات نقدية للرائج حول المثقف"، وفي هذا المقال يعود الكاتب إلى التصورات الرائجة حول المثقف، مميزًا إيّاه عن الخبير، وقد سبق للكاتب أن تحدّث باستفاضة عن المثقف في دراسته للمثقف والثورة، ويُعدّ هذا المقال تلخيصًا لتلك الأفكار، مع بعض الإضافات.
وفي باب الدراسات والأبحاث نقرأ دراسة بن سالم حمّيش، وزير الثقافة المغربي السابق "عن المثقفين وتحولات الهيجمونيا"، وفيها يعرّف الكاتب "المثقف" معتمدًا تعريفات سابقة، ومن خلال هذا التعريف يناقش أدوار المثقفين العرب في الأزمات المتتالية التي يتعرض لها العالم العربي، وهذه الدراسة في الأصل محاضرة ألقيت في المؤتمر السنوي الرابع للعلوم الاجتماعية والإنسانية، الذي عقد في مراكش – المغرب، من 19 إلى 21 آذار/ مارس 2015.
ونقرأ كذلك دراسة خالد زيادة، الباحث والأستاذ الجامعي اللبناني "المثقف والعسكري"، وفيها يستعرض الكاتب العلاقة بين المثقف والعسكري، بين العالم ورجل الدولة، في مدينتين شهدتا بواكير التحديث في العالم العربي والإسلامي، وهما القاهرة وتركيا، كما يتحدث عن محاولات السلاطين المتتالية السيطرة على العلماء والمثقفين، بالترغيب حينًا، وبالترهيب حينًا آخر.
ضمّ العدد كذلك، بحث فريدريك معتوق، العميد السابق لمعهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية "مثقفو الإنسيكلوبيديا الفرنسية ومثقف دائرة المعارف العربية"، يهدف البحث إلى تقديم مقارنة منهجية للطريقة التي اعتُمدت في إنتاج الإنسيكلوبيديا الفرنسية المعروفة على يد كوكبة من المثقفين الغربيين الملتزمين بأفكار التنوير في النصف الثاني من القرن الثامن عشر (1751 - 1772)، وتلك التي اعتُمدت في إنتاج دائرة المعارف العربية العتيدة على يد المعلم بطرس البستاني، الملتزم بأفكار النهضة العربية في الربع الأخير من القرن التاسع عشر (1876 - 1900).
فيما يختتم الباب مقال محمد الخراط، أستاذ الفكر الحديث والحضارة الإسلامية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة صفاقس – تونس "من أجل فهم مضاف للخطاب النبوي"، وفي هذا المقال محاولة لتطبيق بعض المناهج الحديثة على الخطاب النبوي وتدبّر أبعاده الدينية، ولاسيما عبر المنهج الأنثروبولوجي والمقاربة التداولية.
أمّا في باب "من المكتبة"، فاحتوى العدد على ترجمة لمقال للفيلسوف الألماني فالتر بنيامين "فلفشة مكتبتي، كلام على جمع الكتب"، والمقال من ترجمة ثائر ديب.