أعلنت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، عن إطلاق مشروع «جائزة أبوظبي للطفل العربي» و«شبكة الطفل العربي» التي ستكون عبارة عن قاعدة بيانات يستطيع من خلالها الأطفال والشباب التواصل مع أقرانهم وتبادل المعلومات وإقامة العلاقات الاجتماعية والإنسانية الوثيقة بينهم، وترسيخ مفاهيم الانتماء والانسجام بين الثقافة العربية والثقافات الإنسانية الأخرى، وتعزيز قيم التنمية المستدامة بمفهومها الشامل صحياً وبيئياً واجتماعياً وثقافياً واقتصادياً.
واعتبرت سموها، في كلمتها الافتتاحية لمؤتمر الأطفال العرب الدولي الـ31 الذي تستضيفه أبوظبي هذا العام، في الفترة من 13 الى20 نوفمبر الجاري، ان انعقاد المؤتمر في العاصمة الإماراتية يأتي تعبيراً رفيعاً عن التعاون والشراكة بين مؤسسة التنمية الأسرية ومؤسسة الملك الحسين في الأردن، كما يدل على العلاقات التاريخية الوثيقة التي تجمع بين البلدين الشقيقين. وعبرت سمو الشيخة في الكلمة التي ألقاها نيابة عنها وزير الدولة لشؤون الخارجية وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، د.أنور قرقاش، خلال الجلسة الافتتاحية التي اقيمت صباح أمس في قصر الإمارات بأبوظبي، عن سعادتها الكبيرة برعاية أعمال هذا المؤتمر، لما يشكلّه من إضافة نوعية للجهود التي تبذلها مؤسسة التنمية الأسرية في تربية النشء وتعليمه أساليب الحوار البنّاء، وتقبل الرأي الآخر واحترامه، وتعزيز القيم الإنسانية الإيجابية لدى الأطفال من خلال إتاحة الفرصة لهم للتعرف إلى ثقافات أقرانهم الذين جاءوا من مختلف دول العالم للمشاركة في هذا المؤتمر.
وأضافت «كلي ثقة بأن أطفالنا الذين يمثلون دولتنا سيقومون بواجب حسن الضيافة تجاه ضيوفهم وتعريفهم بما حققته الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، من إنجازات حضارية على مختلف الصعد، وإسهامات سموه في الرقي بالإنسان والمجتمع في دولتنا الحبيبة، وخدماته الإنسانية لغوث المحتاجين والمنكوبين من الأطفال والضعفاء في العديد من دول العالم. مؤكدة أن من حق أطفالنا الذين يعايشون التطورات المتسارعة التي يشهدها عالمنا المعاصر في مجالات شتى، أن تكون علاقتهم بها سلسة ومنظمة، وذلك من خلال إقامة علاقة متوازنة مع تقنية المعلومات، والاطلاع الدائم على اكتشافاتها وتطبيقاتها المتغيرة يوماً بعد يوم. وهذا يوفّر له صورة واضحة عما يواجهه من مستجدات، وكيفية التعامل معها، وتجنب مخاطرها وقطف ثمارها. ومن هذا المنطلق فإن رعاية الطفولة والأمومة، والتركيز على حسن تربية الطفل، والاهتمام بنشأته، هي من الأولويات التي علينا أن نضعها دائما في صلب اهتمامنا.
وقالت الملكة نور الحسين، مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة الملك الحسين، رئيسة المؤتمر، في الكلمة التي ألقتها نيابة عنها مديرة مؤسسة الملك الحسين، هناء شاهين، إن إتاحة الفرصة للشباب والشابات وتعزيز مقدرتهم على التكيف، والتسامح، والخروج من عزلة الانفراد، وحسن التعامل مع التنوع الثقافي ومع الآخر، من أهداف هذا المؤتمر، وهو بأهمية تنمية الطفولة ورعايتها من منطلق الالتزام الديني والوطني والقومي والإنساني النابع من عقيدتنا وقيمنا الاجتماعية السمحة ومن تراثنا ومبادئنا، وهو استجابةٌ لتطلعاتنا، وعلى شبابنا في مؤتمرهم هذا واجب الاستفادة، بالتفكير في أدوارهم، بالحوار وتبادُل الخبرات التي تثري تجربتهم، وتوسّع آفاقَهم، وتنير طريقهم للعمل. فالتنمية مسؤوليّة يتحملها الجميع»، مشيرة إلى ان المُؤتمر الذي تستضيفُه الإمارات في دورته الـ31 برعايتكم الكَريمة، هو إحدى الثمرات اليانعة لتلك المؤسسة التي تلتقي أهدافُها وتوجهاتُها وإنْجازاتُها مع توْأمها مؤسسة التّــنمية الأســريّة في أبو ظبي، فقد عملتا معًا على تعزيز الـمَثَل الأَسمى الذّي هـدف له والتزم به القائدان الرّائدان، وهو التنمية المستدامة المتمثلة في تحسين نوعية الحياة، والمساهمة في تحقيق راحة ورفاه الإنسان، وذلك بحسن إدارة الموارد الطبيعية والاستفادة منها بتوازن وتَدْبير صحيح يمكنّها من التّجدّد، فبالتصرف السّليم نضمن حقّ الأجيال في حياة كريمة وبَيْئة صحيحة متوازنة، وهذا وجه من حقوق الإنسان المستمرّة المبنيّة على طلَب السّلام والعدالة، ويتطابق مع كلمات الراحل الملك الحسين «إن حق الإنسان في العيش هو الأكثر قدسيّة بين حقوق الإنسان جميعها، ونوعية الحياة جزء أساسيّ من ذلك الحق».
وكانت فعاليات المؤتمر الذي يستمر حتى 20 نوفمبر الجاري، قد انطلقت صباح أمس، في قصر الإمارات بحضور سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وجلالة الملكة نور الحسين، كما شهدت الافتتاح الشيخة شمسة بنت حمدان آل نهيان، حرم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، والشيخة فاطمة بنت هزاع بن زايد آل نهيان، وعدد من الشيخات، ووزيرة الشؤون الاجتماعية مريم خلفان الرومي، ووزيرة الدولة د.ميثاء الشامسي، وعدد من القيادات ، كما شهد المؤتمر تقديم «اوبريت» عن التنمية المستدامة بالاشتراك مع مجموعة من طلبة مدرستي «الأصايل» و«ساس النخيل» في ابوظبي .
من جانبه، قال السفير فوق العادة للنوايا الحسنة في منظمة «امسام» التابعة للأمم المتحدة، الفنان الإماراتي حسين الجسمي «من خلال متابعتي لأهداف المؤتمر هذا العام، لفتني موضوع تنمية وتعريف المشاركين بمفهوم «التنمية المستدامة» من الجوانب البيئية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، الى جانب الصحية، التي نعمل من أجلها في منظمة «إمسام» الدولية، تحت مظلة الغذاء العالمي لاستخدام الطحالب الدقيقة «سبيرولينا» في مكافحة سوء التغذية، وهو من الأجزاء المهمة عالمياً التي نبحث من خلال التقارير الأبحاث أن نرفع من متضرري هذه الفئة من الناس الذين يعانون مسوء التغذية، خصوصاً الأطفال منهم الذين يشكلون بنية المستقبل لهؤلاء الشعوب التي تعاني هذا النقص، راجين من خلال هذا المؤتمر العربي الدولي أن نسهم ونتكاتف من أجل نشر المزيد من الوعي لدى المشاركين والمتابعين».
وفي كلمته؛ حذر مدير شعبة التنمية المستدامة بإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في الأمم المتحدة، نيخل سيث، من تدهور الأوضاع الانسانية على كوكب الأرض في ظل الزيادة الكبيرة في عدد السكان، ونقص الموارد الطبيعية، وندرة المياه، مشدداً على أن الأطفال يمكنهم ان يلعبوا دوراً مؤثراً في دعم التنمية المستدامة ونشر الوعي بها. الامارات اليوم