كتاب «الأمعاء: قصة العضو الأكثر جهلاً به في جسدنا» يتصدر قائمة الكتب الاكثر مبيعاً

تاريخ النشر: 17 أغسطس 2015 - 05:16 GMT
البوابة
البوابة

هناك بعض الكتب ــ الظواهر من حيث أنها تقفز بسرعة كبيرة إلى رأس قائمة الكتب الأكثر انتشاراً في بلدانها وأحياناً على الصعيد العالمي، رغم أن مؤلّفيها ليسوا من بين المشاهير. ومن هذه الكتب العمل الذي صدر هذا العام في ألمانيا أوّلاً لتتم ترجمته سريعاً إلى العديد من لغات العالم في 26 بلداً. تجدر الإشارة أن رقم مبيعات هذا الكتاب تجاوز المليون نسخة.

يحمل الكتاب عنوان «الأمعاء: قصة العضو الأكثر جهلاً به في جسدنا». والمؤلفة «جوليا هي طبيبة ألمانية شابّة أصبحت «نجمة» حقيقية بعد صدور هذا العمل الذي يحتل مكان الصدارة في رقم المبيعات في العديد من البلدان منذ عدّة أسابيع. وموضوعه كما يدل عنوانه هو «الأمعاء»، هذا العضو «الأدنى قيمة»، منذ القديم حتى اليوم، بين أعضاء الجسد الإنساني، مقارنة بالدماغ أو القلب أو الرئتين أو غير ذلك من الأعضاء.

وتشير المؤلفة في هذا السياق إلى أن اهتمامها بالأمعاء استجدّ عندما اكتشفت أن تغييرها لنظامها الغذائي أدّى إلى شفائها من مرض جلدي خطير تمثّل منذ سن السابعة عشرة بتشقق جلدها ومعاناتها المبرحة من الجروح المدمّاة. لقد كان تعاطي أدوية تحتوي على «الكورتيزون» قد خفف من مرضها، لكن كان يكفي أن تتوقف عن تعاطيها حتى تعود الحالة المرَضية. وكان التحسّن الحقيقي عندما غيّرت من نمط غذائها. تكتب «كان ذلك نجاحاً حقيقياً بالنسبة لي وفرصة لفهم عميق أنه يمكن للمعرفة أن تكون سلاحاً. فقررت عندها أن أشرع بدراسة الطب»، كما نقرأ في مقدّمة الكتاب.

الصفحات الأولى من هذا العمل مكرّسة للقيام بعملية توصيف دقيقة لـ«الجهازالهضمي». ثم تستعرض المؤلفة ــ الطبيبة نتائج البحوث الطبيّة الأخيرة حول دور «الدماغ الثاني»، أي «الأمعاء»، في سلامة عمل البدن عملياً وذهنياً وآليات تأثيره في عمل مختلف أعضاء الجسد الإنساني.

وعلى صعيد «العلل» التي تصيب الجسد تشرح المؤلفة أنه للجراثيم ــ الميكروبات التي تسكن الأمعاء ــ دور في الكثير من المشاكل الصحيّة «الجديّة» والتي ليس أقلّها «الزيادة المفرطة للوزن» و«حالات الانهيار العصبي» و«مرض باركنسون» و«الزهايمر» و«مختلف أمراض الحساسية» و«أمراض الجلد» والسلسلة لم تنته بعد..

وعلى مدى صفحات الكتاب أيضاً تؤكّد المؤلفة ضرورة احترام مجموعة من القواعد «الصحية» على أساس «تغيير نمط السلوك الغذائي» و«تجنّب تعاطي بعض أنواع الأدوية» و«تطبيق بعض أشكال السلوك التي يمكنها أن تكون ذات نتائج إيجابية بالنسبة للبدن».

وفي مقدّمة النتائج الإيجابية التي تحددها المؤلفة إمكانية أن يحسّ الإنسان بأنه «أفضل جسدياً». ولكن أيضاً وخاصّة أنه «أفضل ذهنياً». وبالتحديد أيضاً تؤكّد المؤلفة أن «تجاهل» الأمعاء يتم على خلفية أنها أقل أهمية من أعضاء أخرى في البدن، خاصّة الدماغ والقلب على اعتبار أنهما «مسؤولان» عن كل ما يخص الصحّة الإنسانية. والإشارة إلى أن مثل هذا الاعتقاد هو الذي يسود منذ عدّة قرون.

وهذا الكتاب في أحد جوانبه بمثابة دليل للاسترشاد فيه بمجال هذا الجانب الصحي «المركزي». هذا مع الإشارة إلى أن لا علاقة له بسلسلة الكتب التي كرّسها أصحابها لشرح أنظمة غذائية ــ ريجيم. لكنه يعطي بعض التوجيهات ذات الأساس الطبّي من أجل تغذية سليمة.