صدر حديثا رواية “الحديقة الخلفية” للكاتبة شهير إدريس، تتناول فيها أنواعًا من الحب، وتلخص أنواعًا من النساء، فنرى الحالمة برضى “شهريار”، وتلك الحائرة التي تشتعل تارة وتنتظر طورًا، وتلك المتمردة التي لا يعجبها أحد.
الحديقة السرية أو السحرية، حيث الخطايا تنادينا نحن النساء. خطايا مغرية، مخلّصة، مقدسة خطايا، لا بد منها للاستمرار. لا بد منها لنشعر أننا هنا، جميلات بعد الأربعين، بل خطرات وأكثر إغراءً. لنشعر أننا نحن أسياد اللعبة، نحن من يحرك آدم.
آدم المضحك الذي يظن أنه يعبث بنا، بمزاجه ويسجّل أهدافاً في مرمى مجتمعات مضحكة هي الأخرى. فلا هو يدرك، ولا مجتمعاته أيضاً، إننا نستغبيهما معاً، كي نشعل مزاجنا نحن. مزاجنا الممنوع إعلانه، والذي نغلّفه بالسذاجة، لصالح نجاح مغامرات لا أحد يديرها غيرنا.
هو في الحقيقة، جوانب مختلفة من امرأة واحدة، إن أردتُ أن أفضح بصدق و”أنشر” بحب هي حاضرة، وكل امرأة في الكتاب هي وهو حبيبها، الذي موّهت الكثير من ملامحه. هو حاضر أيضًا يحبها، تنتظره يهجرها، تنتظره يحيها، تنتطره يقتلها، تنتظره يرحل، تنتظره يعود… تنتظره.
في” الحديقة الخلفية”، نبحث عن ذواتنا مهما كان الثمن، حتى لو كنا سنخسرها نتيجة البحث المسموم.