يكتب الشاعر اللبناني أمثل اسماعيل، بأسلوب فيه كثير من الخصوصية والتفرد ويطلّ بهذه السمات من خلال مجموعتيه الأخيرتين، إلا انه في المجموعة التي خصصها للشعر الغزلي أورد هذا الغزل حافلا بالصور المادية وإن تكن على قدر من التفرد.
مجموعتا أمثل اسماعيل هما «الحياة وما يشبهها»، والثانية هي «قلب.. في أجساد عدة»، وردت الأولى في 94 صفحة صقيلة متوسطة القطع، بينما جاءت المجموعة الثانية في 138 صفحة صقيلة أيضا ومتوسطة القطع. صدرت المجموعتان عن «دار نلسن» في السويد ولبنان.
حملت المجموعتان بعض ما قاله عدد من الأدباء والنقاد في شعر إسماعيل من خلال مجموعات سابقة.
قال الشاعر محمد علي شمس الدين: "يدخل في نصوصه الشعرية الشديدة النضج والخصوصية ممسكا بزمام لغة متينة مشبوكة وأصيلة وبلاغة محبوكة ومتقنة... إلى حيث ليس فقط الصورة جديدة ومبتكرة بل الحالة أيضا".
وذكر الشاعر والكاتب عبده وازن: "قصيدته مكثفة نابضة مصقولة..."، وكتب الشاعر عباس بيضون يقول إن أعمال الشاعر تدل على "تمرسه ودرايته وتملكه لعصب العبارة العقلية".
أما الشاعر والكاتب زهير غانم فقد قال عنه: "هو نسّاج لغة فريدة وخزّافها وجوهرجيها ومشمّسها ومقمّرها وعاجنها وخابزها... لغته طقوسية خارجة عن قوانين التعبير باستعارات غرائبية ومجازات عجائبية واشتقاقات مدهشة وألفاظ عامية تأني حفرا وتنزيلا في سياق تعبيره..."، ومن قبل قال الشاعر الراحل فؤاد رفقة "حدثة الحداثة أو أمثل اسماعيل".
في مجموعة «الحياة وما يشبهها»، نقرأ بعضا من ذلك الشعر الشديد الخصوصية. يكتب أحيانا تحت أرقام. يقول في بدايات المجموعة "مشرقا / يقتات على روحه الصابرة كما النهار على الشمس / لا يطرب لربابة الحياة / لا يجيد الانحناء للعاصفة / يجيد الانكسار المجيد / تلو الانكسار".
وفي مكان آخر يقول: "قدم / على متن جرحه المزمن / ليمخر عرض الشوك المسعور /... له يضحك الوعر الطويل".