CIA تفقد السيطرة على المخابرات العراقية وفرار 150 سجينا في الموصل

تاريخ النشر: 07 مارس 2007 - 07:35 GMT
افادت تقارير اميركية ان وكالة الـ CIA فقدت السيطرة على الاستخبارات العراقية ، فيما ارتفع عدد ضحايا تفجيرات الحلة الى اكثر من 117 قتيلا وفي تطور غير مسبوق اكد الشرطة العراقية ان مسلحين اقتحمو سجنا في الموصل واطلقوا سراح 150 سجينا

السيطرة على الاستخبارات

بعيدا عن الصراع الدموي المتواصل يوميا في شوارع العاصمة العراقية بغداد، يبدو أن هناك صراعا خفياً آخر بدأت تتكشف معالمه، وهو صراع السيطرة على أجهزة الاستخبارات العراقية، والذي كما يبدو يشكل رهانا صعبا للإدراة الأمريكية، وبدأ يؤرقها.

فوكالة الاستخبارات الوطنية العراقية، ممولة بالكامل من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA وفق ما أكدته مصادر عسكرية واستخباراتية، وليست ممولة من قبل الحكومة العراقية.

ومنذ الإطاحة بنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، نشرت الـCIA أكثر من 500 عنصر لها في العراق، وفق ما أكدته مصادر استخباراتية، ما جعل المنطقة الأكبر لعمليات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في العالم، حتى أن هذه العمليات هي أكبر من تلك التي كانت في سايغون إبان حرب فيتنام.

كما أن الإدارة الأمريكية هي من كان وراء تعيين محمد عبد الله شهواني مديرا لوكالة الاستخبارات الوطنية العراقية.

غير أن الأحوال تغيرت حاليا، ويبدو أن السيطرة الأمريكية على أجهزة الاستخبارات العراقية أصبحت مهددة. فقد حددت وثيقة صادرة عن وكالة الاستخبارات الوطنية العراقية برنامج عمل جديد لعالم الاستخبارات العراقي والعاملين فيه. وبموجب هذه الخطط فإن كل المعلومات الاستخبارية المجمّعة ستخضع لإشراف الحكومة المركزية العراقية الصديقة مع إيران.

إلا أن مسؤولين عراقيين رفيعين يزعمون أن وكالة الاستخبارات الوطنية العراقية بعيدة عن سيطرة ونفوذ رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، كما أن شهواني هو محور تحقيق من قبل الحكومة العراقية لمزاعم غير محددة تتعلق بالفساد، كما أنه لم يشاهد في الأشهر الثلاثة الأخيرة.

وقال أياد علاوي أحد حلفاء واشنطن والذي رأس الحكومة العراقية المؤقتة "لا أعلم ما إذا كان ذلك هجوما ضد الاستخبارات الأمريكية، لكن لا شك أن ما يحصل هو هجوم سياسي ضد شهواني."

يُذكر أن أحد أنداد شهواني هو وزير الأمن الوطني العراقي شيران الوائلي، الذي يتفاخر بعلاقاته مع الإيرانيين، فيما ينأى بنفسه عن الأمريكيين. ففي السنوات الثلاثة الأخيرة، توسعت وزارة الوائلي لتضم ثلاثة آلاف عنصر استخباراتي، كما يتوقع لها أن تتطور أكثر، وفق مصادر استخباراتية أمريكية.

وكان الوائلي قال في تصريحات أن دور القوات المتعددة الجنسيات في العراق هو دور داعم لمسألة الأمن وأنه لدى وزارته علاقة جيدة معهم، مضيفا "إلا أننا لا نساوم ولا نتخذ طرفا مع أحد.. الأمريكيون يمنحونا دعما معنويا وليس دعما لوجيستيا."

اقتحام السجن

ميدانيا قالت الشرطة العراقية إن عشرات المسلحين الذي تتزعمهم القاعدة اقتحموا سجنا عراقيا في مدينة الموصل الشمالية يوم الثلاثاء واطلقوا سراح ما يصل الى 140 سجينا في واحدة من اكبر عمليات الهروب من السجن منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003. وقال مسؤولون إن ما يصل الى 300 مسلح يتزعمهم أبو عمر البغدادي زعيم جماعة دولة العراق الاسلامية التي أعلنت عن نفسها هاجموا سجن بادوش في شمال غرب الموصل بعد الغروب مباشرة في المدينة المختلطة عرقيا وتغلبوا على الشرطة التي اضطرت لطلب الدعم من الجيش الامريكي.

وقال هشام الحمدوني عضو حكومة الموصل الاقليمية ان أبو عمر البغدادي شارك في الهجوم بنفسه. ودولة العراق الاسلامية كيان شكله جناح تنظيم القاعدة في العراق وجماعات أخرى للمسلحين السنة في أكتوبر تشرين الاول الماضي.

وقالت الشرطة ان معظم السجناء يعتقد انهم من المتمردين.ولم يتضح ما اذا كان قد وقعت اشتباكات بين المسلحين والشرطة خلال الهجوم. وكان ايهم سبعاوي ابن شقيق صدام حسين قد هرب من نفس السجن في ديسمبر كانون الاول بعد اتهامه بتمويل التمرد السني المسلح ضد القوات الامريكية والحكومة التي يقودها الشيعة وأكد الوائلي أنه الشخص وراء قيام هذه الوزارة، التي بحسب تقارير أصبحت منظمة استخباراتية لم تكن واشنطن وحلفائها تتحسب لها. وأوضحت مصادر استخباراتية عراقية، أن الخطة الاستخباراتية الجديدة ستقدم قريبا للجمعية الوطنية العراقية (البرلمان) ما أن تنال موافقة المالكي.

177قتيلا شيعيا

في الاثناء اعلنت مصادر طبية عراقية الاربعاء ان حصيلة ضحايا التفجيرين اللذين استهدفا زوارا شيعة كانوا متوجهين سيرا على الاقدام الى كربلاء الثلاثاء ارتفعت الى 117 قتيلا و 173 جريحا.

وكانت مصادر طبية واخرى امنية اعلنت الثلاثاء مقتل تسعين شخصا وجرح نحو 160 اخرين في التفجيريين اللذين نفذا باحزمة ناسفة. وقال الطبيب علي الشمري من مستشفى الحلة الجراحي ان "عدد الضحايا في التفجيريين الانتحاريين وصل الى 117 قتيلا و173 جريحا" موضحا انه "ما زال من المتوقع ارتفاع الحصيلة".