9 شهداء واسرائيل ترفض التفاوض وتستنجد بالصليب الاحمر لاستعادة اشلاء جنودها الستة

تاريخ النشر: 11 مايو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

قتلت قوات الاحتلال الاسرائيلي فلسطينيا شمال القطاع و8 اخرين خلال عملية عسكرية ما تزال متواصلة في حي الزيتون بغزة. وفيما رفضت الدخول في مفاوضات مع الفصائل لاستعادة اشلاء جنودها الستة الذين قتلوا في العملية، الا انها استنجدت بالصليب الاحمر وطالبته ببذل مساع في هذا الاتجاه. 

وأعلنت مصادر طبية فلسطينية مساء الثلاثاء، عن استشهاد فلسطيني برصاص قوات الاحتلال في منطقة أبو صفية شمال شرق قطاع غزة. 

وقال الطبيب معاوية حسنين مدير عام الطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية "إن الشهيد هو المواطن أحمد عبيد (12 عاماً)". 

وفي وقت سابق اعلن حسنين عن استشهاد فلسطيني متاثرا باصابته بشظايا صاروخ اطلقته القوات الاسرائيلية في حي الزيتون في مدينة غزة، ما رفع الى ثمانية عدد الشهداء الذين سقطوا خلال العملية العسكرية التي بدأتها القوات الاسرائيلية في الحي منذ صباح الثلاثاء. 

واوضح ان "الشهيد هو المواطن محمد عاشور دغمش (23 عاماً) الذي اصيب بشظايا صاروخ اسرائيلي قرب مسجد علي بن ابي طالب في حي الزيتون". 

كما اشار حسنين الى ان اكثر من 110 فلسطينيين اصيبوا بجروح في العملية الاسرائيلية التي ما تزال متواصلة في الحي. 

وقد اعلن الجيش الاسرائيلي عزمه البقاء في الحي حتى استرداد "اشلاء" 6 من جنوده تم تفجير ناقلتهم خلال العملية العسكرية التي شنها في الحي صباح الثلاثاء بمساندة عشرات الدبابات والاليات العسكرية وتحت غطاء امنته المروحيات الحربية. 

وقال قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الاسرائيلي الميجور جنرال دان هارل ان القوات الاسرائيلية ستبقى في حي الزيتون الى ان تستعيد بقايا الجنود الستة.  

واضاف "نحن تتحقق من كل سطح وكل شرفة للعثور على بقايا الناقلة وجثث جنودنا".  

ونسف المقاومون الناقلة الاسرائيلية خلال الغارة التي شنتها القوات الاسرائيلية على المدينة وقتلت خلالها بالرصاص خمسة فلسطينيين، ثم قتلت فلسطينيين اثنين في غارة على سيارة كان المستهدف فيها ناشط بارز اكدت مصادر فلسطينية انه نجا من هذه الغارة.  

وقالت مصادر عسكرية اسرائيلية ان الناقلة كانت تحمل متفجرات لاستخدامها في نسف ورش يستخدمها نشطون فلسطينيون لتصنيع السلاح والتي كانت هدف الغارة الرئيسي.  

وقال مسؤول عسكري رفيع ان الناقلة اصطدمت بلغم قوي محلي الصنع و"نسفت وتناثرت اجزاؤها".  

ويعد تدمير العربة العسكرية الاسرائيلية اعنف ضربة توجه للقوات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2002 حين قتل مسلحون تسعة جنود اسرائيليين وثلاثة رجال امن من المستوطنين اليهود في مدينة الخليل التي تشهد الكثير من المصادمات بالضفة الغربية.  

واعلنت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس مسؤوليتها عن تفجير الناقلة وقالت في بيان ان لديها تصويرا للعملية ولعدد من "جثث الصهاينة".  

وعرض ملثمون فلسطينيون جالوا في شوارع غزة بعد الانفجار، "اشلاء" اكدوا انها لجنود اسرائيليين قتلوا في الانفجار.  

وتوجهت إسرائيل إلى منظمة الصليب الأحمر الدولي، وطلبت منها بذل مساع لدى الفلسطينيين لاعادة هذه الاشلاء.  

ونقل موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" على الانترنت عن ممثل المنظمة في إسرائيل، أوري مَساد، قوله "إن السلطات الإسرائيلية قد توجهت بالفعل إلى الصليب الأحمر، الذي يعمل كوسيط محايد، وطلبت منه التوجه إلى الفلسطينيين ومطالبتهم بإعادة أشلاء الجثث دون تأخير".  

وقام الصليب الأحمر بنقل المطلب الإسرائيلي إلى المنظمات الفلسطينية التي اعلنت انها ستضع شروطا لاعادة الاشلاء.  

وكانت كل من حركة الجهاد الاسلامي وكتائب شهداء الاقصى وكتائب القسام ان لديهما بقايا جثث الجنود الاسرائيليين وان لهما مطالب في مقابل تسليمها. 

اسرائيل لن تتفاوض لاستعادة الاشلاء 

غير ان الحكومة الامنية الاسرائيلية التي اجتمعت برئاسة شارون مساء الثلاثاء اكدت انها لن تتفاوض لاسترداد هذه الاشلاء. 

وقد توعد شارون في وقت سابق الثلاثاء، بمواصلة ضرب "اعداء" اسرائيل في اي مكان يختبئون بعد مقتل الجنود الستة.  

وقال شارون في كلمة أمام البرلمان "اليوم تلقينا رسالة مؤلمة تذكرنا بالثمن الباهظ الذي ندفعه في كفاحنا للدفاع عن بلادنا وأمن مواطنينا." 

وقد ألغى شارون، جميع اجتماعاته التي كان من المقرر عقدها الثلاثاء وبدأ مشاورات أمنية هاتفية مع قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، كما سيجتمع في وقت لاحق بأعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، وذلك في جلسة مشاورات لمناقشة كيفية الرد على عملية تفجير الناقلة.  

وعلى صعيده، أوعز وزير الدفاع الإسرائيلي، شاؤول موفاز، إلى قوات الجيش بمواصلة النشاط الذي تقوم به في حيّ الزيتون بمدينة غزة. 

وقال موفاز خلال جلسة مشاورات أمنية "سوف نواصل العملية بهدف إعادة الأبناء إلى بيوتهم". 

السلطة تتهم اسرائيل بالاعداد لاعادة احتلال غزة 

ومن جهتها، فقد اتهمت السلطة الفلسطينية الحكومة الاسرائيلية بانها تهدف من عملية التدمير والقتل الواسعة التي تقوم بها في حي الزيتون التمهيد لاعادة احتلال غزة. 

وقال صائب عريقات وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني في تعقيبه على العملية العسكرية الاسرائيلية المستمرة في قطاع غزة أن "الحكومة الاسرائيلية تريد من وراء هذا التصعيد التمهيد لاعادة احتلال غزة بعكس ما تظهره في سعيها للانسحاب منه" 

واضاف "نحن ندين هذا التصعيد العسكري وسياسة القتل وتدمير المنازل" مشيرا الى ان "الرئيس ياسر عرفات اجتماع طارئ اليوم للقيادة الفلسطينية بحضور رئيس الوزراء أحمد قريع لبحث هذا التصعيد". 

وقال عريقات ان السلطة بدأت "اتصالات مكثفة مع المجتمع الدولي ومع سكرتير عام الامم المتحدة وأعضاء اللجنة الرباعية في محاولة لوقف هذا العدوان الخطير على أبناء شعبنا". 

وبدوره قال احمد قريع رئيس الوزراء الفلسطيني للصحفيين ان اسرائيل لا تريد السلام ولا عودة الهدوء وانه كلما حاول الفلسطينيون اعادة السلام تقوم بعمليات عسكرية جديدة.—(البوابة)—(مصادر متعددة) 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن