كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن قسم إعادة التأهيل في وزارة الدفاع التابعة للاحتلال الإسرائيلي يعالج حاليًا نحو 80 ألف جندي من المصابين، من بينهم 26 ألفًا يعانون من اضطرابات نفسية، وسط تصاعد القلق من تفشي الانتحار في صفوف العسكريين.
وبحسب الصحيفة، فإن قسم التأهيل وصف الوضع بأنه "تحدٍّ وطني كبير"، في ظل ارتفاع غير مسبوق في حالات الإصابة النفسية. وأضاف التقرير أن الوزارة تخصص أكثر من نصف ميزانيتها السنوية – نحو 4.2 مليارات شيكل (ما يعادل 1.2 مليار دولار) – لخدمات علاج المصابين بأمراض واضطرابات نفسية.
وفي سياق متصل، اعتبر الكاتب والمحلل الإسرائيلي إفرايم غانور في مقال نشرته صحيفة معاريف أن "اضطراب ما بعد الصدمة" تحوّل إلى "وباء صامت" داخل المجتمع الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن آثاره ستظهر بشكل أوضح وخطر بعد انتهاء العمليات العسكرية.
وأوضح غانور أن 45 جنديًا في جيش الاحتلال أقدموا على الانتحار منذ بدء الحرب، وهو رقم أثار قلقًا بالغًا داخل المؤسسة العسكرية والمجتمع الإسرائيلي على حد سواء.
وتأتي هذه الأرقام في ظل سلسلة من الحروب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث يقود حرب إبادة جماعية في قطاع غزة أدّت إلى سقوط أكثر من 211 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب مئات آلاف النازحين، وانهيار البنية التحتية الصحية والإنسانية في القطاع المحاصر.
كما شن الاحتلال الإسرائيلي حربًا على لبنان بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 ونوفمبر/تشرين الثاني 2024، إضافة إلى هجوم عسكري على إيران في يونيو/حزيران الماضي، وغارات جوية متواصلة على سوريا واليمن، في إطار سياسة عسكرية توسعية مدعومة من الولايات المتحدة.
