7 شهداء في عبسان وبلاطة واسرائيل تعد خطة لاضعاف حماس قبيل انسحابها من غزة

تاريخ النشر: 21 مارس 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

كشفت اسرائيل عن انها تعد خطة لاضعاف حماس قبيل انسحابها من القطاع في اطار خطة فك الارتباط التي يلتقي رئيس الوزراء ارييل شارون وزراء الليكود لحثهم على تاييدها. ياتي ذلك فيما قتلت القوات الاسرائيلية 6 فلسطينيين في عبسان شرق خانيونس وفتى بمخيم بلاطة اضافة لجرحها العديدين خلال قمعها تظاهرة ضد الجدار.  

وابلغ وزير الدفاع الاسرائيلي شاوول موفاز مجلس الوزراء الاحد ان المؤسسة العسكرية تعد خطة تهدف الى اضعاف حركة حماس بشكل كبير جدا قبل ان تنسحب اسرائيل من قطاع غزة. 

ووصف موفاز حركة حماس بانها "العدو الاساسي والاستراتيجي لاسرائيل" عشية تطبيق خطة رئيس الوزراء ارييل شارون الخاصة بالانفصال من جانب واحد عن الفلسطينيين. 

وقال موفاز ان العملية التي ستشن ضد حماس ستتضمن احباط هجمات "ارهابية"، ووقف تحويل الاموال الى الحركة، وعمليات لتدمير للبنية التحتية المساندة واجراءات اخرى. 

واضاف ان المؤسسة العسكرية ترى ان الاهمية الخاصة هي لاضعاف المنظمة قبل ان تنسحب اسرائيل من غزة. 

وقال "في ضوء موجة الارهاب علينا ان نقرر خلق موجة مضادة من الضغط المتواصل والحثيث على مجموعات حماس والتنظيم (كتائب الاقصى التابعة لحركة فتح) الارهابية، والمدعومة من حزب الله (الشيعي اللبناني)". 

واضاف انه "كجزء من هذه العملية فقد قمنا بشن غارة جوية الاسبوع الماضي على منشأتين لتصنيع الاسلحة في غزة وحاولنا اغتيال محمد حاروف الذي يقف وراء الهجوم على معبر ايريز" في وقت سابق من هذا الشهر. 

وخلال زيارته الاخيرة الى واشنطن، قال موفاز ان محادثاته مع المسؤولين في الادارة الاميركية اعطته انطباعا بان هؤلاء يؤيدون استراتيجيا خطة شارون لفك الارتباط، لكن لديهم الكثير من الاسئلة حول التفاصيل النهائية للخطة وتطبيقها. 

شارون يلتقي وزراء ليكود  

الى ذلك، يلتقي رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الاحد أعضاء حكومته من حزب ليكود لحثهم على دعم خطة للانسحاب من معظم غزة لتعزيز موقفه خلال محادثات يجريها مع الرئيس الاميركي جورج بوش.  

وقال مسؤول اسرائيلي كبير قبل أن يقدم شارون الخطة لأول مرة لوزراء ليكود في ائتلافه الحاكم "الشيء المهم الحصول على إجماع هنا وفي الخارج حتي يمكن للخطة أن تمضي قدما."  

وتواجه خطة شارون للمضي قدما بشكل منفرد في حالة استمرار جمود خطة"خارطة الطريق" التي تدعمها الولايات المتحدة وسط أعمال العنف معارضة قوية داخل ائتلافه الحاكم وأثارت قلقا بين الفلسطينيين.  

وتقول مصادر سياسية إن شارون يؤيد إخلاء معظم المستوطنات اليهودية في قطاع غزة والتي يبلغ عددها 21 مستوطنة وعدة مستوطنات معزولة في الضفة الغربية ولكن شركاءه المؤيدين للمستوطنين في ائتلافه الحاكم هددوا بإسقاط حكومته بسبب هذه الخطة.  

ويحتاج شارون لدفعة من وزراء ليكود لوضع اللمسات الأخيرة على المبادرة قبل قيامه بزيارة للولايات المتحدة في نهاية الشهر الجاري بهدف الحصول على دعم بوش. ولا يؤيد الاقتراح سوى عدد قليل من الوزراء.  

وفي سياق متصل، فقد أفادت صحيفة "الأهرام" المصرية أن وفدًا أمنيًا مصريًا سيصل، خلال الأيام القريبة، إلى قطاع غزة بهدف للالتقاء بقادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية لبحث احتياجاتها الأمنية عشية الانسحاب الإسرائيلي من القطاع.  

وقال وزير شؤون المفاوضات في السلطة الفلسطينية، صائب عريقات، إن الوفد المصري يسياعد في تدريب وتأهيل الأجهزة الأمنية الفلسطينية من أجل استعادة الأمن ووضع حد للفوضى التي تسود قطاع غزة.  

وكانت مصادر فلسطينية قد ذكرت في وقت سابق أن وفدا أمنيا رفيع المستوى سيزور قطاع غزة خلال الايام القليلة المقبلة للتباحث مع رؤساء الاجهزة الامنية الفلسطينية بشأن الارتقاء بمستوى أداء الاجهزة الامنية الفلسطينية بعد انسحاب إسرائيل من القطاع  

وفي الوقت نفسه اعلن عضو المجلس التشريعي الفلسطيي والقيادي في حركة فتح حاتم عبد القادر بأن الوفد المصري سيعمل أيضا على استئناف الحوار بين السلطة الفلسطينية وبين مختلف الفصائل في محاولة "لوضع جميع الفصائل أمام مسئولياتها الوطنية والقومية."  

وقال عبد القادر إن "مصر تحضر لاستضافة جولة جديدة للحوار الفلسطيني الفلسطيني في الفترة القريبة في ظل التطورات التي يمكن أن تشهدها الاراضي الفلسطينية في حال تنفيذ شارون خطته بالانسحاب من قطاع غزة".  

وأوضح أن "مصر تهدف من ذلك إلى وضع الفصائل أمام مسئوليتها ومساعدتها في الاتفاق على رؤية سياسية مشتركة للاهداف الفلسطينية في هذه المرحلة".  

وأعرب عن أمله أن تكون "القيادات الفلسطينية على مستوى الاخطار التي تهدد القضية الفلسطينية" وأن تتوصل الفصائل إلى تعاون على الصعيد السياسي وأن تستأنف الحوارات بين كل الفصائل قريبا للاتفاق على رؤية سياسية مشتركة". 

ستة شهداء في عبسان 

وفي سياق التطورات الميدانية في قطاع غزة، فقد صعدت القوات الاسرائيلية من هجماتها وتوغلت في عبسان شرق خانيونس، حيث قتلت ناشطا من حماس وزوجته واربعة فلسطينيين. 

ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية "وفا" عن مصادر طبية فلسطينية قولها ان خمسة فلسطينيين استشهدوا وجرح عشرة آخرون على الاقل بنيران القوات الإسرائيلية في بلدة عبسان قرب خانيونس جنوب قطاع غزة.  

واوضحت المصادر ان القوات الإسرائيلية التي توغلت صباح اليوم الاحد في بلدة عبسان شرق مدينة خانيونس، تحت غطاء كثيف من إطلاق الرصاص قتلت كلا من ثائر قديح (21 عاماً) وباسم قديح (23 عاماً) ورأفت أبو طعيمة (23 عاماً)، وآمنة قديح وعبد الرحمن زكي الدرديسي (25 عاماً).  

واضافت المصادر ان عشرة فلسطينيين اصيبوا خلال هذا التوغل وصفت حالاتهم بأنها بين متوسطة وخطيرة.  

وقد حاصرت القوات الاسرائيلية التي توغلت لمسافة تزيد على كيلومتر داخل البلدة، منزلا يعود لعائلة قديح، ونسفته بعد أن زرعته بالمتفجرات، مما أدى إلى تدميره بالكامل وتضرر عدد من المنازل المجاورة، وفقا لما ذكرته و"فا".  

وأعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية في وقت سابق أن الجيش الإسرائيلي أغار على عبسان وقتل فلسطينيا يشتبه بأنه من النشطين وأصاب خمسة فلسطينيين اخرين على الاقل.  

وقال مصدر عسكري إسرائيلي "قواتنا تعقبت ارهابيا مطلوبا الى (قرية)عبسان. وعندما تجاهل أوامر بالتوقف أطلقت النار عليه وانفجر . ربما كان يرتدي حزاما ناسفا."  

لكن المصادر الطبية الفلسطينية اكدت ان جثمان الشهيد لم تبد عليه اية دلائل على انه تعرض لتفجير، مشيرين الى ان استشهاده جاء نتيجة اصابته بالرصاص.  

شهيد في مخيم بلاطة وهدم منزلين في بيت لحم 

وفي وقت سابق الليلة الماضية، قتل الجيش الاسرائيلي فتى فلسطينيًا في مخيم بلاطة في نابلس شمال الضفة الغربية.  

وأفادت مصادر طبية وأمنية فلسطينية ان قوات إسرائيلية تدعمها عدّة آليات عسكرية، توغلت في شارع القدس، قرب مخيم بلاطة، وقامت باحتلال أحد منازل المواطنين، وشرعت بإطلاق النار بشكل عشوائي ومكثّف، مما أدى إلى استشهاد الفتى محمد اشتيوي صالح أبو محسن (17عاماً).  

من جهة اخرى، فقد هدم الجيش الاسرائيلي الليلة الماضية، منزلين في كل من مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين ومدينة بيت لحم.  

وقال الجيش ان المنزل الاول يعود لرامي محمد حسين عيسى، الناشط في حركة فتح الذي نفذ عملية فدائية في نيسان/أبريل 2002 كانت أسفرت عن مقتل جندي إسرائيلي.  

أما المنزل الثاني فهو لمحمد أحمد رحمان دراغمة، منفذ عملية حي "بيت إسرائيل" في شهر آذار/مارس 2003 والتي أسفرت عن مقتل 10 أشخاص وجرح 46 آخرين.  

على صعيد اخر، فقد اعتقل الجيش الإسرائيلي، الليلة الماضية، ثلاثة فلسطينيين في أرجاء مختلفة من الضفة الغربية.  

واعتقل أحد الفلسطينيين في بلدة أبو ديس، شرقي القدس. واعتقل الفلسطيني الثاني في الخليل، فيما اعتقل الثالث في بيت لقية، غربي مدينة رام الله.—(البوابة)—(مصادر متعددة)