473 قتيلا على الاقل في سوريا خلال شهر رمضان

تاريخ النشر: 31 أغسطس 2011 - 03:01 GMT
متظاهرون يحتجون ضد الرئيس السوري بشار الاسد في سوريا
متظاهرون يحتجون ضد الرئيس السوري بشار الاسد في سوريا

افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان 473 شخصا قتلوا في سوريا خلال شهر رمضان، فيما واصل النظام حملة القمع ضد المحتجين حيث قامت قوات تعززها دبابات بمداهمة منازل في حماة بحثا عن نشطين.
وقال المرصد ومقره لندن في بيان وصل لفرانس برس "بلغ عدد الشهداء الذين قتلوا خلال شهر رمضان 473 شخصا بينهم 360 مدنيا و 113 من الجيش وقوى الأمن الداخلي".
واضاف المرصد ان من بين القتلى 28 شخصا "قضوا تحت التعذيب أو خلال الاعتقال في رمضان غالبيتهم من محافظة حمص".
ومن بين القتلى 25 شخصا دون سن الثامنة عشرة و 14 امرأة، بحسب المرصد.
واوضح المصدر ان هذه الحصيلة "لا تشمل الشهداء الذين سقطوا خلال العمليات العسكرية في مدينة حماة من الثالث إلى العاشر من شهر آب/اغسطس الجاري بسبب صعوبة التوثيق".
وعلى صعيد اخر افاد المرصد ان قوات الامن السورية اقتحمت صباح الاربعاء بلدة الحولة في محافظه حمص "ونفذت حملة مداهمة ترافقت مع تحطيم لاثاث بعض المنازل واسفرت الحملة عن اعتقال 16 شخصا حتى الان".
واضاف المرصد ان الحملة الامنية "تأتي اثر الغضب الذي ساد في البلدة بعد تسلم الاهالي امس الاول جثامين 13 من ابنائهم الذين اختطفتها قوات الامن خلال الاسبوع الاول من الشهر الجاري".
ونقل المرصد عن ناشط في الحولة تاكيده ان "خمسة من الشهداء على الاقل كانوا على قيد الحياة لدى اختطافهم".
وكانت منظمة العفو الدولية افادت الثلاثاء في تقرير ان عدد الوفيات في السجون السورية سجل ارتفاعا كبيرا في العام 2011 معتبرة ان ذلك يشكل "امتداداً لنفس الازدراء الوحشي للحياة البشرية" في سوريا.
وقالت المنظمة في تقريرها "أن ما لا يقل عن 88 شخصاً قضوا نحبهم في الحجز في سوريا خلال حملة قمع دموية ضد المحتجين المؤيدين للاصلاح دامت خمسة أشهر".
وقال سكان ان قوات سورية تعززها دبابات داهمت منازل في حماة يوم الاربعاء بحثا عن نشطين وراء الاحتجاجات المستمرة منذ خمسة أشهر ضد الرئيس بشار الاسد.
جاءت هذه المداهمات بعد يوم من قيام قوات الامن بقتل أربعة أشخاص على الاقل كانوا بين حشود المتظاهرين الذين تدفقوا من المساجد بعد صلاة العيد. وكان الاسد شدد حملته العسكرية ضد المحتجين خلال شهر رمضان.
واجتاحت القوات السورية عدة مدن في رمضان وقتلت عشرات الاشخاص دون ان تتمكن من سحق الاحتجاجات التي تقول الامم المتحدة ان 2000 مدني قتلوا فيها وهو ما أدى الى قيام الغرب بفرض عقوبات ودفع دولا عربية الى توجيه انتقادات.
ومن جانبهم فشل المحتجون في الاطاحة بالاسد لكن شجعهم سقوط الزعيم الليبي معمر القذافي وزيادة الضغوط الدولية على سوريا بما في ذلك فرض الاتحاد الاوروبي حظرا على صناعة النفط وهو ما سيحجب تدفق عملات أجنبية حيوية عن الاسد.
أما ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما فبعد أن فرضت عقوبات على صناعة النفط السورية وعلى بنك مملوك للدولة قامت بتجميد أرصدة وزير الخارجية السوري وليد المعلم واثنين اخرين من المسؤولين السوريين في الولايات المتحدة يوم الثلاثاء.
وشهدت حماة بعضا من اضخم الاحتجاجات ضد حكم عائلة الاسد المستمر منذ 41 عاما وكانت أول مدينة تتعرض للهجوم في شهر رمضان. وقالت السلطات ان الجيش انسحب بحلول منتصف اغسطس اب لكن سكان تحدثوا عن انتشار مكثف للجيش يوم الاربعاء.
وقال نشط بالمدينة يدعى عبد الرحمن لرويترز بالهاتف "رابطت بضع دبابات خفيفة وعشرات من الحافلات الصغيرة والكبيرة عند جسر الحديد في المدخل الشرقي لحماة ثم تقدم مئات الجنود سيرا على الاقدام الى حي القصور وحي الحميدية. نسمع اصوات طلقات نارية."
واضاف قائلا "هذان الحيان من بين الاحياء الاكثر نشاطا في تنظيم الاحتجاجات."
وقال ساكن اخر ان شاحنات صغيرة مكشوفة من نوع تويوتا عليها رشاشات وحافلات محكلة بجنود من الجيش احتشدت ايضا خلال الليل قرب حي الضاهرية عند المدخل الشمالي لحماة الواقعة على بعد 205 كليومترات شمالي العاصمة دمشق.
وعرض موقع يوتيوب على الانترنت لقطات فيديو تبين عشرات المحتجين وهم يهتفون في الحميدية بعد صلاة الفجر قبل وقت قصير من مداهمة القوات للمنطقة ويرددون عبارة "الشعب يريد اعدام الرئيس".
وطردت معظم وسائل الاعلام الاجنبية من سوريا بعد بدء الانتفاضة في مارس اذار وهو ما يجعل من الصعب التحقق من صحة التقارير.
وشهدت حماة مذبحة في عام 1982 عندما ارسل الرئيس الراحل حافظ الاسد والد بشار الجيش لسحق انتفاضة اسلامية مسلحة.
وقال بشار الاسد الذي ينتمي للاقلية العلوية ان الامر يتطلب استخدام القوة لدحر ما وصفه بمؤامرة اجنبية لتقسيم سوريا. وتلقي السلطات باللائمة في العنف على جماعات مسلحة وتقول ان أكثر من 500 جندي وشرطي قتلوا.
وبث التلفزيون الحكومي يوم الثلاثاء تسجيلا صوتيا لاثنين قال انهما ارهابيان كشفا فيه عن مؤامرة كاملة للاستفزاز واستهداف معسكرات للجيش والشرطة وترهيب المواطنين باسم الحرية على حد قوله.
وفي محافظة ادلب بشمال غرب سوريا على الحدود مع تركيا قال نشطاء ان جنودا سوريين اطلقوا النار على قروي يدعى حازم الشيهادي عند نقطة تفتيش ليل الثلاثاء فأردوه قتيلا قرب بلدة كفروما حيث حدثت انشقاقات متزايدة في الجيش.
وقالت الشبكة الاورومتوسطية لحقوق الانسان في بيان انه تم ايواء نحو 7000 لاجيء سوري معظمهم فروا من هجمات على بلداتهم وقراهم في ادلب في ستة معسكرات باقليم هاتاي عبر الحدود مع تركيا.
وأضافت ان تركيا تعامل اللاجئين معاملة طيبة وتركت الحدود مفتوحة للاجئين من اجزاء اخرى من سوريا الا أنها "تعتبر هؤلاء اللاجئين ضيوفا وهو وضع له تفسيرات عديدة ويفتقر للحماية الدولية التي يمكن ان تقدمها المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين."
وقالت السلطات السورية ان معظم اللاجئين الذين فروا الى تركيا والذين قدرت عددهم بما يزيد على عشرة الاف عادوا الى منازلهم في ادلب بعد ان قامت القوات "بتطهير" بلدة رئيسية في المحافظة من "جماعات ارهابية مسلحة".
وقال نشطون وسكان انه اندلعت مظاهرات في انحاء سوريا يوم الثلاثاء بعد صلاة العيد ولاسيما في ضواحي دمشق وفي مدينة حمص التي تبعد 165 كيلومترا الى الشمال وفي ادلب. وقالوا ان قوات الامن قتلت بالرصاص أربعة أشخاص بينهم فتى في الثالثة عشرة من عمره بمحافظة درعا الجنوبية.
وفي حرستا -وهي احدى ضواحي دمشق- حيث قال نشطاء ان عشرات الجنود انشقوا في مطلع الاسبوع بعد أن رفضوا اطلاق النيران على المحتجين أخذ المتظاهرون يهتفون "الشعب يريد اسقاط الرئيس".
وتحدث سكان ونشطون عن زيادة في عدد المنشقين في صفوف القوات المسلحة السورية التي ينتمي معظم افرادها الى الغالبية السنية لكن يهيمن عليهم ضباط من الطائفة العلوية تحت القيادة الفعلية لماهر الشقيق الاصغر لبشار الاسد.
ويقولون ان المنشقين فروا الى تركيا أو بقوا في بلداتهم وقراهم مما ترتب عليه قيام القوات الموالية للاسد بمداهمتهم وفي بعض الاحوال الى وقوع اشتباكات مسلحة.
وقال محلل سياسي سوري في دمشق طلب عدم الكشف عن اسمه "معظم المنشقين يلزمون الصمت. لا يمكنهم الحصول على اسلحة أو دعم خارجي. لا يريد جيران سوريا رؤية صراع مسلح في البلاد يمكن ان يستغرق سنوات."
وقال رضوان زيادة وهو معارض سوري يقيم في الولايات المتحدة ان أمن القوات الجوية السورية -وهي وحدة شرطة سرية قامت بدور رئيسي في قمع الاحتجاجات- اعتقل شقيقه في دمشق.