قتلت القوات الاسرائيلية الاربعاء، 3 فلسطينيين في رفح والخليل، بينما استشهد رابع متاثرا باصابة سابقة، وقد انسحبت قوات الاحتلال من منطقة خانيونس التي توغلت فيها فجرا ودمرت 7 منازل، فيما ينتظر ان يستأنف مجلس الامن الدولي في وقت لاحق اليوم مناقشة اغتيال مؤسس حركة حماس احمد ياسين.
وقالت مصادر طبية فلسطينية ان همام أبو العمرين (21 عاماً)، استشهد صباح الاربعاء، متأثراً بجراح أصيب بها في وقت سابق.
واوضحت المصادر ان الشهيد أبو العمرين، أصيب خلال مجزرة الشجاعية في مدينة غزة، في الحادي عشر من الشهر الماضي، ليرتفع بذلك إلى 14 عدد الشهداء الذين سقطوا في هذه المجزرة.
وفي وقت سابق، ذكرت وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) ان ابراهيم خليل غندور (69 عاما) استشهد صباح الاربعاء "متأثراً بحالة اختناق أصيب بها يوم أمس، عندما أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع تجاه مسيرة سلمية جرت في منطقة باب الزاوية في مدينة الخليل تنديداً باغتيال الشيخ أحمد ياسين" مؤسس حركة حماس.
ونقلت الوكالة عن مصدر طبي قوله "إن الشهيد كان قد استنشق كميات كثيفة من الغاز السام المسمى الغاز المسيل للدموع، وهي غازات خطرة، سببت انسداداً كلياً للقصبات والشعب الهوائية عنده، وقصوراً تنفسياً حاداً، أدى إلى وفاته بعد 12 ساعة من وضعه تحت التنفس الاصطناعي في غرفة العناية المركزة".
شهيدان وتوغل بخانيونس
من جهة اخرى، قالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي عثر صباح اليوم الاربعاء، على جثتي فلسطينيين قتلهما الليلة الماضية بينما كانا يحاولان التسلل الى مستوطنة موراغ في جنوب قطاع غزة.
وقالت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس ان الشهيدين، محمد أحمد القاضي، وياسر عزات السلطان، ينتميان اليها وقد سقطا بينما كانا يحاولان زرع عبوات ناسفة.
وفي وقت سابق أفادت مديرية الأمن العام الفلسطينية أن "قوات الاحتلال هدمت عدة منازل في الحي النمساوي غرب خانيونس جنوب قطاع غزة".
واضاف المصدر في بيان بثته وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) ان "جرافات الاحتلال تساندها اليات عسكرية وبغطاء مروحي، توغلت في الحي مسافة مائة متر، وهدمت عدة منازل عرف منها: منزل المواطن محمد ابو رزق، ومنزل المواطن يعقوب صيام".
وكانت نحو 25 دبابة اسرائيلية اقتحمت مخيم خانيونس في وقت سابق من فجر الاربعاء، وذلك تحت وابل من النيران الكثيفة.
وقال الجيش الاسرائيلي ان قواته انسحبت صباح اليوم من منطقة المخيم بعد ان قامت بعملية "تنظيف" للمنطقة.
اعتقالات
على صعيد اخر، فقد اعتقل الجيش الاسرائيلي 17 فلسطينيا في ارجاء متفرقة من الضفة الغربية، من بينهم اقرباء قياديين في كتائب شهداء الاقصى في مخيم بلاطة في نابلس.
وقال الجيش انه اعتقل فلسطينيين في قرية دورا غربي مدينة الخليل، وعشرة آخرين في قرية بيت أمر شمالي المدينة.
وفي نابلس اعتقل الجيش الإسرائيلي فلسطينيا كما اعتقل ثلاثة آخرين في قرية طوباس.
وقالت مصادر فلسطينية في نابلس إن الجيش الإسرائيلي اعتقل أقارب قائدين في كتائب شهداء الأقصى في مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين، وذلك في ما يبدو للضغط على الرجلين لتسليم انفسهما.
مجلس الأمن
الى ذلك، يضغط الفلسطينيون اليوم الاربعاء لاستصدار قرار من مجلس الامن التابع للامم المتحدة يدين اغتيال اسرائيل للشيخ احمد ياسين الزعيم الروحي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) ومؤسسها وهو تحرك من المؤكد ان تعارضه الولايات المتحدة حليفة اسرائيل الوثيقة.
واغتالت اسرائيل ياسين في هجوم صاروخي بطائرات هليكوبتر فجر الاثنين وهو يغادر أحد مساجد غزة بعد ان أدى صلاة الفجر وتعالت أصوات الادانة للعملية من شتى أنحاء العالم بوصفها تصعيد للعنف في الشرق الاوسط.
ووصلت مداولات مجلس الامن إلى مأزق بعد أكثر من ثلاث ساعات من المناقشات المفتوحة مساء الثلاثاء وفشل مندوبو الدول العربية لدى الامم المتحدة في التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة ينتقد اسرائيل وقالت واشنطن ان أي نص يجب ان ينتقد ايضا حماس المسؤولة عن هجمات انتحارية ضد الاسرائيليين.
لكن ناصر القدوة المراقب الفلسطيني في الامم المتحدة قال للصحفيين "لن نقبل باي ذكر لجماعة فلسطينية بالاسم."
وأضاف "هدفنا هو ان يتحرك مجلس الامن الان في الاتجاه الصحيح" لكنه اوضح انه لا يسعى لدفع الولايات المتحدة لاستخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار.
وتجري الجزائر الدولة العربية الوحيدة في مجلس الامن مفاوضات باسم الفلسطينيين والمجموعة العربية والمجموعة الاسلامية.
وخلال المناقشات العامة وصف دان جيلرمان مندوب اسرائيل في الامم المتحدة ياسين بانه "الاب الروحي للارهاب" واتهم المنظمة الدولية باستهداف بلاده بدلا من 425 هجوما أدى إلى مقتل 377 اسرائيليا خلال اكثر من ثلاث سنوات.
واندلعت الانتفاضة الفلسطينية المطالبة بانهاء الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة في ايلول/سبتمبر 2000 . وكانت اسرائيل قد احتلتهما في حرب عام 1967 .
وخلال المناقشات العامة أدانت الدول الاسلامية اسرائيل.
وقال منير اكرم المندوب الباكستاني في المجلس ان الشرق الاوسط على حافة أزمة جديدة بعد ان ساعد اغتيال اسرائيل لياسين "في القضاء بضربة واحدة على كل ما تحقق خلال سنوات."
وقال مندوب ايران جويد ظريف ان ياسين "مصدر الهام لمقاومة الاحتلال". كما أدانت دول منها روسيا والصين وفرنسا والمانيا الهجمات المتبادلة ودعت الجانبين إلى الوفاء بالتزامتهما بموجب الخطة المعروفة باسم خارطة الطريق لاقرار السلام التي طرحت عام 2002 .
وأدان كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة اغتيال ياسين.
وقال جان مارك دي لا سابلييه مندوب فرنسا الدائم لدى الامم المتحدة ان "المناقشات كانت صعبة .. كانت هناك مسائل كثيرة .. لكن لم يتسن التوصل إلى توافق في الاراء."
وصرح جون نغروبونتي مندوب الولايات المتحدة الدائم لدى المنظمة الدولية بان اغتيال ياسين لم يساعد عملية السلام.
وقال للصحفيين "نشعر بانزعاج بالغ لهذا العمل الذي قامت به حكومة اسرائيل. لا نعتقد انه ساهم في عملية السلام .. ومن شانه ان يؤثر على تصعيد التوتر."
وقال نغروبونتي انه خلال مناقشات المجلس بشان البيان لم يكن بعض الأعضاء "مستعدين في نفس الوقت لادانة الاعمال الارهابية لحماس التي كان أحدثها قبل اسبوع في ميناء اشدود وأسفر عن مقتل 11 شخصا."
وقال نغروبونتي ان واشنطن حليف اسرائيل تعتقد انه ليس من الصواب "تبني قرارات غير متوازنة فيما يتعلق بالوضع في الشرق الاوسط."
وقال مندوبو الدول العربية لدى الامم المتحدة ان التعديلات الاميركية كان من شانها اضعاف البيان الذي وضعوا مسودته. لكن نغروبونتي قال ان المجموعة العربية بقيادة الجزائر عضو مجلس الامن في دورته الحالية رفضت معظم الصيغ الوسط التي تقدمت بها الولايات المتحدة ومندوبون آخرون.
واذا طرح مشروع القرار للتصويت في مجلس الامن واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضده فان المجموعة العربية تستطيع تقديم نفس مشروع القرار إلى الجمعية العامة للامم المتحدة.—(البوابة)—(مصادر متعددة)