استخدمت القوات الاميركية مقاتلات اف-16 في قصفها للمقاومة في الفلوجة، وتحدثت انباء عن اسقاط مروحية اميركية في المدينة التي اكدت مصادر طبية ان اكثر من 280 قتيلا سقطوا فيها منذ بدء حصارها الاثنين. وفي بغداد، هاجم مسلحون قافلة عسكرية اميركية ودمروا خمسا من الياتها.
وقال شهود ان مقاتلات من طراز اف-16 قصفت صباح الخميس حي نزال في مدينة الفلوجة، ودون ان يقدموا معلومات بشان الخسائر.
وياتي هذا القصف فيما تواصلت المعارك بين القوات الاميركية والمقاومة في شوارع مدينة الفلوجة المحاصرة منذ الاثنين.
ونقلت قناة "الجزيرة" عن شهود عيان قولهم ان مروحية أميركية اسقطت غربي حي الجولان وأنهم شاهدوا الدخان يتصاعد من المنطقة التي سقطت فيها.
واعلن اطباء الخميس، ان اكثر من 280 عراقيا قتلوا وجرح نحو 500 اخرين في الفلوجة، منذ بدأت القوات الاميركية حملتها على المدينة.
واشار مدير مستشفى الفلوجة طاهر العيساوي الذي اورد هذين الرقمين لوكالة انباء الاسوشييتد برس ان الحصيلة ربما تكون اكبر.
وقال "نحن نعرف كذلك عن قتلى وجرحى تحت الركام في مناطق مختلفة، لكننا لا نستطيع الوصول اليهم".
وكانت قوات مشاة البحرية الاميركية بدأت الاثنين حملة اطلقت عليها اسم "الحل اليقظ" وحاصرت في اطارها نحو 300 الف عراقي في مدينة الفلوجة.
ومنذ ذلك الحين، يخوض الجنود الاميركيون معارك مع المقاتلين العراقيين في الاحياء السكنية في المدينة.
وقتل ثلاثة جنود اميركيين على الاقل منذ بدء هذه الحملة، لكن المسؤولين العسكريين لم يصدروا الى الان اية حصيلة رسمية للضحايا.
والاربعاء، خاضت القوات الاميركية معارك ضارية مع المقاومة بهدف السيطرة على الفلوجة، وشنت قصفا جويا على المسجد الرئيسي للمدينة.
وقال شهود ان عشرات العراقيين قتلوا في المعارك التي استمرت اكثر من ست ساعات وتخلله القصف الذي شنته مقاتلة من طراز اف-16 على المسجد وادى الى تدميره بالكامل.
ولم يعثر الجنود الاميركيون على اي جثة لدى دخولهم المسجد بحسب ما اعلن الكولونيل برينان بيرن الذي كان اعلن في وقت سابق عن مقتل اربعين مقاتلا كانوا تحصنوا داخله.
وقال بيرن ان مقاتلين آخرين قد يكونون اخرجوا الجثث من المسجد خلال فترة النصف ساعة التي سبقت وصول المارينز الى المكان.
ومن جهته اكد الجنرال مارك كيميت مساعد قائد العمليات العسكرية الاميركية في العراق انه لم يكن هناك "اي بديل" عن مهاجمة المسجد معتبرا انه "لم يكن هناك اي بديل اخر" لقصف المسجد الذي قال انه "يفقد وضعه كمكان خاضع للحماية" عندما "يستخدم في اهداف عسكرية".
وقتل جندي اميركي واصيب خمسة من مشاة البحرية الاميركية الاربعاء برصاص مقاومين احتموا داخل المسجد الذي تعرض للقصف على الاثر.
واضاف كيميت ان المسجد "مكان مقدس ولا شك. وله وضع خاص وفقا لاتفاقية جنيف ولا يمكن مهاجمته. لكن يمكن مهاجمته عندما تكون هناك ضرورة عسكرية".
واوضح ان "المارينز الذين استدعوا للمساندة القوا قنبلتين زنة 250 كلغ دمرتا الجدران الخارجية للمسجد دون ان تلحقا على ما يبدو اضرارا بالمبنى نفسه". واكد ان المقاومين تكبدوا "خسائر جسيمة" دون ان يقدم ارقاما.
وقد توجه الآلاف من العراقيين الخميس في مسيرة من بغداد باتجاه مدينة الفلوجة. وتأتي المسيرة استجابة لنداء وجهته الهيئات الإسلامية بتنظيم مسيرة سلمية لحمل الإمدادات الإنسانية والطبية للمدينة المحاصرة والتي سقط فيها عشرات القتلى في قتال ضار مع القوات الأميركية في اليومين الماضيين.
مهاجمة قافلة غرب بغداد وانفجارت في العاصمة
وعلى صعيد اخر، قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن قافلة أميركية تعرضت لهجوم على الطريق العام في أبو غريب على بعد 20 كلم إلى الغرب من بغداد.
ونقلت الوكالة عن مراسلها أن مسلحين برشاشات كلاشينكوف شوهدوا وهم يحتفلون ويهللون حول آليتين مشتعلتين.
وقالت قناة الجزيرة ان خمس اليات للاحتلال دمرت في هذا الهجوم.
وقد سمع دوي انفجارات ضخمة في بغداد صباح اليوم الخميس.
وقالت الشرطة العراقية إن أحدها ناجم عن عبوة ناسفة زرعت على جانب طريق غرب العاصمة العراقية. وقد أغلقت الشرطة المكان مخافة وجود عبوات أخرى.
وفي مدينة الصدر قال شهود عيان إن دبابات ومروحيات أميركية قصفت فجر اليوم مكتب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر دون أن يسفر عن وقوع إصابات. وتوعد أنصار للصدر بالانتقام من الأميركيين بعد الهجوم، حيث سمع دوي انفجارات أخرى في المنطقة
من ناحية أخرى أكد عضو مجلس الحكم الانتقالي عدنان الباجه جي أن الاتصالات جارية مع الزعيم الشيعي السيد مقتدى الصدر لإقناعه بتسليم نفسه مع ضمان الاحترام اللائق به.
غير أن عضو الجبهة الإسلامية الموحدة المرجع الشيعي آية الله السيد أحمد الحسيني البغدادي قال إن العراق يلتف حول الصدر على حد قوله، واصفا إياه بالمجاهد.
في هذه الأثناء دان المرجع الشيعي الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني الطريقة التي تعاملت بها القوات الأميركية مع أنصار الصدر، وطالب الطرفين بالتوصل إلى حل سلمي لإنهاء المواجهات.
وإزاء الأوضاع المتفجرة في العديد من المدن العراقية أعلن وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد أن الولايات المتحدة سترفع عدد قواتها المنتشرة في منطقة القيادة الوسطى، بما في ذلك العراق، وقال إن الوضع في العراق تحت السيطرة عدا النجف.—(البوابة)—(مصادر متعددة)