2,5 مليون شخص ما زالوا في خطر بعد عام على المجاعة في الصومال

تاريخ النشر: 17 يوليو 2012 - 03:05 GMT
ما زالوا يواجهون الخطر في الصومال بعد عام على المجاعة
ما زالوا يواجهون الخطر في الصومال بعد عام على المجاعة

اكدت الامم المتحدة الثلاثاء ان اكثر من 2,5 مليون شخص ما زالوا يواجهون الخطر في الصومال بعد عام على المجاعة وعلى رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها المجموعة الدولية لمساعدتهم.
وقال مارك بودين منسق الامم المتحدة للشؤون الانسانية في الصومال، لمجموعة من الصحافيين في العاصمة الكينية نيروبي ان "نسبة الوفيات وسوء التغذية في الصومال قد تحسنتا تحسنا جذريا، لكنهما ما زالتا من بين ادنى النسب في العالم".
واضاف "يجب ان نبني على النتائج التي حققناها منذ حصول المجاعة في تموز/يوليو 2011، وإلا انقلبت هذه النتائج".
واوضح ان 232 الف طفل، او خمس الاطفال الذين تقل اعمارهم عن الخمس سنوات، ما زالوا يعانون من سوء التغذية في هذا البلد الذي شهد حربا اهلية استمرت عقدين ويواجه موجات جفاف مزمنة وسوء تغذية حادا.
وتفيد التقديرات ان الجفاف الذي اصاب القرن الافريقي العام الماضي مضافا الى المعارك المستمرة في الصومال، قد حصد عشرات آلاف الضحايا في البلاد.
وفي شباط/فبراير، اعلنت الامم المتحدة انتهاء المجاعة في الصومال. لكن الظروف ما زالت بالغة الهشاشة وقد تشهد مزيدا من التفاقم بسبب الامطار الضعيفة واستمرار المعارك.
واوضح بودين ان "النزاع وتعذر تقديم المساعدة الى المحتاجين ما زالا يشكلان مشاكل كبيرة"، مشيرا الى ان البلدان المانحة لم تقدم حتى الان سوى نصف الاموال الضرورية لمواجهة الوضع".
وقال انه ما زال من الضروري تأمين 576 مليون دولار اضافي.
ومنذ سقوط الرئيس سياد بري في 1991، لم تتشكل حكومة فعلية في الصومال الذي يواجه حالا من الحرب الاهلية الدائمة الى حد ما.
ويحاول مئات الاف الاشخاص في البلاد العيش في معسكرات للنازحين، ويعيش مئات الاف آخرون في معسكرات للاجئين في البلدان المجاورة ككينيا على سبيل المثال.
من جهتها، اعلنت المفوضية العليا للامم المتحدة للاجئين الثلاثاء، ان عدد اللاجئين الصوماليين قد تخطى هذا الاسبوع المليون شخص بعد حرب مستمرة منذ اكثر من عقدين.
لكن تدفق اللاجئين شهد في الاشهر الستة الاولى من السنة، تراجعا واضحا بالمقارنة بالفصل الاول من 2011. فقد فر حوالى 30 الف صومالي من بلادهم بين كانون الثاني/يناير وحزيرا/يونيو، في مقابل اجمالي 294 الفا على امتداد 2011.
وقالت المفوضية العليا للاجئين في بيان ان "الصومال تمثل واحدة من اطول ازمات اللاجئين واسوأها"، مشيرة الى ان النزاعين في افغانستان وايران وحدهما، ارغما في العقد الاخير، اكثر من مليون شخص على مغادرة منازلهم.
وبالاضافة الى المجاعة، حذرت المنظمة العالمية للصحة الجمعة من ازدياد حالات الاصابة بالكوليرا في آخر مدينة كبيرة ما زالت تسيطر عليها في الصومال حركة الشباب الاسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة.
واعربت وكالة الصحة الدولية عن "قلقها من ازدياد حالات الاصابة بالكوليرا وخصوصا في مدينة كيسماو".
وحذر البيان من الاسهال الناجم عن هذا المرض، مشيرا الى انه يمكن "ان يؤدي الى الوفاة في اقل من بضع ساعات" اذا لم يتم علاجه.
واضاف البيان ان "هيئة صحية اجرت اختبارا سريعا على عينة من عشرة مرضى، وتبين في الاجمال ان ستة منهم مصابون بالكوليرا"، موضحا ان 65 مريضا قد عولجوا حتى الان وان 40 يحتاجون الى "علاج فوري في المستشفى".
وجاء في البيان ان معظم المرضى اطفال تقل اعمارهم عن الثامنة.
وتشهد الصومال منذ 1991 حربا اهلية. وهي محرومة من حكومة فعلية منذ سقوط نظام الرئيس سياد باري.