قتلت القوات السورية 15 مدنيا بينهم طفلة، بينما لقي 7 جنود مصرعهم في اشتباكات مع منشقين عن الجيش، وذلك في وقت اكدت الامم المتحدة ان عددا متزايدا من الجنود ينشقون وينضمون الى المعارضة ما يزيد احتمال نشوب حرب أهلية على غرار ليبيا.
قال نشطاء ان القوات السورية قتلت ما لا يقل عن ثمانية محتجين وأصابت 25 آخرين في دمشق يوم الاربعاء في واحد من اكثر الهجمات دموية خلال الانتفاضة المناهضة للرئيس بشار الاسد المستمرة منذ سبعة اشهر.
وقال نشطاء لرويترز ان افرادا من الفرقة الرابعة المدرعة التي يقودها ماهر الاسد شقيق الرئيس اطلقوا النار على حشد تجمع في منطقة البرزة.
وتجمع الحشد في جنازة بسام عبد الكريم وهو محتج قتل في الحي فجر الاربعاء.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان اعلن في بيان ان "مواطنين استشهدا متأثرين بجروح اصيبا بها صباح اليوم (الاربعاء) في حي الخالدية وشارع القاهرة (حمص) برصاص الامن والشبيحة".
كما اعلن المرصد ان "ثلاثة مواطنين بينهم طفل استشهدوا في محافظة درعا اثر اطلاق رصاص من قبل القوات السورية في مدينة انخل".
واضاف "اصيب سبعة اشخاص بجراح اثر اطلاق الرصاص من قبل القوات السورية على متظاهرين خرجوا في ساحة في بلدة جاسم احتجاجا على سقوط شهداء في مدينة انخل".
وفي دير الزور "استشهد مواطن خلال مداهمات نفذتها اجهزة الامن السورية في مدينة البوكمال بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية" بحسب المرصد.
وفي محافظة حماة، قال المرصد انه "قتل سبعة على الاقل من جنود من الجيش النظامي السوري خلال الاشتباكات التي تدور منذ اكثر من ساعتين مع منشقين في عدة قرى قرب مدينة محردة".
وفي ادلب "تدور اشتباكات عنيفة منذ اكثر من ساعة بين الجيش النظامي السوري ومسلحين يعتقد انهم منشقون في قرية خان السبل قرب سراقب"، بحسب المرصد.
اما في حمص فقد "اسفرت حملة المداهمات والاعتقالات التي نفذتها اجهزة الامن السورية في حي الخالدية عن اعتقال اكثر من 200 شخص كما استشهد فتى تحت التعذيب كان قد اعتقل قبل ايام".
وفي هذه الاثناء، قالت نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الانسان يوم الاربعاء ان عددا متزايدا من الجنود السوريين ينشقون وينضمون الى المعارضة مما يزيد احتمال نشوب حرب أهلية في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا.
وقالت بيلاي أمام مجلس الامن الدولي "حيثما تنتهك الحقوق الاساسية للانسان وتقابل المطالب السلمية بالتغيير بعنف وحشي يضطر الناس في اخر المطاف للجوء الى التمرد على الطغيان والقمع."
وأضافت خلال مناقشة عن حماية المدنيين أثناء الصراعات المسلحة "حدث ذلك في ليبيا وربما يحدث في سوريا. يرفض المزيد والمزيد من الجنود أن يصبحوا شركاء في جرائم دولية وينضمون الى الجانب الاخر. ثمة احتمال كبير أن تنزلق سوريا الى صراع مسلح."
وفي تأكيد لكلام بيلاي ذكر ناشطون سوريون ان قوة مدرعة حكومية داهمت منطقة شمال غربي مدينة حماة اليوم الاربعاء لمطاردة منشقين عن صفوف الجيش يتحدون حكم الرئيس بشار الاسد.
وأكدت بيلاي مجددا أن تقديرات الامم المتحدة نشير الى أن "أكثر من 3500 شخص" قتلوا في سوريا منذ بدأت المظاهرات المناهضة للحكومة في مارس اذار.
وقالت "اعتقل عشرات الالاف من الاشخاص تعسفيا منهم أطباء وممرضون وجرحى وما زال كثير منهم معزولا عن العالم الخارجي الامر الذي يزيد احتمال تعرضهم للتعذيب."
وكانت سوريا وافقت في الثاني من نوفمبر تشرين الثاني على خطة لجامعة الدول العربية تعهدت من خلالها بسحب قواتها المسلحة من المدن المضطربة واطلاق سراح السجناء السياسيين وبدء محادثات مع المعارضة التي تطالب بتنحي الاسد وبالمزيد من الحريات الديمقراطية.
وقالت بيلاي أمام مجلس الامن المؤلف من 15 عضوا انها "تشعر بالقلق من أن قتل المدنيين لم يتوقف". وحثت دمشق على السماح لبعثة مراقبين لحقوق الانسان بالمساعدة في ضمان التزام سوريا باتفاق الجامعة العربية.
واستخدمت روسيا والصين حق النقض (فيتو) الشهر الماضي ضد مشروع قرار أوروبي في مجلس الامن كان يدين قمع الحكومة السورية للمحتجين المطالبين بالديمقراطية ويهدد بعقوبات محتملة.
وقال دبلوماسيون أمريكيون وأوروبيون مرارا انهم مستعدون لتقديم مسودة قرار جديد مضمونه يماثل مشروع القرار الاخر بمجرد أن تغير روسيا والصين موقفهما. لكن دبلوماسيين غربيين ذكروا أن موسكو وبكين ما زالتا حتى الان تعارضان الفكرة بقوة.