القوات السورية تقصف حمص مجددا وتمنع دخول قافلة مساعدات

تاريخ النشر: 03 مارس 2012 - 04:02 GMT
متظاهرون ضد الرئيس السوري بشار الاسد بعد صلاة الجمعة في حمص.
متظاهرون ضد الرئيس السوري بشار الاسد بعد صلاة الجمعة في حمص.

 قال ناشطون وموظفو اغاثة ان القوات السورية قصفت مدينة حمص مجددا يوم السبت ومنعت وصول المساعدات الى المدنيين الذين تقطعت بهم السبل عدة اسابيع دون طعام أو وقود في المعقل السابق للمعارضين.
جاء تجدد هجمات القوات الحكومية بعد يوم من اعلان الامين العام للامم المتحدة بان جي مون انه تلقى "تقارير مروعة" عن قيام قوات الحكومة السورية بعمليات اعدام وسجن وتعذيب للناس في حمص ثالث كبرى المدن السورية.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الانسان المعارضة في اشارة الى حي مجاور لبابا عمرو الذي انسحب منه الجيش السوري الحر الاسبوع الماضي بعد نحو شهر من الحصار والقصف انه في تصرف انتقامي أطلقت قوات الاسد قذائف المورتر ونيران الاسلحة الالية منذ هذا الصباح على جوبر. واشارت الشبكة في بيان الى انه لم ترد تقارير فورية عن سقوط ضحايا بسبب صعوبة الاتصالات.
ويتصاعد القلق بشأن المدنيين في ظروف جوية شديدة البرودة في حي بابا عمرو المدمر حيث مازالت شاحنات اللجنة الدولية للصليب الاحمر ممنوعة من الدخول.
وقال ناشطون مناهضون للحكومة انهم يخشون من ان القوات تحول دون دخول الصليب الاحمر لمنع موظفي الاغاثة من مشاهدة مذبحة يزعم ان معارضين تعرضوا لها في حي بابا عمرو الذي أصبح رمزا للانتفاضة المستمرة منذ عام ضد الاسد.
وقال هشام حسن المتحدث باسم الصليب الاحمر لرويترز في جنيف "اللجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمرالسوري لم يدخلا بعد بابا عمرو اليوم. ما زلنا نتفاوض مع السلطات من أجل دخول بابا عمرو. من المهم أن ندخل اليوم."
وقال متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في دمشق ان السلطات السورية أعطت الاذن للقافلة بالدخول لكن القوات الحكومية على الارض أوقفت الشاحنات بسبب ما قالت انها أحوال غير امنة بما في ذلك وجود ألغام وشراك خداعية.
وقال صالح دباكة لرويترز ان قتالا دار هناك طوال الشهر الماضي وان الموقف لا يمكن ان يكون طيبا. وأضاف انهم سيحتاجون الى اغذية وان الجو بارد وسيحتاجون الى أغطية. وقال ان هناك مصابين يحتاجون لاجلائهم على الفور.
في الوقت نفسه تحدث نشطاء مناهضين للاسد عن عمليات اعتقال جماعية ومقتل ستة جنود بينما تحدثت الوكالة العربية السورية للانباء عن تفجير انتحاري بسيارة ملغومة في درعا بجنوب البلاد لكن النشطاء نفوا ان يكون الانفجار هجوما انتحاريا.
وأجرى التلفزيون الرسمي السوري مقابلات مع مدنيين لم يذكروا أسماءهم فيما قال انه حي بابا عمرو وكانت الصور على خلفية شوارع خالية ظهرت عليها اثار القصف بشكل واضح.
وقال أحد هؤلاء الذين ظهروا في المقابلات مشيرا الى الجيش السوري الحر المعارض "أي أحد كان يخرج الى الشارع كان يختطف أو يذبح. دعونا الجيش كي يأتي. الله يحمى الجيش فقد أنقذنا من العصابات الارهابية المسلحة."
وألقى الامين العام للامم المتحدة صراحة باللوم على دمشق في مصير المدنيين في بعض من اشد انتقاداته حتى الان.
وقال بان "القتال الوحشي احتجز المدنيين في منازلهم دون طعام أو تدفئة أو كهرباء أو رعاية طبية ودون فرصة لاجلاء الجرحى أو دفن الموتى. واضطر الناس الى اذابة الثلوج لشرب المياه."
وأضاف "هذا الهجوم الوحشي مروع بشكل اكبر لان الحكومة تشنه بنفسها لمهاجمة شعبها بشكل منهجي."
وقال السفير السوري في الامم المتحدة بشار الجعفري في رده على بان ان تصريحات الامين العام تنطوي على "لهجة خبيثة للغاية تقتصر على الافتراء على حكومة بناء على تقارير واراء او شائعات."
وقالت الوكالة العربية السورية للانباء ان المهاجم في درعا قتل شخصين وأصاب 20 اخرين بينما قال السكان ان سبعة أشخاص قتلوا.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان مقاتلين مناهضين للاسد قتلوا في وقت سابق يوم السبت ستة جنود وأصابوا تسعة في بلدة الحراك جنوبي درعا.
وقال مقاتل مع المعارضين الذين يضمون في صفوفهم منشقين على الاسد انهم يحددون خطواتهم القادمة بعد خسارة بابا عمرو.
وقال ناشطون في ضاحية قدسيا بدمشق ان المئات من افراد قوات الامن اعتقلوا 30 شخصا على الاقل ودمروا عربات واحرقوا منزلا واحدا على الاقل.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج ان حكومته تعمل مجددا من أجل أن يضطلع مجلس الامن التابع للامم المتحدة بالازمة السورية. وقال لقناة تلفزيون سكاي الاخبارية "هذا يعني العمل مع دول أخرى مثل روسيا والصين اللتين أعاقتا مبادرات سابقة."
ومضى يقول "سنواصل الجدال ... من أجل أن يقف المجتمع الدولي معا. لان منع وصول المساعدات الانسانية علاوة على كل عمليات القتل والتعذيب والقمع في سوريا يظهر فحسب الى أي مدى أصبح هذا النظام نظاما مجرما."
وقال المصور البريطاني بول كونروي الذي فر من حمص الاسبوع الماضي بعد اصابته في ساقه خلال القصف انه شاهد القوات السورية وهي ترتكب مذبحة في حي بابا عمرو المهدم.
وابلغ كونروي مصور صنداي تايمز محطة سكاي نيوز من سرير في مستشفى بوسط لندن "عملت في مناطق حرب كثيرة ولم أر او اواجه على الاطلاق قصفا كهذا.
"كنت جندي مدفعية سابق ومن ثم يمكنني ان اتابع الانماط الى حد ما.. انهم يتحركون عبر الاحياء بذخائر تستخدم في ميادين القتال.
"انها ليست حربا انها مذبحة وهي مذبحة عشوائية للرجال والنساء والاطفال."
وتسلم دبلوماسيان غربيان في سوريا يوم السبت جثتي الصحفية الامريكية ماري كولفين والمصور الفرنسي ريمي اوشليك اللذين قتلا الشهر الماضي خلال قصف حي بابا عمرو.
وقال شاهد من رويترز ان الدبلوماسيين اللذين يعتقد انهما السفير الفرنسي لدى سوريا ايريك شيفالييه ومندوب عن السفارة البولندية التي تدير الشؤون الامريكية في سوريا تسلما الجثتين من مستشفى الاسد الجامعي في دمشق.
وقالت الحكومة السورية يوم الجمعة انها تود ان تعبر عن حزنها واسفها لمقتل الصحفية الامريكية ماري كولفين.
وقال مكتب المدعي في باريس يوم الجمعة انه فتح تحقيقا مبدئيا في ارتكاب جريمة القتل ومحاولة القتل في القصف الذي اسفر ايضا عن قتل المصور الفرنسي ريمي اوشليك واصابة الصحفية اديت بوفييه بجروح خطيرة.
وتقول الامم المتحدة ان القوات السورية قتلت اكثر من 7500 مدني منذ اندلاع الانتفاضة في مارس اذار الماضي.
وقالت الحكومة السورية في ديسمبر كانون الاول ان "ارهابيين مسلحين" قتلوا اكثر من ألفين من افراد الجيش والشرطة خلال هذه الاضطرابات.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن