قتل 17 شخصا على الاقل بينهم تسع نساء وثلاثة اطفال في قصف شنه ليل الجمعة السبت الجيش السوري على حي سكني في درعا (جنوب)، فيما قال المراقبون الدوليون ان قرية مزرعة القبير التي شهدت مذبحة الاسبوع الماضي وزاروها الجمعة، كانت خاوية من السكان وتنبعث فيها "رائحة قوية للحم محترق".
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان. ان القصف الذي استهدف حيا سكنيا في المدينة ادى الى سقوط عشرات الجرحى اصابات عدد منهم خطيرة.
واندلعت اشتباكات بين الجيش والمتمردين بعد هذا القصف وقطعت الاتصالات الخليوية في المدينة.
وشنت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في بلدة ابطع تزامنت مع اطلاق رصاص كثيف ادى الى سقوط جرحى.
وفي مدينة حمص وسط البلاد، واصلت القوات النظامية قصفها ومحاولتها السيطرة على احياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص والقصور الخارجة عن سيطرتها منذ اشهر.
وافاد المرصد بسقوط ستة قتلى في هذه الاحياء منذ منتصف ليل الجمعة السبت.
وتتعرض مدينة تلبيسة الخارجة هي ايضا عن سيطرة النظام لقصف الجيش الذي يشتبك منذ ايام مع المنشقين المتحصنين فيها.
وفي محافظة اللاذقية الساحلية التي قفزت على واجهة الاحداث في الايام الاخيرة، واصلت القوات النظامية لليوم الرابع قصفها محاولتها اقتحام منطقة الحفة، ما اسفر عن مقتل شخصين بحسب المرصد الذي اشار الى ان حصيلة الهجوم على الحفة في الايام الاربعة الاخيرة بلغت 16 مدنيا و18 منشقا و46 جنديا نظاميا.
وتقع منطقة الحفة الوعرة قرب الحدود السورية الشمالية الغربية مع تركيا، ويتحصن فيها عدد كبير من المنشقين.
من جهة اخرى، نقل التلفزيون السوري عن مصدر رسمي لم يسمه ان "المجموعات الارهابية المسلحة" حرقت المشفى الوطني في الحفة ومديرية المنطقة، وانها "تهجر الاهالي من منازلهم وتسطو عليها وتنهبها".
وبحسب المصدر فان هذه المجموعات "هاجمت مؤسسات عامة وخاصة في منطقة الحفة واحرقتها وارتكبت عمليات قتل بشعة في حق المواطنين"، مضيفا ان "الجهات المختصة" تشتبك مع هذه المجموعات "وتقتل عددا من الارهابيين وتلقي القبض على عدد آخر وما زالت تلاحق فلولهم".
وفي حلب (شمال)، تتعرض بلدتا حيان وبيانون لقصف القوات النظامية ما اسفر عن مقتل مواطن واصابة اربعة بجراح، وسقط ثلاثة عناصر من الجيش في اشتباكات على مداخل حيان، وفقا للمرصد السوري.
واسفرت اعمال العنف في سوريا أمس الجمعة عن مقتل 68 شخصا.
وتجاوز عدد القتلى في سوريا منذ بدء الاحتجاجات 13400 شخص معظمهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
الى ذلك، قالت الامم المتحدة ان مراقبي المنظمة الدولية الذين زاروا يوم الجمعة موقع مذبحة قالت انباء انها وقعت في قرية سورية شاهدوا علامات على ان القوات الحكومية كانت موجودة هناك واثار المذبحة في بعض المنازل .
واصدر مراقبو الامم المتحدة بيانا بشأن زيارتهم لقرية مزرعة القبير السورية حيث يقول ناشطون معارضون ان ما لا يقل عن 78 شخصا ذبحوا يوم الاربعاء.
وقال البيان ان "مزرعة القبير كانت خاوية من سكانها ومن ثم لم يستطع المراقبون التحدث مع اي شخص شاهد هجوم الاربعاء."
واضاف ان اثار المركبات المدرعة كانت واضحة في محيط المكان كما ان بعض المنازل لحقت بها اضرار من صواريخ اطلقت من مركبات مدرعة وقنابل يدوية واسلحة متفاوتة العيار. ولا يملك أحد مركبات مدرعة واسلحة ثقيلة سوى الجيش السوري فقط.
وقال البيان"كان الدم واضحا على الجدران والارضيات داخل بعض المنازل.
"النار كانت ما زالت مشتعلة خارج المنازل وكانت هناك رائحة قوية للحم محترق."
واضاف ان "الملابسات المحيطة بهذا الهجوم ما زالت غير واضحة.
"لم تتأكد بعد اسماء وتفاصيل وعدد القتلى. المراقبون ما زالوا يعملون للتأكد من الحقائق."
وكان مراقبو الامم المتحدة يحاولون الوصول الى تلك القرية الزراعية الصغيرة التي يقطنها نحو 150 شخصا منذ يوم الخميس ولكن قوات امن وسكانا اطلقوا النار عليهم وصدوهم .
وينتشر نحو 300 من المراقبين في سوريا للتحقق من وقف إطلاق النار الذي أعلنه المبعوث الدولي للسلام كوفي عنان في 12 ابريل نيسان ولم ينفذ قط بين قوات الرئيس السوري بشار الاسد وقوات المعارضة.
واسفرت مذبحة وقعت في بلدة الحولة في الاونة الاخيرة عن سقوط 108 رجل وامرأة وطفل قتلى . وقالت الامم المتحدة انها تعتقد ان قوات الحكومة السورية وميليشيات متحالفة معها ارتكبت مذبحة الحولة.