16 قتيلا في اشتباكات بين عصابتين في كراتشي في باكستان

تاريخ النشر: 12 مارس 2014 - 03:46 GMT
البوابة
البوابة

أعلن مسؤولون أن 16 شخصا، من بينهم أربع نساء، قتلوا الأربعاء خلال مواجهات عنيفة بين عصابتين متنافستين في كراتشي (جنوب)، العاصمة الاقتصادية لباكستان.
وأسفرت المواجهات، أيضا عن إصابة 39 شخصا، غالبيتهم من طلاب المدارس، بحسب ما أعلنت الشرطة.
وقال المسؤول في الشرطة فيصل بشير إن المواجهات "اندلعت صباحا حين تبادلت عصابتان النيران" في حي لياري. وأشار إلى أن عددا من طلاب المدرسة في الحي أصيبوا جراء الاشتباكات التي استخدم فيها السلاح الرشاش وقاذفات الصواريخ والقنابل.
ورجح بشير أن ترتفع حصيلة الضحايا أكثر.
وبدوره، قال المتحدث باسم القوات شبه العسكرية سيبتان ريزفي إن اثنين من أعضاء العصابات قتلا واعتقل آخر.
أما الطبيب سيمي جمالي من مركز الجناح الطبي فأشار إلى مقتل ثلاثة من المجموعات شبه العسكرية واثنين من الشرطة.
ووفقا لبشير فإن احدى العصابتين اشتبهت بتوفير الأخرى معلومات سرية للشرطة، ما أدى إلى مقتل واحد من كبار قادتها.
وأوضحت الشرطة أن تبادل إطلاق النار بدأ حوالي الساعة الرابعة فجرا (11 ت غ) فيما سمعت أصوات انفجارات عصرا.
وفي مستشفى كراتشي، قال دين محمد (43 عاما)، خلال تلقيه للعلاج جراء إصابته بالرصاص في رجله اليمنى، إنه كان يجلس في محله حين سمع أصوات الإنفجارات.
وأضاف "سمعت ضربة قوية وكان الناس من حولي يصرخون ويبكون، أقفلت المحل للعودة إلى المنزل، إلا أني وجدت أشخاصا من حولي يقعون أرضا ويصرخون(...) وأنا وقعت أرضا بدوري".
وتابع "نزفت رجلي ولم أعد أقوى على الوقوف. وبقيت في مكاني حوالي 20 دقيقة، من ثم أحضرني بعض الأشخاص إلى هنا".
ونقل مراسل وكالة فرانس برس من المستشفى أن بعض الأشخاص الذين كانوا ينقلون الجرحى هتفوا ضد قوات الأمن قبل أن يشتبكوا معهم.
وقال المسؤول الكبير في الشرطة شاه نواز لفرانس برس إن 200 من القوات الخاصة في الشرطة وصلوا إلى مكان الحادث بعد ظهر الأربعاء لبدء التحقيق.
ويعتبر حي لياري، واحدا من أفقر أحياء كراتشي وأكثرهم عنفا، وهو معروف بالاشتباكات العنيفة بين العصابات المتنافسة.
وتسيطر على الحي اثنية "البلوش" المرتبطة بحزب الشعب الباكستاني بقيادة بيلاوال بوتو زرداري، ومعقله ولاية السند الجنوبية.
وبحسب الشرطة المحلية، يُعتقد أن الاشتباكات اندلعت بين عصابتي "عزير بلوش" و"غفار ذكري" المنشقتين عن مجموعة "بابا لادلا" المسيطرة سابقا.
وكانت الشرطة والمجموعات شبه العسكرية التابعة للحكومة شنت حملة أمنية واسعة في شوارع المدينة في أيلول/سبتمبر الماضي. ونجحت الحملة في إضفاء الأمن إلى حين اندلاع المواجهات الأخيرة.
ولفت المحلل توصيف أحمد خان إلى أن العلاقة بين حزب الشعب الباكستاني وعصابات حي لياري منعت السلطات من اعتقال مجرمين مشتبه بهم ومصادرة أسلحتهم.
وأوضح أن "السلطات لم تقم بأي جهد لقطع السلاح غير الشرعي عن لياري، ولذلك لدينا اليوم عصابات تحمل أر بي جي وتطلق النار على طلاب المدارس".
واعتبر أن "مواجهات اليوم (الاربعاء) هي الأسوأ في تاريخ لياري".
ويصل عدد السكان في كراتشي إلى 18 مليون شخص، وهي تؤمن 42% من الناتج الوطني المحلي، ولكنها تعاني من الطائفية والعنف القبلي والسياسي منذ سنوات عدة.
والمدينة أيضا مليئة بالمقاتلين، وخصوصا من حركة طالبان، التي تبنت الشهر الماضي تفجير حافلة للشرطة أسفر عن مقتل 12 عنصرا.
وبحسب لجنة الارتباط بين الشرطة والمدنيين، فإن 2507 أشخاص قتلوا في كراتشي في 2013، في رقم هو الأعلى منذ 20 عاما.