يديعوت: تشاؤم فلسطيني من المفاوضات بعد اجتماع عمان

تاريخ النشر: 04 يناير 2012 - 09:24 GMT
يديعوت: تشاؤم فلسطيني
يديعوت: تشاؤم فلسطيني

قالت صحيفة (يديعوت احرنوت) الاسرائيلية ان الجانب الفلسطيني خرج متشائما بشأن افاق المفاوضات بعد الاجتماع الذي عقد يوم امس في العاصمة الاردنية عمان مع مفاوضين اسرائيليين.
واكدت الصحيفة في عددها الصادر اليوم "ان أعضاء الفريق الاسرائيلي في اجتماع عمان هذا عبروا بعده عن تفاؤلهم" مشيرة الى "ان الجانب الفلسطيني بقي متشككا ازاء امكانية احداث تقدم حقيقي في المفاوضات".
ونقلت الصحيفة عن مصادر فلسطينية في رام الله لم تذكر اسمها قولها "ان لقاء امس بين مفاوضين فلسطينيين واسرائيليين في عمان ربما يكون هاما غير ان هناك شكوكا حول امكانية ان يقود هذا الى نتائج رغم التفاؤل الذي عبر عنه الجانب الاسرائيلي".
ورأت هذه المصادر "انه لا يمكن القول انه جرى احراز أي تقدم وان ما جرى في عمان كان محاولة فقط لخلق اجواء ايجابية لان من الاهمية حقا ان تجرى اجتماعات رسمية بين الاطراف المختلفة بعد فترة طويلة من الجمود السياسي".
وحسب هذه المصادر "فانه ليس هناك احتمال جديد لتحقيق السلام طالما واصل رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو اقرار خطط للبناء في المستوطنات المقامة في الضفة الغربية ومدينة القدس".
وأضافت المصادر"اذا اوقف نتنياهو عمليات البناء هذه في المستوطنات فان هناك فرصة اكبر يمكن ان تنشأ غير انه وفق ما هو ماثل امامنا الان فان فرص حدوث امر كهذا لا تبدو في واقع الامر كبيرة للغاية".
وحذر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس امس اسرائيل من عدم الموافقة على المطالب الفلسطينية الخاصة لافتا الى انه "في 26 الجاري يكون انتهى الوقت ولدينا اجراءات اخرى يمكن ان نتخذها لا يمكن الافصاح عنها الان".
وقال عباس في تصريحات صحفية "ان هذه الاجراءات لم تستكمل بعد" محذرا من انها "ربما تكون صعبة خاصة ان الطلب الفلسطيني معروف وهو ان يقبل الاسرائيليون بالمرجعيات المحددة لعملية السلام وان يوقفوا الاستيطان واذا حصل هذا فنحن مستعدون للعودة الى المفاوضات".
واشار الى ان "هذه الخيارات ستقررها القيادة الفلسطينية بعد دراستها لترى ماذا يمكن عمله بعد 26 الجاري وهو تاريخ انتهاء الي3 اشهر التي حددتها الرباعية والتي بعدها سيكون هناك فراغ ونحن لا يمكن أن نبقى نعيش في فراغ".
وحول رؤيته للقاء عمان الذي عقد امس قال عباس "اذا نجحت الاجتماعات هذه التي تتم بحضور اللجنة الرباعية والاردن في الوصول الى اعتراف اسرائيل بمرجعية عملية السلام وهي رؤية حل الدولتين ووقف الاستيطان فاننا مستعدون للذهاب فورا الى المفاوضات".
وفي ذات السياق زعمت (يديعوت احرنوت) "ان حديث اسرائيل الذي شابه التفاؤل بعد اجتماع عمان امس وضع الجانب الفلسطيني في موقف حرج".
واشارت الى "ان الفلسطينيين اكدوا مرارا وتكرارا انهم لن يعودوا الى المفاوضات من اجل المفاوضات فيما يخشى بعضهم الان من ان لقاء مثل الذي جرى في عمان ربما يصبح كورقة التين بالنسبة لحكومة نتنياهو بما يحول دون اتخاذها قرارات سياسية صعبة".
ووفق الصحيفة "اتفق الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي في لقاء عمان على العودة لاجتماع اخر سيعقد الاسبوع القادم وان المجتمعين ناقشوا قضيتي الحدود والامن بحضور ممثلي اللجنة الرباعية الدولية ومسؤولين اردنيين".
وكشفت "انه خلال الاجتماع بعث المحامي اسحق مولخو رئيس الجانب الاسرائيلي برسالة من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للرئيس عباس دعاه فيها الى استغلال الفرصة للعودة الى طاولة المفاوضات".
من جانبها أكدت صحيفة (هارتس) الاسرائيلية اليوم ان اجتماع عمان الذي عقد امس بمشاركة مسؤولين فلسطينيين واسرائيليين جاء مع توقعات تصل الى الصفر يرافقها حالة من الريبة الكبيرة تبادلها الجانبان.
وكشفت الصحيفة في عددها الصادر اليوم "ان اسرائيل شاركت في الاجتماع تلبية لدعوة لها وجهها العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني".
ونقلت (هارتس) عن مسؤول اسرائيلي كبير القول "ان الملك عبدالله الذي عمل على عقد الاجتماع يخشى من احتمال اندلاع اعمال عنف بين اسرائيل والفلسطينيين يمكن ان تهدد الاستقرار في الاردن".
ووفق الصحيفة يأتي هذا في وقت عملت اسرائيل ومختلف المسؤولين فيها على "خفض سقف التوقعات من هذا الاجتماع الذي شارك فيه المبعوث الخاص لرئيس الحكومة الاسرائيلية اسحق مولخو فيما قاد الدكتور صائب عريقات الوفد الفلسطيني".
وترى المصادر الاسرائيلية "ان اجتماع عمان امس كان مجرد لقاء جديد للطرفين بعد فترة طويلة من الجمود في العملية السلمية عمل فيه الطرفان على استكشاف المواقف المتبادلة بشأن عملية السلام مع دراسة امكانات استئناف المفاوضات المباشرة بينهما".
وحذر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من انه سيتخذ اجراءات حال عدم نجاح المبادرة الاردنية الهادفة الى استئناف المفاوضات بعد الاستجابة لمطالب الفلسطينيين المتمثلة في وقف الاستيطان وقبول مبدأ حل الدولتين على اساس حدود العام 1967.
وجاء هذا في وقت حثت المنسقة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون كلا من اسرائيل وفلسطينين على مواصلة جهودهما الخاصة بتحقيق السلام بعد مفاوضاتهما التي وصفتها "بالواعدة" في الاردن امس الثلاثاء.
وقالت اشتون في بيان "أشجع اسرائيل والفلسطينيين على تدعيم هذا اللقاء الاول الواعد ومواصلة البحث عن سلام عادل ودائم وشامل في الشرق الاوسط".
وتسود حالة من التوقعات في اسرائيل "بأن تكثف اللجنة الرباعية الدولية للسلام برغبة من دول الاتحاد الاوروبي من جهودها لدفع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي نحو استئناف المفاوضات بينهما".
ويعد اجتماع عمان الذي عقد امس بدعوة من الاردن والذي جاء لكسر الجمود في عملية المفاوضات بمشاركة ممثلي اللجنة الرباعية الدولية للسلام الاول من نوعه الذي يجمع مسؤولين فلسطينيين واسرائيليين منذ سبتمبر 2010.