ويلبيك المعادي للعرب والمسلمين يعود برواية مثيرة للجدل عن أسلمة فرنسا

تاريخ النشر: 05 يناير 2015 - 12:01 GMT
البوابة
البوابة
البوابة - الروائي الفرنسي، ميشيل ويلبيك، صاحب الرواية الشهيرة "احتمال جزيرة"، والذي يصفه الكثيرون بانه "محتقر للاسلام" يعود من جديد في رواية بعنوان "استسلام"، تتحدث ثيمتها الاساسية عن فرضية "اسلمة فرنسا". 
ومن المتوقع ان تثير الرواية، كما حدث مع "احتمال جزيرة، وروايات اخريات للكاتب، جدلا كبير، خاصة داخل فرنسا الي لا ينقصها مزيدا من التوتر .
ويقول تقرير لوكالة الصحافة الفرنية بانه سواء اراد ويلبيك كتابه الجديد قصة رمزية يفترض عدم الاخذ بها بحرفيتها او اعتبارها استفزازا جديدا للمسلمين، يبقى ان الرواية التي استوحى اسمها من الاسلام تثير ردود فعل حادة، على غرار المواقف حيال كاتبها المنقسمة ما بين اقصى التمجيد واقصى الكراهية.
وقال مدير صحيفة ليبيراسيون اليسارية لوران جوفران حاملا على رواية الخيال السياسي انها "ستبقى محطة في تاريخ الافكار تؤشر الى غزوة - او عودة - لنظريات اليمين المتطرف في الادب الراقي".
وهو يرى ان رواية هذا الكاتب الذي يعتبر من الادباء الفرنسيين الاكثر شهرة في الخارج، "تصادق على افكار الجبهة الوطنية او افكار اريك زمور" الاعلامي والصحافي الفرنسي الذي يثير جدلا كبيرا بحملاته ضد الهجرة او اوروبا والتي تجد اصداء لدى شريحة من المجتمع الفرنسي تساورها مخاوف كثيرة على المستقبل.
في المقابل يرى الفيلسوف المحافظ الان فينكلكراوت ان ويلبيك "يبقي عينيه مشرعتين ولا يدع واجب اللباقة السياسية يرهبه" وهو بحسبه يصف "مستقبلا غير مؤكد لكنه محتمل".
وفي مقابلة نشرتها وسائل اعلام اميركية والمانية وفرنسية السبت اقر ميشال ويلبيك بانه يلعب على وتر "الخوف" لكنه نفى اي "استفزاز" موجه ضد الاسلام مؤكدا فقط ان كتابه بمثابة "تسريع للتاريخ".
وقال باختصار معلقا على روايته السادسة التي تصدر بطبعة اولى من 150 الف نسخة "انني اختزل تطورا هو بنظري محتمل".
وقال الكاتب الحائز جائزة غونكور ارقى الجوائز الادبية الفرنسية، "انني استخدم عنصر التخويف". لكنه يضيف "لا ندري تحديدا ما الذين نخاف منه، ان كنا خائفين من دعاة التمسك بالهوية (اي اليمين المتطرف) او من المسلمين. يبقى كل هذا ضبابيا".
تبدأ قصة "الاستسلام" عام 2022 مع انتهاء الولاية الرئاسية الثانية للرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند في فرنسا مشرذمة ومنقسمة على نفسها، مع فوز محمد بن عباس زعيم حزب "الاخوية الاسلامية" (من ابتكار المؤلف) على زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبن في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، بعد حصوله على دعم احزاب يسارية ويمينية على السواء.
ويقدم الرئيس الجديد نفسه على انه مسلم "مدافع عن القيم" مثل المجتمع الابوي وتعدد الزوجات ووضع الحجاب ولزوم النساء المنزل ووضع حد لحرية المعتقد واعتناق الاسلام.
وتثير هذه التطورات بلبلة كبيرة سواء في البلاد او في حياة الراوي، وهو استاذ في السوربون، الجامعة الفرنسية العريقة التي تحولت الى "الجامعة الاسلامية".
وويلبيك البالغ من العمر 56 عاما والذي يتهم بكره النساء بل حتى بالعنصرية ومعاداة الأجانب، غالبا ما اثار سجالات عنيفة.
ففي 2001 اشعل فضيحة حقيقية على علاقة بالإسلام بإعلانه في مقابلة انه "احمق ديانة"، ولو انه لطف الامور لاحقا بالقول ان العبارة مجتزأة من سياقها.
وهو يقول اليوم "القرآن افضل مما ظننت، الان وقد قرأته" ويضيف "لست مفكرا، لا اتخذ موقفا، لا ادافع عن اي نظام" مؤكدا ان "كره الاسلام ليس نوعا من العنصرية".
ويقول الكاتب انه اذا ما افترضنا ان "المسلمين نجحوا في التفاهم فيما بينهم (...) فان الامر سيستغرق عشرات السنوات" قبل ان يصلوا الى السلطة في فرنسا. 
لكنه يرى انه "من الخطأ القول ان (الاسلام) دين لا عواقب سياسية له" مستخلصا "بالتالي فان قيام حزب اسلامي يبقى بنظري فكرة تطرح نفسها".
وان كان الخبير السياسي فيليب برو يرى السيناريو الذي ابتكره ويلبيك في روايته الجديدة "مثيرا للضحك" الا انه يعتبر انتخاب رئيس مسلم لفرنسا "امرا محتملا تماما".
ويلفت برو الاستاذ في معهد العلوم السياسية في باريس الى ان الاسلام الذي يعتبر ثاني ديانة في فرنسا بإتباعه الثلاثة الى اربعة ملايين "لا يمثل سوى 10% من سكان فرنسا، وهذه النسبة لن تزداد حتى في حال تنامي الهجرة".
ولد ويلبيك يوم 26 شباط/ فبراير سنة 1958 في «لاريينيون». وعاش باكراً إهمالا من والديه، مما دفع جدته إلى تربيته. أنجب ابنه الأول إتيان سنة 1981، وحين طلاقه من زوجته، أُصيبَ ويلبيك بانهيار عصبي قاده، خلال فترات عديدة، إلى ارتياد أماكن تُعنى بالطب العقلي.
ويلبيك سكن لسنوات في إيرلندا في بيت يحمل اسم «البيت الأبيض»، حيث كتب جزءا كبيرا من روايته «المنصة»، ثم استقر بعدها في إسبانيا.
لا يفعل الكاتب في روايته الجديد إلا استعادة ما قام به في روايتيه السابقتين "احتمال جزيرة" و "المنصة"، التي بالغ فيها في احتقار الإسلام، خلال زيارة له إلى سيناء في مصر سيصرح "فجأة أحسست برفض كليّ لكل الديانات التوحيدية".
 ويضيف، بحسب جريدة الشرق الاوسط: "الديانة الأكثر غباء هي الإسلام بطبيعة الحال. حين نقرأ القرآن نُحسّ بالانهيار». وينتهي به الأمر إلى القول: «الإسلامُ ديانةٌ خطيرةٌ، وهذا منذ ظهورها".
 وفي حوار مع مجلة "لير" الأدبية الشهرية يستعيد حقده على العرب والمسلمين ويصل به الأمر حد التصريح بأنه "يحس بالانتشاء لمنظر جندي إسرائيلي يبقر بطن فلسطينية حامل في غز".
 وقد برّر بعضهم هذا الحقد على دين توحيدي، كالإسلام، لكون والدته التي تخلت عنه اعتنقت الإسلام وتزوجت مُسلما