افادت وكالة الانباء الايطالية في خبر عاجل ان بابا الفاتيكان بينيديكت السادس عشر، يعتزم الاستقالة من منصبه
وقال البابا البالغ من العمر 85 عاما، في اجتماع اليوم، إنه سيترك الفاتيكان نهاية الشهر الجاري.
وكان البابا بنيديكت قد أصبح على رأس الكنيسة الكاثوليكية في عام 2005 بعد وفاة البابا يوحنا بولص الثاني. وكان اسمه آنذاك الكاردينال جوزيف راتزينغر ويبلغ من العمر 78 سنة.
ومن لبنان لفت النائب البطريركي الكاثوليكي العام بولس صياح الى ان المعلومات المتداولة حول استقالة البابا بنديكتوس السادس عشر هي ان البابا شعر بان صحته تتدهور ولا يمكنه القيام بواجباته ووصل الى وقت قال فيه "ان المنصب يتطلب قوة غير عادية وانا امام الله وامام ضميري قررت ان استقيل من هذا المنصب".
واشار في حديث تلفزيوني الى انه "بما ان البابا حدد الزمان الذي سيستقيل فيه، فمن المفترض ان يدعو الكرادلة في مدة شهر من تاريخ الاستقالة لانتخاب بابا جديد"، موضحا انه "سيتم استدعاء 120 كاردينالا تحت سن 80 وسيجتمعون وسيتشاورون"، لافتا الى انه "بعد ذلك يتم الانتخاب على مراحل وفي حال عدم الوصول الى نتيجة يأخذون يوم عطلة للصلاة والمشاورات ومن ثم يواصلون اعمالهم".
واكد ان "انتخاب البابا يحتاج الثلثين وفي حال تعثر ذلك يمكن الانتخاب وفقا للنصف زائدا واحدا".
وفي حديث آخر لوكالة "الأناضول" للأنباء، أكد المطران صياح أنّ استقالة البابا لن تؤثر على وضع الكنيسة الكاثوليكية باعتباره "أيقن أنّه لم يعد يقوى على إتمام مسؤولياته بسبب تقدمه في السن وحالته الصحية، وفضّل أن يترك هذه المهام الكبرى لبابا جديد يتمتع بالقوة العقلية والجسدية الكافية".
وأوضح المطران صيّاح أن الكنيسة الكاثوليكية شهدت حالة استقالة أخرى في العام 1415 حين استقال البابا غريغوار الثاني عشر لخلاف بوقتها داخل البابوية. وقال: "الآن وبعد تقديم استقالته، سيدعو البابا لاجتماع رسمي للكرادلة الـ120 ممن هم تحت عمر الثمانين قد يدوم 4 أيام فيُنتخب بعدها بابا جديد من ضمن الكرادلة الـ120".
أوضح صيّاح أن البطريرك الماروني اللبناني مار بشارة بطرس الراعي هو أحد المرشحين لخلافته باعتباره واحدًا من الكرادلة الـ120.
وكان البابا بنديكيت السادس قد تولى مهامه في وقت كانت فيه الكنيسية الكاثوليكية تواجه واحدة من أشد الأزمات وهي فضيحة التحرش الجنسي بأطفال من قبل بعض القساوسة.
الترجمة الحرفية لبيان استقالة البابا
اخواني الاعزاء،
استدعيتكم إلى هذا المجمع الكنسي، ليس فقط من أجل التطويبات الثلاثة، انما ايضاً لابلاغكم قراراً بالغ الاهمية بالنسبة الى مسيرة الكنيسة. بعد ان فحصت تكراراً ضميري امام الله، وصلت الى قناعة مفادها ان قواي، نظراً الى عمري المتقدم، لم تعد تناسب المهام الدقيقة التي يتطلبها موقع البابا.
انا مدرك تماماً ان كرسي روما، ونظراً الى طبيعته الروحية الاساسية، يحتاج الى متابعة ليس فقط عبرالكلام والنوايا الطيبة، بل ايضاً عبر الصلاة والالم. انما، في عالمنا اليوم الذي هو عرضة للتغييرات السريعة والمهتز بأسئلة عميقة حول الايمان، وكي يكون كرسي القديس بطرس مخدوما كما يجب، ونشر الانجيل، يحتاج الامر الى القوة العقلية انما الى القوة الجسدية ايضاً، وهي القوة التي تدهورت لديّ خلال الاشهر القليلة الماضية الى حد جعلني اعترف بعدم قدرتي على القيام بواجباتي الدقيقة الملقاة عليّ. ولهذا السبب، ومع اداركي التام بأهمية القرار، وبكامل حريتي، اعلن انني استقيل من مهامي كأسقف روما، خليفة القديس بطرس، والتي ائتمنت عليها من قبل الكرادلة في 19 نيسان 2005، بطريقة انه واعتباراً من 28 شباط 2013، الساعة الثامنة مساء، يكون مركز القديس بطرس خالياً ويجب بالتالي عقد مجمع انتخابي للكرادلة لانتخاب بابا جديد.
اخواني الاعزاء،
اشكركم بصدق على كل المحبة والعمل التي دعمتموني من خلالهما بعملكم واطلب منكم المغفرة على اي خطأ بدر مني. والآن، دعونا نولي كنيستنا المقدسة الى عناية اسقفنا الالهي، سيدنا يسوع المسيح، ونرجو والدته القديسة مريم لتكون الى جانب الكرادلة وترعاهم بأمومتها لانتخاب بابا جديد.
اما بالنسبة اليّّ، فأنا ارغب ايضاً في خدمة الكنيسة الله المقدسة في المستقبل بإخلاص، من خلال حياة سأخصصها للصلاة.
الفاتيكان، في 10 شباط 2013.
البابا بنديكتوس السادس عشر.