قرر رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة الاحد، وقف وزيرة الخارجية في حكومته نجلاء المنقوش عن العمل واحالتها الى التحقيق بعد الكشف عن لقاء جمعها مع نظيرها الاسرائيلي ايلي كوهين في روما.
وكشف وزير الخارجية الاسرائيلي في وقت سابق الاحد، عن انه عقد سرا اجتماعا المنقوش في العاصمة الايطالية الاسبوع الماضي، جرى خلاله بحث "الإمكانات الكبيرة للعلاقات بين البلدين" اللذين لا تربطهما علاقات دبلوماسية.
وقال كوهين في بيان انه بحث مع المنقوش في اللقاء الذي عقد بوساطة وزير خارجية إيطاليا أنطونيو تاياني ويعد الاول من نوعه، امكانية التعاون بين البلدين على صعيد الزراعة وادارة المياه والقضايا الانسانية، اضافة الى المساعدات التي يمكن ان تقدمها الدولة العبرية لليبيا في هذه السياقات.
وفي وقت متاخر الاحد، اعلن مكتب الدبيبة عن ان الاخير قرر وقف الوزيرة المنقوش عن العمل وتشكيل لجنة للتحقيق معها في ما ورد من معلومات حول لقائها نظيرها الاسرائيلي.
وامهل القرار اللجنة ثلاثة ايام لتقديم نتائج اعمالها الى رئيس الحكومة.
ويرأس الدبيبة حكومة الوحدة الوطنية الليبية المعترف بها دوليا، والتي تتخذ مقرها في العاصمة طرابلس وتسيطر على غرب البلاد، وتنافسها حكومة في الشرق برئاسة أسامة حمّاد المكلف من مجلس النواب ويدعمه المشير خليفة حفتر قائد ما يعرف بالجيش الوطني الليبي.
وافرزت هاتين الحكومتين سنوات من الصراعات الدامية التي غرقت فيها ليبيا منذ اسقاط نظام معمر القذافي عام 2011.
"لقاء عابر"
وقبل قليل من قرار الدبيبة، اصدرت وزارة الخارجية بيانا قالت فيه ان ما حدث كان مجرد "لقاء عابر" بين المنقوش وكوهين أثناء اجتماع مع وزير الخارجية الإيطالي، ولم يتم خلاله اجراء اي مباحثات مع الوزير الاسرائيلي.
واكد البيان ان اللقاء لم يكن رسميا ولم يتم الاعداد له مسبقا، كما انه لم يتضمن اي مشاورات او اتفاقات او مباحثات، بل اكدت فيه المنقوش بصورة جلية وغير قابلة للبس والتأويل ثوابت ليبيا تجاه القضية الفلسطينية.
وندد بيان وزارة الخارجية الليبية بما اعتبره استغلالا من وسائل الاعلام الاسرائيلية والدولية لهذا اللقاء، ومحاولتها اضفاء طابع المحادثات عليه والايحاء بانه جرى الترتيب له مسبقا، مؤكدا ان الحكومة الليبية لا يمكنها حتى مجرد التفكير في عقد مثل هذه اللقاءات.
وجدد البيان التاكيد على موقف الحكومة الليبية الثابت تجاه الفلسطينيين وقضيتهم، والذي يرفض بالمطلق للتطبيع مع الكيان الصهيوني، ويتمسك بالقدس عاصمة أبدية لفلسطين، وبصورة راسخة لا تراجع عنها.
وقال ان الوزيرة المنقوش سبق ان رفضت وما تزال عقد أي لقاءات مع أي طرفٍ اسرائيلي، تماشيا مع نهج حكومة الوحدة الوطنية والمواقف الراسخة في وجدان الشعب الليبي تجاه القضية الفلسطينية.
احتجاجات وادانات
قال شهود ان تظاهرات غاضبة خرجت في مدن ليبية عدة ابرزها الزاوية غرب طرابلس للمطالبة باقالة المنقوش على خلفية لقائها نظيرها الاسرائيلي في روما.
واظهرت مقاطع فيديو احراق متظاهرين الاطارات في الشوارع وترديدهم هتافات ضد اسرائيل والمنقوش، فيما سمعت مطالبات باقالة حكومة الدبيبة باكملها على خلفية اللقاء.
وغداة الكشف عن لقاء المنقوش وكوهين، ندد المجلس الأعلى للدولة في ليبيا بلقاء المنقوش وكوهين بوصفه خطوة مسيئة لنضالات الشعب الليبي ودعمه للقضية الفلسطينية.
ودعا المجلس في بيان إلى محاسبة المعنيين بهذا اللقاء واتخاذ ما يلزم من اجراءات لمنع تكراره وابطال ما قد يترتب عنه من نتائج.
كما ندد رئيس المجلس السابق خالد المشري بما وصفه بانه تجاوز لكل الخطوط الحمراء.
وكتب المشري في بيان عبر منصة "اكس" انه بات واجبا اسقاط حكومة الدبيبة بعد تجاوزها كافة الخطوط المحظورة وطنيا ودينيا، مشيرا الى لقاءات سابقة مماثلة حصلت ابان زيارة مسؤولين في حكومة الوحدة للاراضي الفلسطينية المحتلة.
وأعربت حركة حماس عن صدمتها للقاء.الذي قالت انه يندرج في سياق اللقاءات الاخرى التي تشرعن وجود الكيان الاسرائيلي على ارض فلسطين.