اوقفت دار "درو وفاندركيندير" للمزادات بيع ثلاث جماجم تعود للحقبة الاستعمارية البلجيكية، إحداها مزينة بحجرين كريمين وتعود لمن قيل انه تاجر رقيق عربي، وذلك اثر انتقادات من منظمات حقوقية.
وكانت الدار تعتزم عرض تلك الجماجم بسعر يتراوح بين 750 و 1000 يورو، قبل ان تعود وتعلن وقف المزاد بعد شكوى تقدمت بها منظمة "ذاكرة الاستعمار ومكافحة التمييز" غير الربحية الى السلطات البلجيكية.
واعتبرت المنظمة في شكواها ان المزاد يعني ان "أولئك الضحايا وكأنهم يقتلون مرتين"، مضيفة ان "العنف الاستعماري يعيد نفسه باستمرار".
وتشير المنظمة بذلك الى وفاة نحو 10ملايين شخص جراء المجازر والمجاعات والأمراض إبان الاستعمار البلجيكي، وخصوصا في الكونغو خلال القرن التاسع عشر.
وقدمت دار "درو وفاندركيندير" للمزادات اعتذارها "لأي شخص يشعر بالأذى بسبب ما حدث"، مؤكدة انها لا تدعم "بأي شكل من الأشكال المعاناة والإذلال اللذين تعرض له الناس خلال فترة الاستعمار".
وإحدى الجماجم التي كانت معروضة جرى تزيينها بحجرين كريمين، وقيل انها تعود لنخاس (تاجر رقيق) عربي يدعى مونيي موهارا، وكان لقي مصرعه برصاص جندي بلجيكي عام 1893.
والجمجمتان الاخريان تعود احداهما الى رجل من "آكلي لحوم البشر"، والثانية لشخص كان جرى قتله ضمن طقوس تضحية وثنية، وانتزعها طبيب عسكري بلجيكي مما يعرف بـ"شجرة الموت" للاضاحي البشرية في الكونغو.
وكانت بلجيكا أصدرت قبل بضعة اشهر قانونًا لإعادة التراث المنهوب من الكونغو، ومن ضمنه الرفات البشرية الموجودة في المتاحف أو الهيئات العامة الرسمية.
واعتبر حقوقيون إن محاولة بيع رفات بشرية في مزاد أظهر الحاجة إلى ضرورة إصدار تشريع جديد يجرم تلك الأفعال، ويلزم باعادة كافة الرفات التي سرقها المستعمرون كغنائم حرب إلى العائلات والمجتمعات في المستعمرات السابقة.