العالم ينعى تشافيز والانظار تتجه الى الجنازة والانتخابات

تاريخ النشر: 06 مارس 2013 - 06:13 GMT
من مظاهر الحزن في فنزويلا بعد اعلان وفاة تشافيز
من مظاهر الحزن في فنزويلا بعد اعلان وفاة تشافيز

نعى قادة العالم الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الذي توفي الثلاثاء، فيما تتجه الانظار في بلاده التي اعلنت الحداد الى يوم الجمعة الذي سيشهد تشييع جنازته، والى الانتخابات التي ينتظر ان تجري خلال شهر لاختيار خليفة للزعيم الاشتراكي الذي حكم على مدار 14 عاما.

وقد اعلن نبأ الوفاة نائب الرئيس نيكولاس مادورو عبر التلفزيون الفنزويلي العام.

والرئيس الفنزويلي (58 عاما) عاد بشكل مفاجىء الى كراكاس في 18 شباط (فبراير) وادخل الى المستشفى العسكري في العاصمة بعدما كان يعالج في المستشفى منذ اكثر من شهرين في هافانا بكوبا حيث خضع لعملية جراحية رابعة في كانون الاول/ديسمبر اثر تشخيص اصابته بالسرطان في حزيران (يونيو) 2011 في منطقة الحوض.

واعلن وزيرالخارجية الياس خاوا ان جثمان تشافيز سيعرض اعتبارا من الاربعاء في قاعة الاكاديمية العسكرية في كراكاس قبل تشييعه في مراسم وطنيه الجمعة في حين اعلن الحداد الوطني لمدة سبعة ايام.

وقال خاوا ان "تقبل التعازي ومراسم التشييع ستتم في كنسية الاكاديمية العسكرية ايام الاربعاء والخميس والجمعة" ولكنه لم يوضح مكان دفن تشافيز. ومن المتوقع مشاركة عدد كبير من الرؤساء في مأتمه.

وكما اعلن خاوا، فان مادورو سيكون رئيسا لحكومة مؤقتة الى حين الانتخابات التي ينص الدستور على ان تجرى بعد 30 يوما من شغور منصب الرئيس.

ومن جانبه، دعا زعيم المعارضة الفنزويلية هنريكي كابريليس رادونسكي الثلاثاء الفنزويليين الى "الوحدة" بعد وفاة تشافيز واعرب عن "تضامنه" مع عائلة الرئيس، وذلك على موقعه على تويتر.

واعلن حاكم ولاية ميرندا الغنية (شمال) على موقعه "تضامنه مع كل عائلة وانصار الرئيس تشافيز، اننا ندعو الى وحدة الفنزويليين".

وكابريليس (40 عاما) الذي لم يحالفه الحظ امام تشافيز في الانتخابات الرئاسية في تشرين الاول/اكتوبر، هو المرشح الطبيعي للمعارضة الى الانتخابات الرئاسية المبكرة التي ستنظم في الايام الثلاثين المقبلة.

واضاف "في هذه الظروف الصعبة، يجب ان نظهر حبنا واحترامنا العميق لبلدنا فنزويلا! ولوحدة العائلة الفنزويلية!".

وتشافيز الذي اعلن بنفسه في العاشر من كانون الاول (ديسمبر) ان السرطان عاوده وانه سيخضع لعملية جراحية في هافانا، يطمح الى انجاز مشروعه "اشتراكية القرن الحادي والعشرين" على رأس بلاده التي تملك اكبر احتياطي نفطي في العالم.

وقد فاز هذا المظلي السابق الذي يبلغ اليوم 58 عاما من العمر في كل الانتخابات التي شارك فيها بالرغم من اتهام معارضيه له بـ"التسلط".

لكن اضعفته العلاجات الطبية التي خضع لها اثر اصابته بسرطان تم تشخيصه عام 2011. وخضع لاربع عمليات جراحية كان آخرها في 11 كانون الاول (ديسمبر) في كوبا.

وكان تشافيز فاز للمرة الثالثة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي بغالبية 54,42% من الاصوات.

ولولا وفاته لكان هذا الفوز سيضمن له البقاء في الحكم حتى 2019 على اقل تقدير على رأس بلد يملك اكبر احتياطي نفطي في العالم، ليواصل مشروعه القاضي باقامة "اشتراكية القرن الحادي والعشرين".

الا انه لم يتمكن من العودة الى كراكاس ليقسم اليمين ويتولى مهامه رسميا.

وقد تم ارجاء هذا الحفل الى اجل غير مسمى بينما يتولى نائب الرئيس نيكولاس مادورو ادارة البلاد في غيابه.

والجمعة نشرت الحكومة الفنزويلية اول صور في المستشفى لتشافيز الذي لم يظهر علنا منذ اكثر من شهرين ونصف الشهر وبدا فيها مبتسما ومحاطا بابنتيه.

ونشر هذه الصور طمأن انصاره، لكنه لم يبدد الشكوك حول قدرته على ممارسة الحكم مجددا.

وقد اكد تشافير الذي عرف في الماضي خطيبا لا يكل، انه "تعافى تماما" من مرضه اثناء الحملة الانتخابية لكنه بدا مضعفا في الاشهر الاخيرة وقد فقد شعره وزاد وزنه كثيرا بعد خضوعه لعمليتين جراحيتين في 2011 و2012 في كوبا على اثر تشخيص ورم سرطاني في منطقة الحوض.

العالم ينعى تشافيزسيرة حياة مثيرة للجدل

 

وقد نعى عدد من الزعماء وقادة العالم الرئيس الفنزويلي الذي وصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بانه كان “رجلا استثنائيا وقويا يتطلع الى المستقبل”.

وقال بوتين في برقية تعزية ورد نصها في بيان للكرملين “كان رجلا استثنائيا وقويا يتطلع الى المستقبل ومتطلبا الى اقصى حد حيال نفسه على الدوام”.

ولفت بوتين في البرقية الى ان الزعيم البوليفاري “صديق قريب لروسيا” سمح بارساء “قواعد متينة لشراكة روسية فنزويلية، واقامة اتصالات سياسية نشطة واطلاق مشاريع انسانية واقتصادية واسعة” بين البلدين.

ووصف الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، الرئيس الفنزويلي الراحل بـ"الأبن البار لفنزويلا والقائد الفذ والثوري الشجاع لكل الأحرار في العالم".

وفي واشنطن، أعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما عن تضامنه مع الشعب الفنزويلي غداة الإعلان عن وفاة تشافيز، وقال في بيان إن الولايات المتحدة تطمح لإقامة علاقات بناءة مع الحكومة الفنزويلية الجديدة مضيفاً أن فنزويلا في طريقها لبدء مرحلة جديدة في تاريخها.

وفي لندن، عبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الثلاثاء عن حزنه لوفاة الرئيس الفنزويلي، وعن تعازيه لعائلة تشافيز والشعب الفنزويلي.

وقال في بيان لوزارة الخارجية البريطانية "أحزنني اليوم (الثلاثاء) نبأ وفاة الرئيس هوغو تشافيز"، مؤكداً أنه "بصفته رئيساً لفنزويلا لمدة 14 عاماً، كان مؤثراً في بلده وفي الخارج".

وفي نيويورك، تقدم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأحر التعازي لعائلات وشعب وحكومة فنزويلا بعيد تلقيه خبر وفاة تشافيز.

وأعلنت الحكومة الكوبية الثلاثاء أن هوغو تشافيز رافق أب الثورة الكوبية فيدل كاسترو "مثل ابن حقيقي"، وذلك خلال إعلانها الحداد الرسمي والوطني لمدة 3 أيام بعد إعلان وفاة الرئيس الفنزويلي، الحليف السياسي والاقتصادي للنظام الكوبي.

وأعربت الحكومة الكوبية في بيانها عن "تعازيها الصادقة" لفنزويلا ودعمها وتشجيعها وإيمانها بالنصر، مؤكدة أن "الثورة البوليفارية ستحظى بدعمنا المطلق ودون أي قيود خلال هذه الأيام الصعبة".

ووصفت الإكوادور وفاة تشافيز بأنها "خسارة لا تعوض" بالنسبة لأميركا اللاتينية، وذلك في بيان نشرته وزارة الخارجية في كيتو.

وأعربت حكومة الرئيس الاشتراكي رافاييل كوريا، الحليف المقرب من تشافيز، عن "حزنها العميق" بعد الإعلان عن وفاة الأخير، مؤكدة أنه كان "زعيم حركة تاريخية" وكان "ثورياً يستحق الذكر".

كما أعربت كولومبيا عن "حزنها العميق" لوفاة تشافيز، وذكرت بأنه قدم دعماً مهماً لعملية السلام مع متمردي حركة فارك.

وفي برازيليا، عبرت الرئيسة البرازيلية يدلما روسيف عن حزنها لوفاة تشافيز، مؤكدة انها "خسارة تعوض لرجل عظيم في اميركا الجنوبية".

وعبر الرئيس البرازيلي السابق ايناسيو لولا دا سيلفا عن "حزنه" لوفاة تشافيز، مشيدا بجهوده "من اجل عالم اكثر عدالة".

وفي ليما، عبر رئيس البيرو اويانتا اومالا عن "المه العميق لشعب فنزويلا وعائلة تشافيز". كما عبر عن الامل "في هذه اللحظات الصعبة التي يمر بها اقرباء الرئيس والفنزويليون بشكل عام، في الوحدة والتأمل وان تجري الامور بشمل ديموقراطي وسلمي".

وفي سانتياغو، وصف الرئيس التشيلي سيباستيان بينيرا الرئيس هوغو تشافيز ب"الزعيم الذي التزم عملية التكامل في اميركا اللاتينية".

وفي بور او برانس، صرح وزير الخارجية الهايتي بيار ريشار كازيمير ان وفاة تشافيز "خسارة كبيرة" لكل المنطقة ولهايتي خصوصا.

من جهته كتب الرئيس الهايتي ميشال مارتيللي على صفحته على فيسبوك "انقل باسم شعبي تعازي الحارة لكل الشعب الفنزويلي".

وفي اوتاوا، قال رئيس الوزراء الكندي ستيفان هاربر ان وفاة تشافيز تفتح الطريق لمرحلة انتقالية يفترض ان تؤمن للفنزويليين "مستقبلا افضل".

في سطور

تشافيز مع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي
ولد تشافيز في 1954 لابوين معلمين بولاية باريناس (جنوب غرب). وهو اب لاربعة ابناء ويدين بالكاثوليكية. وقد طلق مرتين. بدأ تشافيز منذ 1982 يعد مشروعه الاشتراكي المستوحى من سيمون بوليفار الشخصية الرمز في الكفاح من اجل استقلال البلاد من الاسبان.

وفي 1992 نفذ اللفتنانت كولونيل في سلاح المظليين هوغو تشافيز انقلابا فاشلا على الرئيس كارلوس اندريس بيريز الذي القى به في السجن سنتين، الامر الذي جعله يحظى بشعبية كبيرة. وبعد ست سنوات قاد تحالف احزاب يسارية الى الفوز بالانتخابات الرئاسية بـ 56 بالمئة من الاصوات.

وبنى هوغو تشافيز الذي يقود اكبر دولة مصدرة للنفط في اميركا الجنوبية، شعبيته على عدة برامج اجتماعية في مجال الصحة والتربية حتى اصبح الناس الاكثر فقرا يشعرون بامتنان لا حدود له ويكررون انه اعاد لهم "كرامتهم" رغم تضخم كبير.

في المقابل يأخذ عليه منتقدوه انه يفرض حضورا طاغيا ويسخر موارد الدولة في خدمة قضية واحدة هي البقاء في الحكم.

وتشافيز الذي كان متقد الحيوية والنشاط قبل مرضه، لا يرحم خصومه ويتمتع بكاريسما قوية ويمكنه ان يمزج في خطاب واحد اغنيات شاعرية وشتائم وثقافة واسعة، طور اسلوبا في الحكم غير تقليدي يستند فيه الى حدسه وما تعلمه من تدريبه العسكري.

وتعتبر المؤرخة مرغاريتا لوبيث مايا التي كانت حليفته قبل ان تنتقل الى المعارضة ان "تشافيز مزيج متناقض من اليسارية والنزعة العسكرية ولديه اقبال مفرط على السلطة. واحد اكبر دوافعه هو البقاء في الحكم بلا حدود".

وبعد محاولة الانقلاب التي تعرض اليها في 2002، قرر الرئيس ان العالم ينقسم الى فئتين: اصدقاء وخصوم واصفا معارضيه بانهم "خونة" و"بلا وطن". لكن خارج حدود بلاده ينظر اليه على انه نموذج -- وممول -- لعدة زعماء يساريين في اميركا اللاتينية. وهو من اشد انصار وحدة اميركا اللاتينية.

وقد اقام هيئات للتكامل الاقليمي ونسج تحالفات استراتيجية مع روسيا والصين وايران ولا يفوت فرصة لدعم قادة مثيرين للجدل مثل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي والرئيس الايراني محمود احمدي نجاد والرئيس السوري بشار الاسد.

وفي الوقت نفسه اثبت تحليه بالبراغماتية فلم يعمد يوما الى تعليق امدادات النفط الى الولايات المتحدة رغم انتقاداته اللاذعة "للامبريالية الاميركية".