قال يعقوب الصراف وزير الدفاع اللبناني إن مؤتمر روما الذي سينعقد غد الخميس لدعم القوى العسكرية اللبنانية سيجمع الأردن والعراق وقطر والسعودية والمغرب والجزائر وتونس، إضافة إلى المجموعة الأوروبية والولايات المتحدة والأمين العام للأمم المتحدة، لافتاً إلى أن أهمية المؤتمر ليست فى جمع 10 ملايين دولار ولا باخرة ولا طائرة، بل في أن نضع أيدينا معا، وأضاف ” أن نفكر بـ 12 مليون نازح سوري ومثلهم عراقي، ونصلي على مليوني شهيد من العراق و600 ألف شهيد سوري و150 ألف شهيد لبناني، وشهداء الجيش اللبناني الذين لولاهم لما كنا موجودين الآن”.
وخلال لقاء بالجالية اللبنانية بالدوحة، على هامش مشاركته في مؤتمر ومعرض “ديميدكس″، بحضور السفير إبراهيم فخرو مدير المراسم في وزارة الخارجية القطرية، والعميد مبارك راشد السليطي ممثلا عن وزارة الدفاع وعدد من أبناء الجالية اللبنانية، قال وزير الدفاع اللبناني إن “رسالة لبنان واضحة، فلا نريد العدوان على أحد لا شمالًا ولا جنوبًا ولا شرق أقصى ولا غرب أقصى، ولا ننوي أن نصدر سوى السلام”، مؤكدًا، أن “لبنان ليس لديه أي مشروع توسعي أو عدائي ولكنه لن يسمح بأي عدوان”.
وأضاف: “هناك العدو الاسرائيلي الإرهابي، ولكن الأهم من الأعداء هم الأصدقاء، والأهم من الحرب هو السلام، ورسالة لبنان واضحة والمسألة ليست حل مشكلات منفردة لدول، ولكن المنطقة بأسرها تحتاج إلى تعاون الجميع لحل هذه المشكلات”.
وتابع قائلاً: “إن رسالة لبنان هي رسالة سلام، وهو ما يتجسد في علاقاتها الجيدة مع كافة دول المنطقة”، مؤكدًا على دور أبناء الجالية اللبنانية في الدوحة، كجزء أساسي في توطيد العلاقات بين البلدين.
ولفت الصراف إلى أن “الأمل كبير أمام لبنان لأسباب؛ منها أن المجتمع الدولي قرر أن الحرب لن تعود إلى لبنان، كما قرر أنه إذا إنهار الاقتصاد اللبناني، فهو مشكلة كبرى للجميع وأيضا انفتاح وانتشار اللبنانيين ومساهمتهم في تطوير المجتمعات التي يعملون بها. وأيضًا لأن الحل اللبناني الديمقراطي التوافقي، أثبت قدرته على تسوية الخلافات، رغم أنه ليس نموذجًا كاملًا، ولكنه يرتكز في النهاية على أمرين؛ أولهما أن الجميع له حضور على الطاولة، والثاني أنه يشجع الجميع″، لافتًا إلى أن “هذا هو الحل الوحيد للجامعة العربية في هذا التوقيت بالمنطقة.”
مليون و800 ألف نازح في لبنان
وأشار وزير الدفاع اللبناني إلى اهتمام وانزعاج العالم ممّا يحدث في منطقة الشرق الأوسط، قائلًا: “لأول مرة يطلق الأمين العام للأمم المتحدة ما يسمى بالشرق الأوسط العالمي، لأن أوروبا وروسيا وإيران وأفريقيا مفزوعة من تدهور الشرق الأوسط، ولأن الخلافات بيننا قد تنتج مآسي وأزمات كبيرة، فالنازح الواحد في ألمانيا يكلفها 25 ألف يورو، فما بالكم بمليون و800 ألف نازح موجودين في لبنان اليوم”.
ودعا الوزير الصراف اللبنانيين المقيمين في قطر إلى المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة في بلادهم، قائلاً: “إننا في موسم الانتخابات، وأنا ملتزم بالحزب، ولكن أطلب منكم الإقتراع حتى لو ضد حزبي”، مضيفاً “صوتكم و قراركم مثل الاستثمار، فأنت تستثمر بالسياسي الذي تريد أن يخدمك ويمثلك ويمثل بلادك والعسكري الذي يدافع عنك مثل ما تستثمر بمشروع″، مشيراً إلى ارتباط اللبنانيين المغتربين بوطنهم، قائلًا “لا يترك لبناني بلده إلا وفي قلبه غصة”.
قطر لبّت نداء لبنان دون مصلحة أو شرط
إلى ذلك، أشاد وزير الدفاع اللبناني بدعم دولة قطر لبلاده، بالقول: “هناك قواسم مشتركة بين البلدين، بإرتباطهما واعتزازهما بالأرض والدفاع عن السيادة، وأن دولة قطر، درس في الإنفتاح بدليل عدد اللبنانيين العاملين بها، ليس فقط للعمل والإستثمار، ولكن للتنوع والفكر والثقافة أيضاً”.
ونوّه الصراف إلى أنه حين كان وزيراً للدفاع بالإنابة عام 2006 خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان وتعرضها للقصف والظلم والقتل والحصار، كانت قطر أول من لبى النداء دون أي غاية أو مصلحة أو شرط.
أمير قطر للوزير الصراف: الأوطان ليست بأحجامها ولن تركع لأن الجوارح لا تركع
وأضاف: “أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني هو قائد مسيرة تحويل العالم العربي من عالم نفطي إلى عالم يهتم بنمو وتطوير الإنسان حيث الموارد البشرية أهم من الموارد الطبيعية. وحينما التقيته في مؤتمر ميونيخ الأخير حول الأمن، قال لي الشيخ تميم: “لا تعتقدوا أن دولة قطر صغيرة، لأن الأوطان ليست بأحجامها أو أنها ستركع لأن الجوارح لا تركع ولا تعتقدوا ذلك أيضا بالنسبة للبنان.”
احتضان قطر للقاعدة العسكرية الأميركية لم يكن محض صدفة
وشدّد الصراف على أن قطر ولبنان يشتركان في مساعيهما الدائمة لإرساء السلام، وأن الإسلام هو دين السلام وأول دين يعطى الأمان للمهزوم. وتابع قائلاً: “قطر جمعت بين التطور والإنفتاح والتقدم والسلام”.
وتابع قائلاً: “الولايات المتحدة، عندما قررت منذ عام 2000 أن تضع قاعدة عسكرية في قطر لم يكن محض صدفة، ولكنه نتيجة انفتاح قطر على إخوانها العرب والعالم”.
وأشار إلى أن “ما حققته قطر من تقدم لافت جعلها مركزًا مهما للإستثمار وجذب كبرى الشركات العالمية، حيث التقيت في الدوحة بشركات دولية من إسبانيا والبرازيل لديها إهتمام بالاستثمار فى لبنان، وذلك على هامش مشاركتي في معرض “ديمدكس″ 2018 الذي يجمع أهم الشركات العالمية في الصناعات البحرية”.
سفير لبنان: قطر وقفت مع لبنان في السراء والضراء
من جانبه، قال حسن نجم سفير لبنان لدى الدوحة إن دولة قطر دعمت لبنان في السراء والضراء، الأمر الذي يعزّز العلاقات الوثيقة بين البلدين.
وأضاف: “قطر..هذا البلد الأمين وقف دومًا إلى جانب لبنان في السراء والضراء، ونتوجه بالتحية إلى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي آمن باستراتيجية العلاقة الأخوية بين قطر ولبنان، ووضع كما الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ثقته بالطاقة اللبنانية الاغترابية وبنسج علاقة وطيدة مع لبنان.”