وزير الاعلام الأردني يعتذر عن تهديده ب"دحرجة رؤوس" مُسربي الوثائق الرسمية

تاريخ النشر: 11 مارس 2021 - 09:24 GMT
صخر دودين
الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية الوزير صخر دودين

توعد وزير الاعلام الناطق باسم الحكومة الاردنية صخر دودين ب"دحرجة رؤوس" الموظفين الذين يقفون وراء تسريب وثائق رسمية إلى وسائل الاعلام، مثيرا عاصفة انتقادات في وسائل التواصل التي شبهته بالحجاج.

ولم يشفع للناطق الذي يتولى أيضا حقيبة شؤون الاعلام في الحكومة توضيحه واعتذاره اللاحق عن العبارة التي استخدمها خلال مؤتمر صحفي للاعلان عن الاجراءات الجديدة لكبح انتشار فيروس كورونا في المملكة، حيث بين ان العبارة كانت تعبيرا مجازيا وليس وعيدا بالمعنى الحرفي.

وقال دودين الخميس في تصريحات لموقع "عمون" الاخباري، إن "للغة العربية عظيمة وفيها الكثير من التعابير المجازية، مستشهدا بنص القرآن الكريم "قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا"، اذ لم يقصد بها اضرام حريق في الرأس، وانما هو تعبير مجازي.

وأكد دودين، "إن كانت هذه العبارة التي استخدمتها قد خدشت احساس أي من المواطنين الكرام والاحبة فإنني من خلال عمون اعتذر بشدة واستميحهم السموحة لأنني اردت ان اعبر بالطريقة العربية التي اعتدت عليها".

وأضاف، "يبدو أن اللغة العربية قد هجرت في الاونة الاخيرة وبات الناس يستغربون من يتكلم باللغة العربية الفصحى، ويعبر بكلماتها وبوقعها". وقال "ارجو أن يكون مفهوما أن ما قلته قصد به اتخاذ اجراء مشدد بهذا الأمر".

وبين دودين أن وحدة الجرائم الالكترونية تواصل عملها حتى صباح الخميس، وسيتم احالة من ثبت تورطهم بتسريب الكتاب الى القضاء العادل النزيه، مؤكدا أن الجميع تحت القانون ونحتكم اليه.

وأكد أنه من الان فصاعدا لن تمر مثل هذه التسريبات هباء وانما سيكون هناك اجراءات مشددة جدا.

وشكر دودين جميع من اشتبك مع هذا الأمر سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي او المواقع الالكترونية، من خلال الانتقادات الكثيفة للعبارة، مؤكدا أن "هذا يدل على أن الشعب الأردني مثقف وحر، ولديه الحرية ليقول ما هو مناسب، مثبتا من خلال هذا الأمر أن لديه رقابة شعبية فوق الرقابة المفروضة على الحكومة، وتفرض حتى على الكلمة الأمر الذي يضع مسؤولية مضاعفة عليها".

وجاء توضيح واعتذار الوزير لتهدئة الانتقادات الواسعة التي اثارها استخدامه لعبارة دحرجة الرؤوس على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي.

وتصدر وسما "#دحرجة_رؤوس" و"#إقالة_وزير_الاعلام" موقع تويتر في الأردن، ومحاكاة مقولة الحجاج بن يوسف الثقفي بقوله: "إني أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها، وإني لصاحبها، وإني لأرى الدم يترقرق بين العمائم واللحى".

وبينما لم تخل التعليقات التي حملها موقعا تويتر وفيسبوك من روح الدعابة والطرفة، الا انها كانت تفوح منها رائحة التصيد لدى البعض، في حين كشفت بالفعل ضحالة المعرفة باللغة العربية لدى الكثيرين.