تتنبأ وثيقة اميركية سرية مسربة بفشل هجوم مضاد تعتزم القوات الاوكرانية تنفيذه في مواجهة الجيش الروسي، وذلك بحسب وثيقة سرّية مسربة نشرت مضمونها صحيفة "واشنطن بوست" الثلاثاء.
وبررت الاستخبارات استنتاجاتها بأسباب تتعلّق بالتدريب والإمدادات، وذلك وفق الوثيقة التي تاتي ضمن مجموعة مواد حساسة نشرت مؤخرا على الإنترنت.
وصدمت هذه التسريبات وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) التي وصفت نشر تلك الوثائق خرقا يشكّل "خطرا جسيما" على الأمن القومي، فيما جرى فتح تحقيق جنائي في هذه الواقعة.
وتقول الوثيقة التي تتحدث عن هجوم مضاد يتوقع ان تقوم به القوات الاوكرانية في الربيع، ان التحصينات الروسية ونقص التدريبات والذخائر لدى الجانب الاوكراني سيكون من شأنها اضعاف الهجوم ومقاقمة الخسائر البشرية في صفوف قوات كييف.
ورغم ان الكثير من تسريبات الوثائق والصور متداولة على منصات التواصل منذ اشهر، لكنها بدأت استقطاب اهتمام وسائل الاعلام الاسبوع الماضي، وهي في غالبيتها تتعلق باوكرانيا، بينما يشير بعضها الى مراقبة واشنطن لحلفائها.
وتسببت التسريبات في حالة من الهلع في اوساط المسؤولين الاميركيين الذين يبذلون في الاونة مساع حثيثة لطمأنة حلفائهم بعد هذه الفضيحة.
وتقول تقارير ان الكثير من الوثائق المسربة قد اختفت عن الانترنت في ظل الجهود المحمومة من قبل واشنطن لحذفها، حيث ان من شان بعضها ان يعرض للخطر مصادر استخبارية اميركية ويتيح لاعداء الولايات المتحدة معلومات ثمينة.
استسلام جماعي
ميدانيا، قالت السلطات الانفصالية في اقليم دونيتسك شرقي اوكرانيا، ان القوات الأوكرانية في مدينة أفدييفكا في الاقليم بدأت الاستسلام بشكل جماعي للجيش الروسي.
وقال إيغور كيماكوفسكي، مستشار القائم بأعمال رئيس جمهورية دونيتسك الروسية "الآن في أفدييفكا يستسلم الكثير من جنود التشكيلات المسلحة الأوكرانية".
ومن جانبه، قال دينيس بوشيلين القائم بأعمال رئيس دونيتسك، أن القوات الروسية تعمل في الاونة على تطويق المدينة التي لا يزال لدى القوات الاوكرانية طرق إمداد إليها.
واشار بوشيلين في وقت سابق، الى ان القوات الاوكرانية تسعى الى سحب تشكيلاتها نحو مدينة باخموت حيث تحرز القوات الروسية تقدما بطيئا ومضطردا.
السيطرة على 80% من باخموت
وفي سياق متصل، أكد يفغيني بريغوجين مؤسس محموعة "فاغنر" الروسية شبه العسكرية، ان القوات الروسية باتت تسيطر حاليا على اكثر من 80٪ من باخموت "بما في ذلك جميع المراكز الإدارية، والمصانع والمعامل".
وخسرت القوات الاوكرانية في الايام الاخيرة اجزاء واسعة في وسط باخموت.
التي زارها في الأيام الأخيرة عدد من مراسلي الحرب الروس الذين أظهرت تقاريرهم دمار المدينة.
وتضع روسيا مدينة باخموت في دائرة اولوليات الاستهداف في اوكرانيا، رغم انها لا تتمتع بميزة استراتيجية وتقتصر اهميتها على العامل الرمزي بحسب ما تؤكده كييف وحلفاؤها الغربيون.
لكن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو يرى غير ذلك، حيث اكد ان باخموت تشكل عقدة مهمة لخطوط الدفاع الاوكرانية في منطقة اقليم دونباس شرقي البلاد، و"السيطرة عليها ستسمح بشن هجمات جديدة في العمق".
ولم يتبق في "باخموت" التي كان يبلغ عدد سكانها قبل الحرب، حوالي 70 ألف نسمة، إلا بضعة آلاف فقط.
