قالت واشنطن انها لا معلومات لديها حول مكان الرئيس السوري بشار الاسد، وحذرت من ان الازمة السورية قد تمتد الى الدول المجاورة بعد التفجير الانتحاري الذي استهدف مقر الامن القومي السوري في دمشق واسفر عن مقتل عدد من الوزراء والقادة الامنيين.
وقال البيت الأبيض إن "الفرصة تضيق" أمام التوصل إلى حل سلمي للصراع في سوريا وإنه لا يعلم مكان الرئيس بشار الأسد بعد تفجير قتل فيه عدد من كبار مسؤوليه العسكريين.
لم يسجل اي ظهورللاسد منذ الهجوم الذي قتل فيه وزير دفاعه داود راجحة وصهره نائب وزير الدفاع اصف شوكت ووزير الداخلية محمد الشعار اضافة الى نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة حسن تركماني.
وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض في مؤتمر صحفي "الفرصة تضيق ونحتاج إلى التحرك بشكل موحد للمساعدة في تحقيق عملية الانتقال التي يستحقها الشعب السوري."
واضاف كارني ان الولايات المتحدة تراقب عن كثب المنشآت العسكرية السورية ويعتقد ان ترسانة الجيش السوري من الاسلحة الكيماوية تظل تحت سيطرة الحكومة.
وفي سياق متصل، فقد حذر انتوني بلينكين مستشار الامن القومي لنائب الرئيس الاميركي جو بايدن الاربعاء خلال مناقشته مع القادة العراقيين الازمة السورية من امتداد هذه الازمة الى الدول المجاورة.
والتقى بلينكين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ورئيس البرلمان اسامة النجيفي ومن المقرر ان يجري محادثات مع عدد من كبار المسؤولين السياسيين اثناء الزيارة التي يقوم بها الى بغداد وبعد ذلك الى مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق.
وعن لقاءاته مع القادة العراقيين صرح بلينكين للصحافيين في السفارة الاميركية "اعتقد اننا متفقون على انه كلما طال الوضع الراهن، كلما زادت احتمالات حدوث امور لا يود اي منا ان يراها تحدث".
واضاف "على سبيل المثال، هناك خطر ان يتحول ما يحدث في سوريا الى نزاع طائفي شامل يمتد الى الدول المجاورة من بينها العراق، وهذا ليس في مصلحة احد. وكلما استمر ذلك، كلما زادت احتمالات حدوث ذلك الخطر".
وقال "ولذلك فقد تحدثت عن الضرورة الملحة للانتقال السياسي في سوريا، على انها افضل طريق الى الامام".
ورفض بلينكين التعليق على التفجير الانتحاري الذي وقع في دمشق.
وقال البيت الابيض في وقت سابق الاربعاء ان الرئيس السوري بشار الاسد "يفقد السيطرة" على البلاد.
وفي اشارة الى "زيادة" الانشقاقات و"زيادة قوة وتوحد المعارضة" ، قال تومي فيتور ، المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي، ان الحركة ضد الاسد تتزايد.
وجاء تصريح فيتور بعد ساعات من هجوم دمشق الذي استهدف مبنى الامن القومي.
وقال فيتور "من الواضح ان نظام الاسد يفقد السيطرة على سوريا"، مؤكدا ضرورة حدوث انتقال سياسي لتجنب "حرب طائفية واهلية طويلة ودموية".
واضاف ان "العديد من السوريين الذين كانوا موالين للنظام في السابق اصبحوا يعتبرون الاسد بمثابة المشكلة وليس الحل، كما ان المصاعب المالية التي يواجهها النظام تزداد".
وقال "نحن نعمل بشكل ملح مع شركائنا الدوليين للعمل من اجل تحقيق انتقال سياسي في سوريا".
واضاف "كلما ازدادت سرعة حدوث هذا الانتقال، كلما زادت فرص تجنب حرب اهلية طويلة ودموية وطائفية، وكلما استطعنا بشكل افضل من مساعدة السوريين على ادارة انتقال مستقر الى الديموقراطية".
من جانب اخر، وسعت الولايات المتحدة اليوم الأربعاء نطاق عقوباتها ضد سورية.
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية في واشنطن أن العقوبات الجديدة تشمل مسؤولين بارزين في الحكومة السورية وست شركات سورية.
وتنص العقوبات على عدم السماح للمواطنيين الأميركيين في المستقبل بإجراء أي صفقات مع من شملتهم العقوبات ، اإضافة إلى تجميد أي أرصدة محتملة لهم.
وقال ديفيد كوهين ، وكيل الوزارة المختص بشؤون الإرهاب في بيان لوزارة الخزانة ، إن العقوبات الجديدة تعكس الرغبة الراسخة لدى الولايات المتحدة في دفع نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى إنهاء "حمام الدم" في بلده والتخلي عن السلطة.
وأضاف كوهين: "طالما أن الأسد باق في السلطة فإن إراقة الدماء وزعزعة الأمن في سورية ستتزايد".
ووفقا لبيانات الوزارة ، فإن من بين الـ29 شخصا الذين شملتهم العقوبات الجديدة وزيري المالية والعدل السوريين وأعضاء آخرين في الحكومة السورية.
وتتهم الولايات المتحدة خمسة من الشركات الست التي شملتها العقوبات الجديدة بدعم برامج تطوير أسلحة بيولوجية وكيميائية.
أما الشركة السادسة فإنها ملك لرجل الأعمال رامي مخلوف ، "أحد المقربين الفاسدين للرئيس الأسد" ، حسب بيانات الوزارة.
مصادر إعلامية تتحدث عن انشقاقات متواصلة في صفوف الجيش السوري بعد الهجوم الذي استهدف الدائرة الأمنية المقربة من الرئيس بشار الأسد
