اعربت واشنطن عن قلقها ازاء الوضع في حلب، لكنها رفضت مقارنتها ببنغازي التي استدعت تدخلا دوليا في ليبيا، فيما دعا رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان الى تحرك دولي للتعامل مع الحشد العسكري لقوات الرئيس بشار الأسد حول المدينة وتهديدات حكومته باستخدام الأسلحة الكيماوية.
وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض "نحن قلقون للغاية بشان الوضع في حلب"، وادان "الهجوم البشع الذي تنفذه قوات (الرئيس بشار) الاسد على المدنيين".
وقال ان "الاسلحة التي يستخدمونها ضد المدنيين العزل تظهر مدى الانحطاط الذي انزلق اليه الاسد"، مكررا بذلك تعبيرا يستخدمه منذ بضعة ايام.
وكان كارني يرد على سؤال صحافي حول التشابه بين الوضع في حلب وبنغازي التي تمركز فيها معارضو القذافي في اذار/مارس 2011.
وكان تهديد نظام القذافي بشن هجوم وشيك واسع على بنغازي ذريعة لتحالف دولي ضم الولايات المتحدة للتدخل عسكريا في ليبيا لفرض منطقة حظر جوي.
وقال كارني "لقد اجتمعت معطيات اوسع اتاحت للمجتمع الدولي وعلى راسه الولايات المتحدة اتخاذ هذا النوع من التدابير في ليبيا".
واضاف "كان الهجوم وشيكا. وجهت المعارضة الموحدة نداء الى المجتمع الدولي للتحرك. كان هناك توافق دولي، سواء داخل مجلس الامن الدولي او على المستوى الاقليمي، مع الجامعة العربية".
وقال "الوضع ليس مماثلا" بالنسبة لسوريا، "لقد كنا واضحين جدا في التعبير عن خيبة املنا ازاء الروس والصينيين لانهم استعملوا الفيتو ثلاث مرات في الامم المتحدة".
ومن جانبه، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يوم الجمعة إنه يجب اتخاذ خطوات دولية للتعامل مع الحشد العسكري لقوات الأسد حول مدينة حلب وتهديدات حكومته باستخدام الأسلحة الكيماوية.
وقال اردوغان في مؤتمر صحفي في لندن مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون "هناك حشد (عسكري) في حلب والتصريحات الأخيرة بخصوص استخدام أسلحة الدمار الشامل هي تصرفات لا يمكن ازاءها ان نبقى في موقف المراقب أو المتفرج."
وأضاف قائلا "ينبغي اتخاذ خطوات في إطار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي والجامعة العربية ويجب أن نحاول معا التغلب على الوضع."
وقال كاميرون إن بريطانيا وتركيا تشعران بالقلق من أن تكون حكومة الأسد على وشك تنفيذ "بعض الأعمال المروعة في مدينة حلب وحولها."
"سيكون هذا غير مقبول بالمرة. يجب على هذا النظام أن يدرك أنه غير شرعي وخاطيء ويجب عليه أن يتوقف عما يفعله."
وقصفت المدفعية التابعة للرئيس السوري مناطق يسيطر عليها المعارضون حول حلب يوم الجمعة تمهيدا لشن هجوم على المدينة.
وقالت مصادر بالمعارضة ان القصف المدفعي اعقب قصفا جويا مكثفا للمدينة نفسها وانه محاولة لمنع المقاتلين من امداد وحدات المعارضة داخل حلب.
وقال قائد للمعارضين خارج حلب يدعى انور "يقومون بقصف عشوائي لبث حالة من الخوف."
وينظر للمعركة للسيطرة على حلب وهي مركز قوة رئيسي في البلاد ويبلغ عدد سكانها 2.5 مليون نسمة على انها نقطة تحول محتملة في الانتفاضة المستمرة منذ أكثر من 16 شهرا ضد الاسد. وقد تمنح هذه المعركة افضلية لطرف على الاخر في الصراع الدائر بين الحكومة وقوات المعارضة.