حذر وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو يوم الاثنين من أن تسليح المعارضة السورية يمكن أن يؤدي الى حرب أهلية شاملة ودعا الى اعطاء فرصة لخطة كوفي عنان المبعوث الدولي للسلام.
وتدعو قطر والسعودية لتسليح المتمردين الذين يسعون للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد. وتشعر مصر وبعض الدول العربية الاخرى بالقلق ازاء مثل هذه الخطوة.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط الرسمية المصرية عن وزير الخارجية محمد كامل عمرو قوله "تسليح المعارضة السورية حسبما ترى مصر سيزيد من معدلات القتل وسيحول الوضع في سوريا برمته الى حرب أهلية كاملة."
وأضاف عمرو "نريد أن نعطي فرصة لمهمة كوفي عنام مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا لنرى ما ينتج عنها." وتنص خطة السلام التي طرحها عنان على ان تسحب القوات السورية جميع الوحدات العسكرية من المدن ثم يكون أمام الحكومة وقوات المعارضة بعد ذلك 48 ساعة لوقف القتال. وقال احمد فوزي المتحدث باسم عنان يوم الاثنين ان سوريا أبلغت الامين العام السابق للامم المتحدة أنها ستسحب قواتها من المدن بحلول العاشر من أبريل نيسان. وتشير تقديرات الامم المتحدة الى أن قوات الامن السورية قتلت اكثر من 9000 شخص في الاحتجاجات ضد حكم الرئيس بشار الاسد في حين تقول دمشق ان 3000 من الجنود والشرطة لاقوا حتفهم.
وقال عمرو انه دعا الى اجتماع مع المعارضة السورية في مقر الجامعة العربية بالقاهرة لكن وكالة أنباء الشرق الاوسط لم تذكر متى سيعقد الاجتماع.
دعم اميركي
ياتي ذلك في الوقت قال مسؤولون أمريكيون إن الإدارة ستقدم أجهزة متخصصة للمعارضة السورية لمساعدتها في التنظيم والتواصل مع الخارج بعيداً عن رقابة النظام السوري الذي تتصدى له دفاعاً عن انتفاضة شعبية تطالب للتغيير. وفي الأثناء، صرحت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، سوزان رايس، أن المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية، كوفي عنان، صرح أمام مجلس الأمن الدولي بجلسة مغلقة، الاثنين، بأن النظام السوري أبلغه أن قواته العسكرية ستكمل انسحابها من المراكز المدنية بحلول العاشر من إبريل/نيسان الجاري.
وذكر
مسؤولون أمريكيون ومصادر أخرى مطلعة بنوعية المساعدات التي ستقدمها واشنطن
للمعارضة السورية بأنها تشمل أجهزة اتصالات بالأقمار الصناعية وأنظمة ومعدات أخرى
للمساعدة في الإفلات من رقابة نظام دمشق.
وأوضحت المصادر أن أجهزة الاتصالات تدخل في إطار مساعدات بنحو 25 مليون دولار خصصتها واشنطن لإيصال الإغاثة الإنسانية إلى داخل سوريا، في سياق انخراطها في جهود دبلوماسية مكثفة لتأمين وصول المنظمات الإنسانية ودون أي قيود إلى المناطق المتضررة.
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، قد صرحت خلال مؤتمر "أصدقاء سوريا" باسطانبول بأن "الولايات المتحدة سوف تتجاوز المساعدات الإنسانية، وتقدم مساعدة إضافية، بما في ذلك معدات الاتصالات من شأنها أن تساعد نشطاء التنظيم ومراوغة الهجمات من قبل النظام، والاتصال بالعالم الخارجي."
تواصل العمليات العسكرية
استمرت عمليات القصف والاشتباكات وحملات الدهم والاعتقال في عدد من مناطق سوريا الثلاثاء بمشاركة قوات نظامية معززة، بحسب مراقبين وناشطين، غداة ابلاغ الموفد الدولي الخاص كوفي انان مجلس الامن موافقة دمشق على بدء سحب قواتها من الشوارع وضمن مهلة تنتهي في العاشر من نيسان/ابريل.
واعلن الناطق باسم انان ان فريقا من الامم المتحدة سيتوجه الى سوريا في الساعات ال48 المقبلة لاعداد خطة نشر المراقبين. وبالتزامن مع ذلك، يقوم رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيلنبرغر بزيارة لسوريا يلتقي خلالها مسؤولين بهدف مناقشة مسالة ايصال مساعدات انسانية للمدنيين السوريين. وتواصلت الاشتباكات وحملات الدهم والاعتقال الثلاثاء في عدد من المناطق مع استقدام النظام لعناصر اضافية الى منطقتي الزبداني في ريف دمشق وداعل في محافظة درعا (جنوب)، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، والى محيط الرستن في محافظة حمص (وسط)، بحسب ناشطين.
في مدينة حمص، قتل ثلاثة مواطنين، اثنان في سقوط قذائف على حي البياضة وثالث في حي دير بعلبة في اطلاق نار من رشاشات ثقيلة. وتعرضت مدينة الرستن في محافظة حمص لقصف عنيف صباح الثلاثاء، بحسب ما افاد جنود في الجيش السوري الحر وكالة فرانس برس. وذكرت تنسيقية الرستن على الارض ان قوات النظام تطوق قرى جرجيسة وحربنفسة وتومين من الجهة الشمالية لمدينة الرستن بأكثر من ثلاثين باصا محملة بعناصر "الامن والشبيحة" وثلاثين دبابة، مشيرة الى "حملة اعتقالات واسعة واحراق دراجات نارية ونهب بعض المنازل والمحال التجارية