واشنطن ترفض رغبة فرنسية بالانسحاب من العراق العام المقبل وتحقق في سقوط مروحية

تاريخ النشر: 07 فبراير 2007 - 10:22 GMT

رفضت واشنطن دعوة فرنسية لها بسحب جميع القوات الاجنبية من العراق العام المقبل.ميدانيا، قال الجيش الاميركي انه يحقق في انباء عن سقوط مروحية.

رفض الانسحاب

رأت فرنسا ان الحل الوحيد لاخراج العراق من الحرب الاهلية هو انسحاب القوات الاميركية وحلفائها من هذا البلد "بحدود 2008" ما رفضته واشنطن على الفور بينما اكدت لندن انها ستواصل التزامها طالما كان ذلك "ضروريا".

ودعا رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان ثم وزير الخارجية فيليب دوست بلازي مساء الثلاثاء الى انسحاب خلال عام وانتقدا بشدة الفشل الاميركي في العراق.

وكانت فرنسا عبرت حتى الآن عن رغبتها في تحديد "افق" للوجود الاميركي في العراق لكنها امتنعت عن ذكر اي موعد.

وفي مقابلة نشرت مساء الثلاثاء على موقع صحيفة "فايننشال تايمز" على شبكة الانترنت، قال دوفيلبان "لن يحدث شيء في العراق غير مزيد من القتلى والازمات اذا لم يقولوا انه لن يكون هناك جنود اميركيون وبريطانيون على الارض العراقية بعد سنة".

ورأى رئيس الوزراء الفرنسي ان "العراقيين يعتبرون الوجود العسكري غير شرعي اليوم"، مؤكدا ان "القول ان القوات الاجنبية ستغادر هذا البلد عندما يصبح العراق ديموقراطيا ويتم احلال السلام فيه، سخيف. هذا الامر لن يحدث ابدا".

وتابع دو فيلبان "يجب تحديد جدول زمني ينص على الموعد الذي سترحل فيه هذه القوات" من العراق.

وفي لقاء مع شبكة التلفزيون الفرنسية "اي-تيلي"، كرر دوست بلازي الفكرة نفسها قائلا ان "الحل الوحيد (...) هو ان يتم انسحاب القوات الاجنبية بحدود 2008".

وتحدث دو فيلبان ودوست بلازي عن حصيلة مفجعة للحرب في العراق.

فقد رأى رئيس الوزراء ان "الولايات المتحدة فشلت في العراق. قتل اكثر من ثلاثة آلاف جندي اميركي منذ 2003 وقتل 12 الف مدني عراقي في 2006".

ورد البيت الابيض على الفور على هذه التصريحات التي رأى المتحدث باسم مجلس الامن القومي غوردون جوندرو انها "مطابقة لمنطق التصريحات السابقة" لرئيس الوزراء ووزير الخارجية الفرنسيين.

وقال ان "تحديد جدول زمني للانسحاب قبل ان تصبح قوات الامن العراقية قادرة على تأمين حماية العراقيين سيؤدي الى زيادة اعمال العنف في العراق وهو شيء لا يمكننا ان نقبل به".

من جهتها، ذكرت بريطانيا بموقفها الذي يقضي باستمرار "التزامها" في العراق "طالما كان ذلك ضروريا".

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية ان "موقف بريطانيا لم يتغير. نحن ملتزمون في العراق طالما رأت الحكومة العراقية ان التحالف ضروري لتقديم الامن ومساعدة قوات الامن العراقية حتى تصبح قادرة على توليها مسؤولية الامن وحتى احلال الاستقرار في هذا البلد".

وذكر المتحدث بان القوة المتعددة الجنسيات مفوضة بقرار من مجلس الامن الدولي.

وينتشر حوالي 7100 جندي بريطاني في العراق معظمهم في جنوب هذا البلد.

وكان دو فيلبان والرئيس الفرنسي جاك شيراك عارضا بشدة في 2003 تدخل الولايات المتحدة وحلفائها في العراق.

وتأتي التصريحات الفرنسية وسط تصعيد في العراق حيث يعتزم الرئيس الاميركي جورج بوش ارسال تعزيزات جديدة ويفترض ان تشن القوات الاميركية والعراقية حملة في اطار خطة امنية جديدة لوقف العنف.

وقدم بوش الاثنين مشروع موازنة تتمحور الى حد كبير حول العراق وطلب من الكونغرس للسنتين المقبلتين 235 مليار دولار في اطار "الحرب العالمية على الارهاب".

الوضع الامني

ميدانيا، قال الجيش الاميركي يوم الاربعاء انه يتحقق من تقارير ذكرت ان طائرة نقل هليكوبتر من طراز تشينوك ربما سقطت أو هبطت اضطراريا بالقرب من بغداد.

وقال شاهدان في المنطقة التي تقع شمالي بغداد مباشرة لرويترز انهما شاهدا طائرة هليكوبتر من طراز تشينوك تسقط وسط نيران تطلق من الارض.

وقال الشاهدان انهما لم يشاهدا أي دخان واضافا ان جنودا اميركيين تحركوا لتأمين المنطقة.

وقال اللفتنانت كولونيل كريستوفر جارفر وهو متحدث باسم الجيش الامريكي في بغداد انه لا يمكنه ان يؤكد التقارير لكن المسؤولين يتحققون من هذه المعلومات.

وقال جارفر "سمعنا عن هذا ... لكن لا يمكنني ان أؤكد أي شيء في هذه المرحلة."

والطائرة الهليكوبتر من طراز تشينوك يقودها طاقم من اثنين وتحمل 55 راكبا. وتستخدم هذه الطائرات الى حد بعيد في نقل الجنود والشحنات في انحاء العراق.

وقال الجيش الاميركي يوم الاحد انه يعدل تكتيكاته في العراق بعد سقوط أربع طائرات هليكوبتر في الاسابيع الاخيرة.

وتم اسقاط هذه الطائرات الهليكوبتر في أربعة حوادث منفصلة قتل فيها 21 جنديا ومتعاقد أمن أميركيا.