واشنطن تدعو لاضعاف حماس وشيراك يعتبر الانسحاب من غزة ايجابيا شرط اتمامه في اطار 'خارطة الطريق'

تاريخ النشر: 20 أبريل 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

دعت واشنطن الى اضعاف حركة حماس بهدف منعها من القيام باي دور في قطاع غزة بعد انسحاب اسرائيل المتوقع من هناك، فيما اعتبر الرئيس الفرنسي جاك شيراك ان هذا الانسحاب سيكون ايجابيا شرط ان يتم تنفيذه في اطار "خارطة الطريق". 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر الاثنين، ان واشنطن ستستمر بمطالبة السلطة الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات للتحرك ضد حماس. 

واضاف "نعتقد وسنواصل الاعتقاد بانه اذا نظمت الحكومة الفلسطينية اجهزتها الامنية فستكون قادرة بمرور الوقت على تحييد حماس وتقديم الخدمات التي يرغب الشعب في تلقيها". 

واكد باوتشر "نتوقع ان يقدم هؤلاء على اضعاف حماس" مشددا على ان الانسحاب من قطاع غزة "سيكون اكثر سهولة وناجحا بشكل افضل اذا كانت حماس غير موجودة". 

شيراك: الانسحاب من غزة يمكن ان يكون ايجابيا  

ومن جهته، قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك الاثنين ان خطة اسرائيل الخاصة بالانسحاب من قطاع غزة يمكن ان تساعد في تحقيق السلام اذا جاءت في اطار تسوية تفاوضية تؤدي الى اقامة دولة فلسطينية. 

وفي الاسبوع الماضي وصف شيراك الخطة الاسرائيلية التي تؤيدها الولايات المتحدة والتي تريد اسرائيل بموجبها الاحتفاظ باجزاء من الضفة الغربية بانها "سابقة خطيرة ومؤسفة". وبعد ذلك سعى الزعماء الاوروبيون الى نزع فتيل التوتر مع واشنطن بالتركيز على النقاط الايجابية في الخطة. 

وقال شيراك للصحفيين بعد محادثات في باريس مع الرئيس المصري حسني مبارك "الانسحاب المعني ايجابي بالطبع الا انه ليس ايجابيا الا بشروط معينة." 

وقال شيراك ان اي انسحاب يجب الا يكون على حساب الاتفاقات الخاصة بالحدود او عودة اللاجئين وهي امور قال انه يتعين الاتفاق عليها بالتفاوض ضمن اي تسوية نهائية. 

وقال "ويجب ايضا ان يتم بالتشاور مع السلطة الفلسطينية وان يكون خطوة في سبيل اقامة دولة فلسطينية تتمتع بمقومات الحياة." 

واضاف الرئيس الفرنسي "الحل النهائي لا يمكن التوصل اليه الا من خلال التفاوض.. واي حل اخر لا يمكن ان يؤدي الى السلام والامن ولهذا فنحن نشعر باشد القلق بخصوص هذه النقطة." 

وقال شيراك ان اي انسحاب يجب ان يتم في اطار "خارطة الطريق" التي وافقت عليها الولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والتي تدعو لاقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل. 

وايد الرئيس الاميركي جورج بوش الانسحاب الاسرائيلي من غزة واشار الى قبوله باحتفاظ اسرائيل بمستوطنات في الضفة الغربية. ورفض بوش حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى مناطق في اسرائيل. 

عرفات: خطط اسرائيل ستحول غزة لسجن كبير  

هذا، وقد رفض الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الاثنين خطة اسرائيل للانسحاب من قطاع غزة قائلا انها ستحول القطاع الى "سجن كبير". 

وكان القادة الفلسطينيون في باديء الامر قد رحبوا بحذر بامكانية رحيل الجنود والمستوطنين الاسرائيلين عن القطاع الساحلي على الرغم من الشكوك في أن تكون خطة الانسحاب من غزة خدعة اسرائيلية لتعزيز قبضتها على الضفة الغربية. 

لكن بعد دراسة تفاصيل الخطة والتي تتضمن اعتزام اسرائيل السيطرة على حدود غزة ومجالها الجوي ومياهها أصدر عرفات والقيادة الفلسطينية بيانا يرفض الخطة. 

وقالت القيادة الفلسطينية "ان المطروح هو تحويل قطاع غزة الى سجن كبير من خلال ابقاء السيطرة الاسرائيلية" عليه. 

وتقضى الخطة بان تخلي اسرائيل جميع مستوطناتها وعددها 21 مستوطنة وتجلي قواتها من قطاع غزة بحلول أواخر عام 2005 لكن تبقي على سيطرتها على المجال الجوي والمياه والحدود بين غزة ومصر حتى تشعر اسرائيل بالثقة في ان السلطة الفلسطينية تحمل على النشطاء. 

وثار غضب الفلسطينيين كذلك بسبب سلسلة من البيانات والخطابات التي أصدرها الرئيس الاميركي الاسبوع الماضي تدعم خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون "لفك الارتباط." 

وتضمنت التأكيدات التي تمثل تحولا حادا في السياسة الاميركية أنه يمكن لاسرائيل الابقاء على بعض من أراضي الضفة الغربية التي احتلتها في حرب عام 1967 كما تحرم الفلسطينيين من حق العودة لديارهم فيما يعرف الان بدولة اسرائيل. 

وقالت القيادة الفلسطينية في بيان "تشكل خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون اجحافاً بكافة مسائل مفاوضات الوضع النهائي. وكذلك التناقض مع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي بحيث يصبح ما يسمى الانسحاب من قطاع غزة شكليا ووهميا." 

ويعتبر المجتمع الدولي المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة غير مشروعة لكن اسرائيل ترفض ذلك. 

وأضاف البيان أن أي انسحاب يجب أن يتم بالتنسيق مع القيادة الفلسطينية في اطار خارطة الطريق للسلام في الشرق الاوسط التي تدعمها الولايات المتحدة والتي تدعو لاقامة دولة فلسطينية بحلول العام المقبل. 

وأبلغ وزير المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات رويترز ان خطة شارون ليست انسحابا وهي ليست الفرصة التي كان الفلسطينيون ينتظرونها. وتابع انها حل شارون طويل الامد للقضية. 

واكدت القيادة الفلسطينية مجددا دعوتها لواشنطن لاصدار توضيحات كتابية لموقف بوش الجديد الذي يرى الفلسطينيون انه يحرمهم من حقوقهم الوطنية ويستبق نتائج محادثات السلام.—(البوابة)—(مصادر متعددة)