أُلغيت اليوم الأربعاء زيارة مقررة للمبعوث الأميركي توم برّاك إلى منطقتي الخيام وصور جنوب لبنان، في وقت ألقت فيه طائرة مسيّرة تابعة للاحتلال الإسرائيلي منشورات تهديد فوق عدد من البلدات الحدودية، وسط استمرار التصعيد والخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن برّاك، الذي كان قد وصل على متن مروحية إلى ثكنة فرنسوا الحاج في مرجعيون، ألغى جولته بعد انتشار الجيش اللبناني في محيط المنطقة ومداخل بلدة الخيام لمواكبة الزيارة، بالتزامن مع دعوات محلية للتظاهر رفضًا لها.
وشهد مدخل بلدة الخيام تجمعاً احتجاجياً نفذه أهالي المنطقة، عبّروا فيه عن رفضهم للزيارة ونددوا بما وصفوه بـ"الانحياز الأميركي لصالح الاحتلال الإسرائيلي، ودعم العدوان المتواصل على لبنان".
وكان برّاك قد أجرى برفقة مورغان أورتاغوس، نائبة المبعوث الخاص للشرق الأوسط، لقاءات في بيروت الثلاثاء، بينها اجتماع مع الرئيس اللبناني ميشال معوض، ناقش خلاله الرد الإسرائيلي على الورقة الأميركية المتعلقة بتثبيت وقف الأعمال العدائية بين لبنان والاحتلال، وسبل تنفيذ القرار اللبناني بحصر السلاح بيد الدولة.
وفي تطور ميداني، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن طائرة مسيّرة إسرائيلية ألقت منشورات تحذيرية فوق بلدتي العديسة وكفركلا، حذرت فيها السكان من التعامل مع ما وصفتهم بـ"مسؤولي البلدات المرتبطين بحزب الله"، واعتبرتهم "أهدافاً لإسرائيل"، في خطوة اعتُبرت تصعيداً نفسياً وميدانياً في آن واحد.
كما سُمع فجر اليوم دوي انفجار قوي في بلدة كفركلا، تبين أنه ناتج عن تفجير نفذه الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية، وامتد صداه إلى بلدات عدة في قضاء مرجعيون.
ولم تصدر حتى الآن أي تعليقات رسمية من السلطات اللبنانية أو "حزب الله" بشأن المنشورات أو التصعيد الأخير.
وتشهد المناطق الحدودية الجنوبية توتراً مستمراً منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتوسعت رقعته إلى الجبهة اللبنانية، رغم اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، والذي لا تزال الخروقات الإسرائيلية تُسجَّل ضده بشكل شبه يومي.
ووفق إحصاءات رسمية، فقد أدت تلك الخروقات إلى استشهاد 283 شخصاً وإصابة 604 آخرين منذ دخول الاتفاق حيّز التنفيذ.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي احتلال خمس تلال استراتيجية في الجنوب اللبناني منذ الحرب الأخيرة، إلى جانب أراضٍ لبنانية محتلة منذ عقود، في وقت تتصاعد فيه الضغوط الأميركية والدولية على بيروت لتنفيذ قرار يقضي بحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، بما يشمل سلاح "حزب الله"، قبل نهاية العام المقبل.
