بينما كانت واشنطن تركز كل جهودها على خطواتها التالية في تصميم خطة شاملة لإنهاء الأزمة في سورية وفق معطيات "أكثر جرأة من السابق في اعتبار الخيارات العسكرية" مستفيدة من فرصة تعليق عمل المراقبين الدوليين في البلاد، اهتزت أركان الإدارة الأمريكية السبت بسبب موت ولي العهد السعودي نايف بن عبد العزيز بعد سبعة أشهر فقط منذ موت سلفه، ولي العهد السعودي سلطان بن عبد العزيز.
يشار إلى الأمير نايف (79) كان قد تولى منصب ولي العهد أواخر تشرين الأول/أكتوبر 2011 خلفا لأخيه الشقيق الأمير سلطان الذي توفي عن 86 عاما في احد مستشفيات نيويورك بعد أن تبوأ منصب وزارة الداخلية طوال 37 عاما كما شغل منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء،.
وينص عرف آل سعود على تولي واحد من "الأشقاء السبعة" الذين أنجبهم الملك المؤسس عبد العزيز من زوجته الأميرة حصة السديري للملك، مما يضع الأمير سلمان البالغ من العمر 76 عاماَ في موقع الأحقية بولاية العهد وهو ما تنظر إليه واشنطن بارتياب بسبب قربه من الحركات الإسلامية المتزمته وبذخ الأموال على المدارس الوهابية في الباكستان وإندونيسيا والبلاد الإسلامية الأخرى.
من جهته قدم الرئيس الأمريكي باراك اوباما تعازيه في بيان السبت قائلاً أن "الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية طورتا تحت إدارته (نايف) شراكة قوية وفعالة في مكافحة الإرهاب ما أنقذ حياة الكثير من الأميركيين والسعوديين" بينما قالت وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون في تعزيتها اثر وفاة ولي العهد السعودي أن نايف "كان شريكا مهما يحظى بتقدير الولايات المتحدة"
واتسمت العلاقة بين واشنطن ونايف بالبرود والتوتر أحياناً بسبب قوله عن هجمات 11 سبتمبر / أيلول 2001 أن "من المستحيل أن يقوم شباب في التاسعة عشرة بتنفيذ عملية الحادي عشر من سبتمبر.. أو أن يفعلها بن لادن والقاعدة بمفرده.. أعتقد أن الصهاينة مسؤولون عن هذه الأحداث.. أقترح أن يتم أخذ بصمات الأميركيين الزائرين للمملكة مثلما يتم للزائرين عند دخول الولايات المتحدة الأميركية." كذلك بسبب استهتاره بالديمقراطية الانتخابية وقوله الصيف الماضي "المملكة العربية السعودية لا تحتاج إلى إجراء انتخابات لأن التعيين يختار الأفضل دائمًا... ولو كانت العضوية بمجلس الشورى بالانتخاب لما كان الأعضاء على مستوى من الكفاءة".
ويقول سايمون هندرسون الخبير في شؤون المملكة العربية السعودية من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى "واشنطن دائماً متوجسة من احتمال الاضطراب في المملكة السعودية بسبب الخلافة كون أن كل الذين ينتظرون ولاية العهد وتولي الملك هم من رعيل الطاعنين في السن وتتشوق لاستلام جيل الأحفاد الذي تعلموا في الولايات المتحدة القيم الأمريكية." ولكن هندرسون يقول أن الأمير سلمان سيستلم ولاية العهد وأن "واشنطن تعتبره (وزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز) أكثر اعتدالا من الأمير نايف الذي توفي يوم السبت." ويعتقد هندرسون أنه من شبه المستحيل تجاوز الأمير سلمان (76 عاما) بالرغم من أن اختيار ولي العهد الجديد يجب أن يحظى بتصديق هيئة البيعة المؤلفة من أفراد الأسرة السعودية الحاكمة.
يشار إلى أن برقية دبلوماسية أمريكية أرسلت عبر القنوات السرية في عام 2007 و نشرها موقع ويكيليكس فإن الأمير سلمان يرى أن "الديمقراطية لا تناسب المملكة العربية السعودية المحافظة وأنه (سلمان) يتبنى نهجا حذرا للإصلاح الاجتماعي والثقافي" .
ويعتبر سلمان شخصية مألوفة للولايات المتحدة ومن أقوى حلفاء المملكة مع الولايات المتحدة وأن واشنطن سترتاح للتعامل معه بحسب روبرت جوردان الذي عمل سفيراً للولايات المتحدة أبان أعقد فترة في العلاقات الأمريكية السعودية في أعقاب هجمات 11 سبتمبر / أيلول 2011 وحتى هام 2003. ويضيف جوردان "يبدو بالنسبة لي أنه قادر على تحقيق توازن دقيق لدفع المجتمع للأمام بينما يحترم تقاليده وأساليبه المحافظة." ولكن جوردان يحذر "إنه (سلمان) لا يقبل كل شيء تقوله الولايات المتحدة بدون نقاش لكنه يدرك في الوقت نفسه أهمية العلاقة التي تتجاوز النفط