قال ناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية نبيل خوري في حديث لصحيفة "لوريان لوجور" اللبنانية الناطقة بالفرنسية الجمعة انه "آن الاوان لانسحاب سوريا من لبنان".
وقال في تلميح الى هضبة الجولان السورية التي تحتلها اسرائيل، ان "الفرضيات القديمة التي كانت تتحدث عن ضرورة هذا الوجود لاستخدامه كورقة مقايضة لاستعادة الجولان او لحماية الخاصرة السورية في حال هجوم اسرائيلي، لم تعد مهمة وتجاوزها الزمن".
واضاف المسؤول المكلف عملية الاتصال مع وسائل الاعلام العربية-المسلمة والملحق في السفارة الاميركية في لندن، ان "سوريا بحاجة الى تغيير اقتصادي كبير يستتبع ايضا تغييرا سياسيا".
وقال ان سوريا "معزولة عن العالم، كما كان العراق في السابق. وهي بحاجة الى التكامل اقتصاديا مع العالم. ان تحسين علاقاتنا الثنائية سيساعدها للوصول الى هذا التكامل".
ووصل خوري، وهو من اصل لبناني، الى لبنان هذا الاسبوع لبحث مشروع "الشرق الاوسط الكبير" الاصلاحي الاميركي. والتقى صحافيين لبنانيين في مقر السفارة الاميركية في بيروت.
اما نائب وزير الخارجية الاميركي ريتشارد ارميتاج فقد صرح امس في مقابلة مع قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية انه عندما قال اخيرا في حديث اذاعي ان الرئيس السوري بشار الاسد يستطيع ان تكون له حياة حسنة لم يقصده هو شخصيا وانما قصد شعبه وان "في وسعهم ان ينضموا الى الاقتصاد المتحسن في العالم وان يكونوا جزءا منه وجزءا من الحلول للمشاكل في المنطقة والا يبدوا انهم عنصر من عناصر المشكلة".
واضاف ان "السبب في قولي هذا هو مساندة سوريا (حركة المقاومة الاسلامية) حماس وحزب الله (...) ولانه بعد سنوات عدة من اتفاق الطائف لعام 1989 لا تزال القوات السورية تحتل لبنان وتاليا يبدو لي انه حان الوقت للقيادة السورية لتتخذ قرارا في شأن تغيير اساليبها".
وذكّر بأن "المنطقة المجاورة (لسوريا) قد تغيرت وهذا واضح جدا (...) وذهب حزب البعث الآخر. هذا اولا. وثانيا ان من المؤسف ان هناك عنفا حاليا في لبنان وفي سوريا مع الاكراد. ونحن نناشد كلتا الحكومتين هناك ان تمارسا ضبط النفس والا تردا على تظاهرات سياسية شرعية قانونية".
وكرر ان العقوبات التي ستفرض على دمشق بموجب "قانون محاسبة سوريا واستعادة سيادة لبنان لعام 2003". ستكون "صارمة" وانها "لن تكون في المستقبل البعيد".
وعن التلويح بالعقوبات قال: "انا اعتقد انه من سوء الحظ اننا وصلنا الى وضع تتطلب فيه قوانينا عقوبات". وذكر ان "وزير الخارجية كولن باول سافر الى دمشق في ايار الماضي لزيارة الاسد, وكانت له مناقشات كاملة وصريحة وودية. واوضح له كل هذه الامور ولم تكن هناك تهديدات "(...) ليست مهمتنا ان نهدد, اشرنا فقط كما هو واضح للرئيس الاسد من ايار حتى الآن ولم نتلق ردا وتاليا ليست هي مسألة الاسبوعين الاخيرين فقط (...) بل الاشهر العشرة الاخيرة".
ويعود الوجود العسكري السو ري في لبنان الى العام 1976. وقامت سوريا خلال السنوات الاخيرة بتخفيض عدد جنودها تدريجيا الى ان بلغ 17 الف جندي حاليا، لكنها ما زالت تمارس وصايتها على الشؤون اللبنانية.
وكان ارميتاج اعلن في 17 اذار/مارس ان الولايات المتحدة ستعلن قريبا فرض عقوبات جديدة على سوريا بسبب استمرار "دعمها للارهاب".
وكان الكونغرس الاميركي اقر في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2003 عقوبات اقتصادية ودبلوماسية ضد سوريا في اطار قانون "محاسبة سوريا".
والاسبوع الماضي، اعربت مستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس عن املها في ان تجري الانتخابات اللبنانية المقبلة "بعيدا عن اي تدخل خارجي".
وطلبت وزارة الخارجية الاميركية الاربعاء من سوريا الكف عن قمع الطلاب اللبنانيين الذين يحتجون على وصاية دمشق على بلادهم—(البوابة)—(مصادر متعددة)