هنية يعود لغزة واسرائيل تدرس تعليق الاتصالات مع عباس بعد اتفاق مكة

تاريخ النشر: 12 فبراير 2007 - 11:39 GMT

استبقت اسرائيل وصول رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية الى غزة قادما من السعودية، بالكشف عن انها تدرس تعليق اتصالاتها مع الرئيس محمود عباس ما لم تقم حكومة الوحدة التي سيشكلها مع حماس بموجب اتفاق مكة بتنفيذ المطالب الدولية.

وقال أحد المسؤولين الاسرائيليين المشاركين في المشاورات بشأن خيارات اسرائيل ازاء حكومة الوحدة المرتقبة ان "من الخيارات التي يجري بحثها بشكل جدي قطع الاتصالات مع أبو مازن (عباس)."

وقال مسؤول دفاعي اسرائيلي ان هناك أيضا شكوكا تكتنف العلاقات مع محمد دحلان المستشار الامني البارز لعباس والذي قاد صراع السلطة الذي دار بين فتح التي يتزعمها عباس وحماس. وشارك دحلان في محادثات حكومة الوحدة في مكة لكن دوره في الحكومة الجديدة غير واضح.

ومن المقرر أن يجتمع كبار مستشاري رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزراء اخرون في وقت لاحق الاثنين لبحث الخيارات المطروحة.

ورفضت ميري ايسين المتحدثة باسم أولمرت التعقيب عما أسمته "افتراضات".

واعلن أولمرت الاحد بأن من السابق لاوانه اصدار حكم على حكومة الوحدة ولكن مسؤولين اسرائيليين كبارا قالوا ان الاتفاق بين عباس وحماس لا ينفذ الشروط الثلاثة التي حددتها اللجنة الرباعية لانهاء العقوبات الاقتصادية الخانقة التي فرضت على حكومة حماس بعد توليها السلطة في اذار/مارس الماضي.

وقالت ايسين "ننتظر من الحكومة الفلسطينية...أن تقبل الشروط الثلاثة للمجتمع الدولي ويشمل ذلك الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود والقبول الكامل للاتفاقيات السابقة وتنفيذها والوقف الكامل للاعمال الارهابية ونبذ الارهاب والعنف بشكل واضح."

وأوضح أولمرت الاحد أن اسرائيل بحاجة لمزيد من الوقت لتقرر ما اذا كان اتفاق حكومة الوحدة مقبولا.

وتعتزم وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس عقد لقاء ثلاثي مع عباس وأولمرت في القدس في 19 الجاري. وكان من المتوقع في باديء الامر أن يبحث اللقاء حدود الدولة الفلسطينية ولكن مسؤولين قالوا ان التركيز سينصب على المخاوف الاميركية والاسرائيلية بشأن اتفاق حكومة الوحدة.

وهددت واشنطن في الماضي بعدم التعامل مع أعضاء فتح والاطراف الاخرى اذا انضمت الى حكومة ائتلافية بقيادة حماس. لكن مسؤولين قالوا ان من غير المرجح ان تتأثر العلاقات مع عباس.

ولم يتضمن اتفاق مكة التزاما صريحا بالاعتراف باسرائيل. وتضمن خطاب التكليف الذي أعاد فيه عباس تعيين اسماعيل هنية من قادة حماس رئيسا للوزراء دعوة مبهمة للالتزام بمصالح الشعب "واحترام" الاتفاقيات السابقة والقانون الدولي. وقال مستشار لهنية ان الحكومة الجديدة لن تعترف بالدولة العبرية.

عودة هنية

وفي هذه الاثناء، أعلن مكتب هنية أن الأخير سيعود الاثنين إلى غزة عن طريق معبر رفح، وأنه سيوجه خطابا إلى الشعب الفلسطيني.

ومن جانبه قال مسؤول حدودي مصري ان من المنتظر ان يصل هنية قبل الظهر الى المعبر الذي تمت اعادة فتحه بعد اغلاق دام منذ السابع من الشهر الجاري.

وقال المصدر ان هنية القادم من مكة سيصل بطائرة ملكية سعودية الى مطار العريش ومنه سينتقل الى غزة برا.واعلن عباس الاحد انه سيكلف هنية رسميا الخميس بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية ودعا اسرائيل إلى التعامل مع "الأمر الواقع" فيما يخص الحكومة المقبلة.

وقال عباس عقب لقائه في عمّان رئيس الوزراء الأردني معروف البخيت ردا على سؤال حول توقعه لكيفية تعامل تل أبيب مع الحكومة المقبلة "لا نعرف بالضبط ما هي ردود فعلهم ولكن أيا كانت ردود فعلهم فهذه قضية فلسطينية وقضية عربية وعلى الإسرائيليين أن يتعاملوا مع الأمر الواقع".

وأضاف "إذا كانت القضية تتعلق بمفاوضات فستتولاها الرئاسة ومنظمة التحرير الفلسطينية وهذا واضح للجميع سواء لإسرائيل أو للحكومة أو للأطراف الأخرى وبالتالي ليس لهم علاقة أن يقولوا نعم أو لا إذا كان الحديث يخص المفاوضات الرسمية بينا وبين إسرائيل".

تطورات ميدانية

وتتزامن هذه التطورات مع اختطاف مسلحين مجهولين النائب العام الفلسطيني الاسبق خالد القدرة وهو من قيادات حركة فتح، في خان يونس جنوب قطاع غزة.

وقالت مصادر امنية ان "مسلحين مجهولين قاموا باعتراض سيارة النائب العام الاسبق للسلطة الفلسطينية المحامي خالد القدرة قرب بلدة القرارة شمال خان يونس جنوب قطاع غزة". واضافت ان المسلحين "انزلوه من السيارة بقوة ثم اقتادوه الى جهة مجهولة".

وكانت حماس وفتح نفذت عمليات خطف متبادلة في قطاع غزة والضفة الغربية قبل ان يتوقف ذلك مع اعلان اتفاق مكة.

من جهة اخرى، اعلن الجيش الاسرائيلي ان اربعة صواريخ قسام اطلقت من غزة على اسرائيل الاثنين، لكنها سقطت في منطقة مفتوحة غرب النقب دون ان تتسبب في اصابات او اضرار. كما اعلن انه اعتقل 15 فلسطينيا في عمليات مداهمة في انحاء متفرقة من الضفة الغربية.

(البوابة)(مصادر متعددة)